د.ماجد عزت إسرائيل
منذ عام 2011م زادت هجرة المسيحيين إلى دول العالم، أى بعد فترة ثورات الربيع العربى، بسبب زيادة نشاط
الجماعات الأرهابية مثل داعش فى منطقة العراق وسوريا،وأيضًا جماعة بوكو حرام فى نيجيريا،والسلفين
والإخوان المسلمين فى مصر والسودان بالإضافة إلى الاضطهادات التى يتعرض لها المسيحيين فى بعض المناطق
فى بعض الدول الأفريقية والآسيوية والعربية مما دفعهم إلى الهجرة الأجبارية إلى شتى دول العالم
وكانت ألمانيا من أكبر الدول الأوروبية التى استقبلت المهاجرين المسيحيين،وهذا ما دفع الباحثين والمتخصصين
فى علم الاجتماع والفلسفة واللاهوت من عقد مؤتمر عرف باسم ” الهجرة والتغير فى كنائس ألمانيا ” بالتعاون ما
بين جامعة الرور ودير السيدة العذراء بمدينة اشتبيل الألمانية.
عقد المؤتمر ما بين 23 مارس 2017 وحتى يوم 25 مارس 2017م ،فى اليوم الأول كانت جلسات المؤتمر
بجامعة الرور،أما يومى 24 و25 مارس 2017م بدير السيدة العذراء بمدينة اشتيبل– وهو دير من أهم الأدير
الرهبانية البنديكتية بألمانيا وتم إعادة تشيده فى عام 1988م ،وقد زار هذا الدير قداسة المتنيح
“البابا شنودة الثالث “(1917-2012م) فى أغسطس عام 1992م،وقام بإلقاء محاضرة
وكتب فى كلمة فى سجل زيارات الدير ــــــ وقام بالإشراف وتنظيم المؤتمر كل من الدكتورة كلوديا راملت واستير
هوفمان من جامعة بوخوم والدكتور جورج إيتزيلميلر من أوسنابروك.
وكان الهدف الرئيسى من المؤتمر دراسة أوضاع الكنائس المسيحية المهاجرة إلى ألمانيا ومحاولة أندمجها
مع الكنائس الألمانية،كما أن المهاجر فى بداية هجرته يمر بمرحلة انتقالية مختلفة من حيث الناحية البيئة
والجغرافية والاجتماعية والدينية والثقافية، ولذلك يحتاج المهاجر فى هذه المرحلة لمن يعاونه حتى يتقبل البيئة
الجديدة وثقافته،ولذلك جاءت معظم الأبحاث التى تم مناقشتها حول هذه التغيرات التى سادت فى ألمانيا
فقدم لنا دكتور “مارتن تامك ” لقاء من منظور تاريخى للكنائس”،ودكتور فون لكارد قدم موضوعاً بعنوان
“الدين والمنتدى المحلى والعالمى للكنائس”بينما تناول دكتور “فيرنر كال” موضوع “مجتمعات المهاجرين كفرصة
لإحياء الكنيسة” ،وأكد القمص “ثــــــــــــون” من الكنيسة الإرثوذكسية الروسية
على أن الطائفة الأرثوذكسية يبلغ عددها نحو 2 مليون نسمه، وتتكون من روسيا وأوكرانيا وبلغاريا والمجر
وأرمينيا ومصر وإثيوبيا وإرتيريا،وتناول أخرون الحديث عن الكنيسة البروتستانتية فى الكورية والصينية
وتناولت دكتورة ” تيسا هوفمان” الكنيسة الأرمينية فى الشتات، تحدثت عن تاريخ دولة أرمينيا وعن أرمن تركيا
وأورشليم وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وقدم دكتور “ألكسندر” الكنائس المسيحية من منظور الطوائف
المسيحية كدراسة مقارنة وأقليم ساكسونيا نموذجاً” ،وتناول البعض عادات وتقاليد المهاجرين عند العماد والزواج
بينما تحدث أخرون الخدمات التى يجب أن تقدمها الكنيسة للمهاجر من حيث الرعاية الاجتماعية وروحية.
وفى ختام المؤتمر توصل لمجموعة من التوصيات خلاصته ضرورة مساعدة الكنيسة الكاثوليكة والبروتستانتية
فى ألمانيا؛ المهاجر المسيحى كل حسب طائفته بتوفير مكان للصلاة،ومحاولة مساعدته للأندماج فى المجتمع
الألمانى وثقافته، ومساندته فى إقامته بألمانيا لدى مؤسسات الدولة،ومساعدته اجتماعياً وروحيا،ً والاستفادة من
الكوادر المهاجرين ومحاولة توظيها،حتى يصبح المهاجر مواطناً وعضواً فعال ومنتجاً،ولا يعيش عالة على الدولة.