امتلأت وسائل الإعلام الغربية فى الفترة الماضية بنهاية العام الماضي على تغطية إخبارية لحدث لأول مرة يحدث فى العالم، وهو تعيين “سيدة” إمام مسجد تخطب وتصلي بالنساء، أما باقى أيام الأسبوع فالمسجد مفتوح للجميع سواء كانوا رجالًا أو نساءً.
ولم تكتفي بذلك، فقامت بالمشاركة في إنشاء مسجد خاص بالنساء في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، في مسجد “مريم”، تلقي خانكان خطبة الجمعة وتؤم النساء للصلاة، فهي ترى أن كل من لديه معرفة وعلم يجب أن يشاركها مع الآخرين بغض النظر عن جنسه.
هي الدنماركية “شيرين خانكان” من مواليد 13 أكتوبر 1974 في عاصمة الدنمارك “كوبنهاجن” لأب سوري مسلم وأم فنلندية مسيحية، ومتزوجة من باكستاني الأصل ملم باللغة العربية التي درسها، وله منها 4 أبناء، اشتهرت بكونها أول امرأة تعلن وترخص لنفسها الإمامة وخطبة يوم الجمعة.
أسست “خانكان” في 2001 جمعية “المسلمين الناقدين” في الدانمارك وتعمل من خلالها على تفسير القرآن بشكل يتناسب مع العصر الحالي، كما تقول، وتؤمن بضرورة النهوض بالمرأة المسلمة، وهدم الحواجز بين الإسلام التقليدي والشكل العصري للإسلام.
حتى قررت في فبراير 2016 أن تؤسس مسجد “مريم” في كوبنهاجن، وخصصت الصلاة فيه للنساء فقط، واعتربته منبر لنشر قيم التسامح في الإسلام، كخطوة لمواجهة الخطاب المتعصب والمتطرف، وقررت بصحبة سيدة أخرى تُدعى صالحة ماري فاتح تولي أمور الإمامة في المسجد، قائلة “”من حق أي شخص يملك العلم أن يخطب صلاة الجمعة ويؤم المصلين بغض النظر عن جنسه” “.
وترى “مريم” أن المؤسسات الدينية التي يقودها الرجال قد “انحرفت عن رسالة الإسلام الموجودة في القرآن”، وأنه حان الوقت لكي “تحاول النساء المشاركة في إصلاح تلك المفاهيم”، وتريد لمسجد مريم أن يكون معبّرا عن الروح العصرية للإسلام وأن يكون مختلفا عن غالبية المساجد في الدنمارك والتي تمثل التيار التقليدي.
وبدأت فكرة إمامة النساء في الصين منذ القرن الـ19، وفي جنوب أفريقيا منذ عام 1995. وفي بريطانيا قامت أمينة ودود بإمامة مصلين رجال ونساء في خطبة جمعة عام 2008.
وشهد مسجد “مريم” اول صلاة جمعة تكون “شيرين” هلة الإمام يوم الجمعة الموافق 26 أغسطس 2016، اشتركت إمامتى المسجد، شيرين خانكان وصالحة مارى فتاح، فى إمامة الصلاة، حيث أدت خانكان الأذان وألقت الافتتاحية، ثم قامت مارى فتاح بإلقاء خطبة الجمعة عن “المرأة والإسلام فى العالم المعاصر”.