نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرا أبدت فيه تخوفها من السياسة التي ينوي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهاجها مع النظام المصري، في ظل توقعات بألا تحتل قضايا حقوق الإنسان في مصر، مساحة في المباحثات خلال الزيارة التي يقوم بها حاليا عبد الفتاح السيسي للولايات المتحدة، ولقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي.
يأتي ذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض الجمعة الماضي أنه لم يعد يسمح لقضايا حقوق الإنسان أن تصبح ساحة صراع في العلاقات مع مصر، فيما يراه المراقبون تحولا مهما آخر بعيدا عن سنوات السياسة الخارجية التي كان ينتهجها رؤساء أمريكا السابقون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
وفي الوقت الذي يستعد فيه ترامب لمقابلة السيسي اليوم الاثنين خلال أول زيارة يقوم بها الأخير للبيت الأبيض منذ وصوله إلى سدة الحكم في مصر، يقول مساعدون إن ترامب والسيسي سيركزان على الملفات الأمنية والاقتصادية. وبرغم أن المساعدين صرحا أن قضية حقوق الإنسان لا تزال على الطاولة، يفضل ترامب أن يتعامل معها بشكل سري.
وأوضحت الصحيفة، قى تقرير لها، أن قرار الرئيس ترامب بتهميش قضايا حقوق الإنسان في مصر يجيء بعد أيام قلائل من إبلاغ إدارته للكونجرس بأنها سترفع القيود المفروضة على بيع الأسلحة للبحرين، والتي كانت قد فُرضت خلال فترة حكم سلفه باراك أوباما، لافتة إلى أن هذا شأنه أن يعزز رسالة مفادها أن خطط ترامب بجعل التعاون الأمني حجر الزاوية لسياسته في المنطقة، دون أن تصبح حقوق الإنسان عائقا في هذا الخصوص، بخلاف الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الذي كان يؤكد دوما على تطوير الديمقراطية، أو حتى سلفه أوباما الذي كان يضغط على الدول المستبدة لتخفيف ممارسات القمع بحق شعوبها.
وقالت سارة مارجون، مديرة منظمة “هيومان رايتس ووتش” في واشنطن: “منح ترامب شيك على بياض للمخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان بمصر، لا يمثل فجأة، لكنه يعني أن الكونجرس يجب عليه مواصلة استخدام سلطاته للحد من الدعم الأمريكي الممنوح، للقاهرة، وذلك بالنظر إلى نطاق الخروقات التي تتم هناك في هذا الصدد”.
من جهته، صرح توم مالينوسكي، نائب وزير الخارجية الأمريكي المسؤول عن قضايا حقوق الإنسان في عهد إدارة أوباما بأن المساعدات الأمريكية الممنوحة لمصر لم تتُرجم أبدأ إلى دعم متوقع من البلد العربي للسياسة الأمريكية.”
وواصل مالينوسكي: “أعطينا مصر 70 مليار دولار على سنوات، واطلعت بنفس أنه لا توجد طائرات إف-16 مصرية تساعدنا في حربنا ضد (داعش) سواء في الرقة أو الموصل”.