جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
عساسي عبدالحميد
سد النهضة الإثيوبي؛ تم تشييده على فوالق وصدوع زلزالية خطيرة تمتد من اثيوبيا وباقي بلدان القرن
الافريقي إلى ما وراء البحر الأحمر؛ حتى محيط مكة والمدينة بالسعودية ؛ والمشروع وصفه العديد من المتتبعين
ساسة واعلاميون بأنه أعجوبة العصر بدون منازع؛التي تنضاف لعجائب الدنيا السبع.(…)
حظي هذا المشروع بتتبع مهندسين وخبراء يعملون تحت إمرة الموساد الإسرائيلي والسي-أي اي
الأمريكية؛ وكانت التقارير ترفع أول بأول الى قمرات التحليل وأبراج صنع القرار؛ منذ أن كان المشروع مجسما على الورق
والخرائط الى دخوله مع أول جرافة وضربة معول حيز التنفيذ؛ ثم مرحلة الروتوشات النهائية والاحتفالات
بالمشروع على ايقاع فتح قوارير الشامبانيا؛ حيث شارك في شرب الأنخاب مهندسون وخبراء من الموساد والسي-
أي -اي .(….)
زلزال بسيط ب 1 ريشتر فقط يضرب مكان السد المبني على الصدع القاتل الممتد من وسط
بلدان القرن الى الجنوب الغربي للسعودية كفيل بايقاع الكارثة؛اذ سيغرق كل شمال السودان وجنوب مصر
اما مكة فمهددة بزلزال مدمر
لأنه ببناء السد واستيعابه أكثر من 70 مليار طن من الماء فقد تم تهييج الفالق الزلزالي
بطريقة اصطناعية؛ يعني تدخل العنصر البشري في احداث كوارث تبدو طبيعية
ولنا أن نتصور هول القارعة إذا تصادف زلزال مكة
الموعود مع موسم حج أو عمرة . (….)
الحبشة هي اثيوبيا حاليا؛ و أبرهة الحبشي هو من أصحاب الفيل الذين جاء ذكرهم في القرآن
عندما توجهوا نحو مكة لتدمير الكعبة وتوجيه حج العرب نحو اليمن الذي كان تحت حكم الحبشة
وحسب رواية القرآن وآثار السيرة؛ فإن جيش أبرهة الحبشة ((الاثيوبي)) قد مني بالهزيمة
وهو على أطراف مكة بعدما خرجت قبيلة قريش عن بكرة خالقها لتتحصن في شعاب الجبال
هربا من بطش فهود وفيلة ومحاربي إثيوبيا ؛ وبعد قولة زعيم قريش عبدالمطلب
بأن للبيت رب يحميه وهو يطوف بالكعبة التي كانت هدف أبرهة الحبشي و يقفل بابها بالمفاتيح.(….)
حسب القرآن ؛أرسل الله طير أبابيل على جيش أبرهة الحبشي فحولتهم الى أشلاء
عندما ألقت عليهم هذه الطيور المرسلة بمناقيرها ومخالبها حجارة السجيل الجرثومية
ومن استطاع النجاة من جيش ـبرهة الحبشي عاد الى اليمن
وهومصاب بالقروح والدمل والاسهال ؛ جاء في القرآن
(( ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تظليل *
وأرسل عليهم طير أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل* فجعلهم كعصف ماكول *)) .
للحبشة مكانة خاصة في الذاكرة اليهودية والمزاج العام للشعب اليهودي
والعديد من حاخامات اسرائيل يعتبرونها أرضا توراتية …فقد حكم الحبشة قديما ملوك من نسل الملك داوود
فالملك الحبشي “منيليك الأول” يعتبر أو امبراطور يهودي يحكم الحبشة بعد وفاة والدته “ماكيدا”
زوجة النبي سليمان؛ و يرجع له الفضل في جلب تابوت العهد بعد زيارته لأورشلايم القدس
وهو في زيارة لوالده …كما أن الامبراطور الاثيوبي هيلاسيلاسي ” (( 1892-
1976 )) كان من سلالة الملك العبراني سليمان ابن داوود ابن يسى البيت لحمي…(…).
وهناك قناعة أقرب الى العقيدة لدى مسيحيي الحبشة ويهودها بأن ماء النيل هو ملك خالص لاثيوبيا
واسرائيل فقط في مارس من السنة الماضية قام رئيس الوزراء الاسرائيلي ” بنيامين نتانياهو””
بزيارة لبعض بلدان حوض النيل
كينيا- رواندا –أوغندا؛ فضلا عن دولة اثيوبيا التي أقيم على أرضها سد النهضة؛ ومن هضاب اثيوبيا
ينبع النيل الأزرق الذي يزود دولة مصر ب 90 في المائة من حصتها المائية؛ وعلى هامش زيارته
ألقى نتانياهو كلمته الشهيرة تحت قبة البرلمان بالعاصمة ”أديس أبابا”؛ عارضا خبرة دولة اسرائيل
في تدبير الثروة المائية وانتاج البذور المنتقاة ؛ووعد نتانياهو بجعل اثيوبيا أول دولة منتجة للألبان في العالم …..
السد العملاق بني في منطقة من مناطق حزام الموت؛ الممتد من وسط القرن الإفريقي إلى تخوم مكة
وقد سبق للجيولوجيين الأمريكيين في سنة 2000 أن قاموا بتنزيل لخرائط
ودراسات تؤكد وجود هذا الحزام وتم نشرها من طرف اليونيسكو ؛ ومنذ تلك الساعة كانت الأعمال جارية
عن قدم وساق من أجل تسريع المشروع؛ وتنزيله الى حيز الواقع؛في منطقة تعج قيعانها المائية
(( البحر الأحمر)) ببراكين تقذف صهاراتها لتبعد الجزيرة عن بلدان القرن
الافريقي؛ وهذا الأخير فانه كذلك في طور الانفصال عن القارة الافرقية نتيجة تلك الصدوع تماما
كما حدث لجزيرة مدغشقر منذ اكثر من 100 مليون سنة ….هنا تدخل يد الانسان لتعمل على تهييج الطبيعة…
تمويل مشروع بهذا الحجم وهذه القدرة الاستيعابية لأزيد من 70 مليار طن من الحمولة المائية
على فيالق وأحزمة وصدوع زلزالية؛ حيث تشكل مكة والمدينة جزء من هذا الحزام القاتل
وهو مشروع لا ينبع طبعا من نية طيبة هدفها التنمية والإقلاع الاقتصادي وتحسين المستوى المعيشي
لشعب إثيوبيا وشعوب الجوار؛ بل الهدف منه هو اصطناع الكارثة و بعث أبرهة الحبشي من جديد؛ وهذه المرة
ليس مع الفيل الضخم الذي تواترت أخباره قبائل
العرب وجاءت ملخصة في سورة الفيل ؛لكن أبرهة الاثيوبي يمسك هذه المرة بأزرة قنبلة مائية ضخمة اسمها
سد النهضة؛ أو بالأحرى سد أبرهة الحبشي….
والهدف هو تدمير أصنام مكة بالكامل وتخليص العالم من بؤرة الارهاب والجهل والاعوجاج؛ واخلاء ساكنة بلدان
الطوق لكي لا تذوب اسرائيل في بحر من العرب.
