الجمعة , ديسمبر 20 2024
عبداللطيف عبدالغنى
عبداللطيف عبدالغنى

الغرب واردوغان قصة صراع وكراهية علانية لماذا…..؟

بقلم : د:عبداللطيف مشرف.
أن المعركة دائرة بين الشرق والغرب وستظل هذه المعركة قائمة إلى أن يأذن الله بقيام الساعة ، فيمثل الشرق العالم العربي الإسلامى، والغرب العالم الأوروبي المسيحى وذلك وفق مفاهيم الدوائر السياسة الدولية .
فجاء في خاطرى قول المؤرخ الأمريكى وول ديورانت صاحب كتاب قصة الحضارة عندما قال” إن الصراع الظاهر للبشرية بين الشرق والغرب هو الصراع علي الثروات الطبيعية ولكن الصراع الحقيقى بين أكبر ديانتين الإسلامية والمسيحية “وشاهد شاهد مثقف عارف من أهلها.
فمن هنا جاء السرد والجواب لماذا حملة الغرب علي تركيا ولماذا تركيا بالأخص فى الوقت الحالي لماذا جميع المخابرات العالمية تحاربها وتريد أسقاط نظامها، لماذا أوروبا تنصب العداء لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان وترف دخولها إلي الأتحاد الأوروبي، فأردوغان ليس من الشرق وليس عربي ولكن مسلم وصاحب مشروع إسلامي وهذا ما يؤكده كلام المؤرخ السابق.
رجب طيب اردوغان رئيس تركى الحالى ورئيس الوزراء التركى السابق، شخصية اثارت جدلا واسعا حول العالم، لما لها من تأثير على المستوى التركي أو الأقليمى أو الدولي، فلماذ هذا الرجل يكرهه الغرب؟
سؤال سنجيب عليه من واقع التاريخ والأحداث والسياسة والاقتصاد على مر السنين، ما بين تركيا وأوروبا.
جاء رئيس الوزراء التركي وزعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب اردوغان من رحم المؤسسة الدينية في تركيا، فهو خريج مدرسة دينية، كما أنه بدأ العمل السياسي من خلال التيار الإسلامي الذي قاده نجم الدين أربكان، لكنه يحاول منذ فوزه بالحكومة في عام 2002 التأكيد على أنه لا يمثل حزبا دينيا، لكنه يريد بناء دولة ديمقراطية تفصل بين الدين والدولة كما في أوروبا ولا تسيطر فيها الدولة على الدين كما هو حال العلمانية التركية.
منذ البداية أراد اردوغان أن يدفع عن نفسه أي شبهة باستمرار الصلة الأيديولوجية مع أربكان وتياره الإسلامي الذي أغضب المؤسسات العلمانية مرات عدة، فأعلن أن العدالة والتنمية سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في مماحكات مع القوات المسلحة التركية وقال “سنتبع سياسة واضحة ونشطة من أجل الوصول إلى الهدف الذي رسمه أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا”.
بدا أن أردوغان حاول إمساك العصا من الوسط مقدما شكلا جديدا من الوسطية التي ستكون سببا في فوز حزبه بالأغلبية في انتخابات عام 2002 الأمر الذي جعله يشكل الحكومة منفردا برئاسة عبد الله غل بدلا من أردوغان الذي كان لايزال خاضعا للمنع القانوني.
اردوغان سياسى مثقف واعي، ورجل لديه حلم لعقيدته وبلاده، أردوغان بشر له ما له وعليه ما عليه، ألا أن الجميع يشهد بأنجازاته الملموسة على أرض الواقع التركي، ويشهد التغيرات الحقيقية في تركيا، ويشهد الجميع مدى أرتفاع مستوى الأقتصاد وعائد الدخل ومستوى المعيشة وعائد الدخل المرتفع على الفرد التركي، وايضا عودة حقيقية دولية لتركيا، وذلك بعد أن كانت تابعة بالدرجة الأولي للولايات المتحدة الأمريكية وذلك من بعد سقوط الخلافة الإسلامية علي يد العلمانى مصطفي كمال أتاتورك، ونجح فى طمس الثقافة الإسلامية من تركيا بعد أن كانت رائدتها، وووصل به الأمر إلي الغاء الأذان وأيضا اللغة العربية، وجعل تركيا من دولة قوية صاحبة مكانة ترهب الجميع حتى فى أصعب فتراتها وضعفها، الي دولة علمانية صرفه تتشبع بالثقافة الغربية، ومن ثم دولة تفتقد سياسة وتمثيل دولي لأنها أصبحت دولة تابعة، بكل مكوناتها الفكرية والثقافية ، ولم يبقى من الإسلام إلا اسمه ، وأصبح التحرر والعلمانية مقرونيين بتركيا.
إلي أن جاء عدنان مندريس وهو أول رئيس وزراء في خمسينيات القرن العشرين يعيد الأذان واللغة العربية فكان المصير الأعتقال وقيام انقلاب عسكرى، وجاء من بعده في تسعينيات نفس القرن المهندس أربكان وأراد أقامة الإسلام وشعائره فكانت النتيجة انقلاب عسكرى واعتقال، فهنا الغرب مصمم علي بقاء تركيا تابعة وعلمانية ويسخر القيادات العسكرية لذلك فلماذا كل هذا التصميم..؟
جاء أردوغان الشاب المترسخ حلم عقيدته ومنهجها داخله، المتعلم من أخطاء غيره، ولعب مع العلمانين لعبة السياسة والدهاء الممدوح، وأخذ في بناء دولته بصمت والحفاظ علي دستورها العلمانى الذى يرفه من داخله ويقبله كواقع مفروض حتى يدخل ويلعب سياسة، وأخذ بمبدأ التدرج، وتصيطد الوقت المناسب لفرض حلمه لعقيدته ودولته بحب وتقبل وبمساندة الجميع ، ولم يعادى الجميع في البداية، حتى يضع بصمات اقتصادية وحقيقية يتأثر بها شعه فمن هنا يدعمه ويأمن الشعب بمشروعه ويسانده، فنجح المشروع، وأصبح مشروع إسلامى وليس علمانى غربي، وأصبحت تركيا تنافس اقتصاديات دول كبرى.
فيبقى السؤال لماذا يكره الغرب أردوغان ؟ بل وأصبحت العدواة له ولمشروعه الإسلامى صريحة ومن ضمن برامج احزاب اليمين الممتطرف سواء في هولندا أو فرنسا أو ألمانيا وغيرها,
يكره الغرب اردوغان لعدة أسباب:
– اردوغان رئيس لديه حلم ومبدأ فالحلم يتمثل في أعادة مجد الأجداد العثمانيين التى ذلت أوروبا وملوكها وقدموا الطاعة للسلاطين العثمانين ودفعوا لخزانتها، بل كانت فرنسا ميناءه طولون قاعدة بحرية إسلامية، أما المبدأ فهو عزة الإسلام، فلماذ الغرب لا يكره وهو يذكرهم بل ويريد أعادة اذلالهم مرة أخرى وبعزة، فالحلم والمبدأ مرفوضين لأن الأوروبين لا يستطيعون مواجهتهم لو صح التنفيذ.
– اردوغان رجل لديه سياسة وبولمتيكا سياسية ويلعب مع الجميع ومع كل الأطراف سياسة بأحترافية واأنه ليس كحكام العرب رجل له ذلة عند الغرب سواء ذلة منصب وشخوة نساء او صفقات أسلحة ومواقف مصورة كاغالب حكام العرب فيخرسون ألسنتهم ويتحكمون في تصرفاتهم، فأردوغان ليس من هؤلاء، فهو لديه رؤية وهى دولة مدنية بمجتمع دينى، وهذا لا يطيق الغرب ولا يستطيع فعله فيصدرون كراهية له ولمشروعه.
– اردوغان أصبح المتحدث بأسم المستضعفين المسلمين فى كل بقاع الأرض، فيذكرهم بمجد الدولة العثمانية، فى حين أن حكام العرب مشغولون فى صراعات على الحفاظ على كراسيهم، فما دام هناك شخص قوى يتحدث عن قضايا المسلمين ويسخر الجهود، فمن هنا لا تموت القضايا ، بل ويحرج حكام الغرب أمام شعوبهم ويوضح لهم مدى معاناة المسلمسن بسبب حكامهم ونزواتهم، وصناعتهم للأرهاب ، فلماذا لا يكره حكام العرب وحكام الغرب سوا.
– اردوغان كسب قاعدة شعبية كبيرة بأن جعل الشعب التركي يلعن أيام العلمانية والانقلابات العسكرية المدبرة من الغرب، فجعل بلدهم صاحبة اقتصاد، واستقرار العملة، وارتفاع مستوى دخل الفرد، وأصبحت دولة صناعية سواء صناعية مدنية أو حربية، وصاحبة قوة عسكرية، بل غزت منتجات تركيا البيوت الأوروبية، وهذا ما يخافه الغرب، فيتسع حلم الأتراك ويشمل عودة أملاكهم فى القارة العجوز الأوروبية، وأصبح من الصعب تدبير انقلاب وهذا ما أثبته الأنقلاب الأخير، وتعلم الغرب درس أن اردوغان مستعد لمكرهم لأن معه شعب ، وتغيرت طموحاته ورغب فى العزة وكره فقرالعسكر والعلمانين وعرف الشعب أنهم صناعة غربية تحارب دينهم ووطنهم، فلماذ لا يكره الغرب شخص ولد على يده شعب واعى ومثقف ومستعد لأى خطر، ولدي حلم أمة إسلامية، ليس كحكام العرب الخيانة تتعلم منهم، ويقتلون طموح أبنائهم بأيدهم حتى يظلون هم وابنائهم يتواررثون خيرات البلاد .
– أردوغان بنى جيل ورباه على معنى العزة والكرامة ، جيل تربي علي العقيدة لا على المراقص كما فى الشعوب العربية، فالغرب يعلم ويدرس التاريخ جيدا، ويعرف أذا تملكت العقيدة من جيل سيملك الدنيا من شرقها لغربها كما فعل السلف عندما تروا وربوا أولادهم عليها، فيخشى الغرب من امتداد بناء الأجيال لتطال الشباب العربي رغم انف حكوماتهم التابعة لهم والمسيسة من قبله، فيستيقظ الشباب اسوة بالأتراك، فيسقطون من يحكمهم، ويستغلون خيرات بلادهم ويمنعوها عن الغرب المفتقر لمثل هذه الخيرات، فيعود فقير جاهل، ويعود اشرق منيرا للعلم غنى قوى، لا يخشى احد، فلماذا لا يكره الغرب اردوغان وهو لأن ملهم لدى شباب المسلمين والمثل والقدوة ويسيرون خلفه يعترفون به ولا يعترفون بحكامهم الذى يعرف الجميع ولائهم للغرب أكثر من ولائهم لأوطانهم.
– اردوغان صحوة لفكر إسلامى صحيح مشروع بناء لا هدام يريد خير لا يريد نهب شعوب، اصبح قدوة كل شاب عربي ومسلم ، فأذا صح الحلم صدق الهدف وامتلك القلوب ومن ثم أصبح واقع.
أليس من حاكم عربي رشيد يكون اردوغان أخر ويرفض الضيم لنفسه ولعقيدته ولشعبه، ألا من حاكم عربي يثور علي نفسه ويعترف أنه مقصر في حقه وحق شعبه وعقيدته، ويقول أنا عربي مسلم أحق من أردوغان بهذا ولكن للاسف نيام ، ويعيشون وهم زينة قصورهم وبقاء كراسيهم وضمانها لأولادهم ولكن حتما وفريبا سيزولون وتكون الأمة كلها اردوغان. حيث ما له وما عليه ولكنه أفضل الموجودين أختلفت معه أو اتفقت لكنه أصبح حقيقة واضحة وصريحة ومحرجة لحكام العرب.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.