حلم يداعب فكر كل ام تلك الصورة التى تتمنى ان ترى طفلها عليها, فتسرح فى بحور الخيال بين شطآن الخصال و الفضائل باحثة فيها عن ارفع الصفات التى تحرص ان تغرس جذورها فى نبتتها الصغيرة و ايضا تريده ان يترعرع عليها فترى صغيرها اقصد طفلها المثالى يحدثها بنبرة صوته الهادئة , يبتسم لها بنظرة حانية , يُضرب المثل فى دماثه خلقه و للوقت يصطدم خيالها الوجدانى الجميل على ذلك الصوت البعيد بصداه العنيد فسرعان ما يفرض نفسه هذا الواقع الرذيل ليفصلها عن حلمها المرجو … و لكن ليس ما يدعو للعجب انها مشكلة كل اسرة مع طفلها العنيد
و يحدثنا علماء النفس و التربية على عناد الاطفال بأنها ظاهرة شائعة فى سلوك بعض الاطفال حيث يرفض الطفل ما يؤمر به او يصر على تصرف ما و يتميز العناد بصفتين هما الاصرار و عدم التراجع عن الرأى و لو باالاكراه و يبدأ العناد غالباً فى مرحلة مبكرة من عمر الطفل
و فى هذا السياق يشير لنا د. امجد العجرودى استشارى امراض الطب النفسى بالمجلس الاقليمى للطب النفسى ان الطفل العنيد بطبعه له ظروف نفسية خاصة و طبيعة التعامل معه ينبغى ان تكون محددة جدا , حيث ان ذلك الطفل يبدأ فى اجراء التجارب و الاختبارات على والديه بسلوكاته العنيدة هذة و رفضه التام لتعليماتهم لمعرفة الى اى درجة سيتحملون عناده
و من هنا نشعر بصعوبة التعامل مع الطفل العنيد .. فهناك بعض القواعد و المبادئ التى وضعها علماء النفس و اخصائيون التربية للتعامل مع العند حتى يكون بيتك مكانا ً هادئاً بدلاً من ان يصبح ميداناً للمعارك !
القاعدة الاولى : ابتعد تماما عن استخدام كلمة (لا تفعل ) مع طفلك فعلى الام او المربي اسستبدلها بكلمة (افعل )
مثلاً بدلا من ان تقول له لا تكتب على الحائط ,, تقول له ” تعال لنرسم لوحة معاً بالاقلام الملونة .
القاعدة الثانية : خطأ فادح ذكر مساؤى الطفل و مواقف عناده امام الاخرين فهذ يولد عند الطفل شحنة سلبية تجاه اهله و يفرغها بزياده العناد.
القاعدة الثالثة : استخدام اسلوب المنافسة بدلا من اسلوب الالزام فعندما نريد من الاطفال انجاز بعض الاعمال لا نوجه له المطلوب بصيغة الامر
مثلا : عندما نريد ان يحل الواجب بدلا من ان نقول له اذهب حل الواجب , نقول لنرى من الفائز فى الانتهاء من حل الواجب اولا انت ام اخيك .
القاعدة الرابعة : تقديم المكأفات المشجعة للطفل مباشرة حينما يطيع الاوامر دون التأخير فى تقديمها .
القاعدة الخامسة : تجنب العقاب البدنى و اللفظى و استخدام لغة التهديد و الوعيد لتقويم عناد الطفل لان مثل هذة الامور تولد فى داخله طاقة عناد اشد .
القاعدة السادسة : تجاهل بعض سلوكيات العناد و عم مقابلتها بغضب و الحرص على عدم ابداء علامات الضجر على ملامح الوجه .
القاعدة السابعة : الحذر من اعطاء مجموعة من الاوامر للطفل فى آن واحد فيعجز عن تنفيذها ليدفعه للتمادى فى العناد .
و الان تستطيع ان تفهم كيف تتعامل مع طفلك الصعب و بالتدريج ستصبح خبيرا فى طبع طفلك و سلوكه و لم تعد اسيراً لمشاعرك المنفعله معه .
همسة اخيرة … هؤلاء الاطفال المتمردون قد يصبحون ايجابيون , متحمسون بل خلاقون لو تعاملنا معهم عبر قواعد صحيحة و دقيقة و من ثمّ لم تعد بعد السمة المميزة لاسرتك هى الصراعات التى تطفو على سطح حياتكم و تكدر صفوها
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل