السبت , نوفمبر 9 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

نعم .. مسيحنا مسيحكم

ماجد سوس

قبل نياحة البابا شنودة الثالث بفترة قليل قام الأب الورع داود لمعي بإجراء حديث مع قداسته
وقد وجه له سؤالا حول علاقة الأقباط بالطوائف الأخرى بعد أن بدأت حرب خفية شيطانية تكفر الاخر
وللأسف من منطلق أن الأرثوذكس هم الأعلون فأجاب قداسته : ” الرأي المتطرف الأرثوذكسي يقول إن البروتستانت مش هيدخلوا السماء علشان معندهمش أسرار والكاثوليك مش هيخشوا علشان مجمع خلقيدونيا
ولا نؤمن بمجامعهم العشرين وعند الأرثوذكس فيهم أقباط ، وسريان ، وأرمن ، واثيوبين ، واريتريين ، وهنود
و و و … يعني هتصفى علينا احنا القباط بس اللي هنخش السما .. يا جماعة الكلام ده حرام “!


ومنذ أن إعتلى قداسة البابا تواضروس الثاني سدة البطريركية القبطية الأرثوذكسية وهو يعمل جاهداً على التقارب بين جميع الطوائف في المساحة المشتركة بينهم وهي الحب و الإحترام المتبادل و الإشتراك في صلوات مشتركة او حفلات تسبيح لله من حين لآخر


وفي حديث له سؤل ايضا عن الإختلاف مع الطوائف فأجاب : ” كلمة طوائف جايه من كلمة طائفة ومن الفعل يطوف وهي كلمة مش مظبوطة لأننا قاعدين مش بنتحرك ..لكن أختلف المسيحيون في تفسير بعض آيات فإنقسموا اولا الى ارثوذكس وكاثوليك ثم كاثوليك وبروتستانت


لكن عايز اقولك حاجه كلنا مسيحيين و عندنا كتاب مقدس واحد و عندنا مسيح واحد و بنتطلع للسماء للنصيب السماوي او للملكوت السماوي ”
رغم أن كلام الآباء البطاركة واضح جدا إلا أنه ظهرت على الساحة عرائس خشبة تحركها تلك الأيادي المتاجرة بالإيمان الأرثوذكسي ، فوجدنا خدام يتركون النفوس الضالة ، والأرامل ، والأيتام ، والمرضى ، والمعوزين
ويشكلون لجان و تجمعات و مؤتمرات لحماية الإيمان والعقيدة من الذئاب الخاطفة والإيحاء بأن عقيدتنا تهوى بمخطط بروتستانتي وسيرا على النهج العربي الشهير راحو يزرعون فكرة نظرية المؤامرة بين الناس والمؤامرة بالطبع ضد الأقباط الأرثوذكس فقط


حين تحدثهم عن المحبة يثورون عليك و يقولون لك ، عند العقيدة لا تسألني عن المحبة ، وهو كلام خطير ، ربما لا يخرجهم من دائرة الإيمان ولكنه حتما يخرجهم من دائرة الله و فكر الكتاب القائم على مبدأ أن المحبة أعظم من الإيمان والرجاء و قد أخبرنا بولس الرسول صراحة أنه لو كان لك إيمان حتى تنقل الجبال و ليس لك محبة فلست شيئاً
منذ أيام و في إيبارشيات ميت غمر خرج علينا أحد الرعاة بهجوم عنيف على أبناءه الذين يحضرون حفلات ترانيم لطائفة الإنجليين


وفيما هو يصرخ في وجه شعبه و يستخدم سلطان المسيح الممنوح له في الحل و الربط ، راح يحرم لا كل من يذهب الى هذه اللقاءات أو الحفلات فحسب بل أولياء أمور الشباب الذي يذهب إلى هناك أيضا ، قائلا بعد قداس الأحد
وقبل أن يخلع ملابسه الكهنوتية نصاً : ” اللي يروح عند البروتستانت لأي سبب ترتيلة مش ترتيلة كلام فاضي من ده محروم هو وأولاده من سر التناول داخل الكنيسة .


إن مسيحنا غير مسيحهم، وأن إيماننا غير إيمانهم، وإحنا بنقول باسم الآب والابن والروح القدس وهما ما يعرفوش دي ولا يرددونها فكيف نذهب وراءهم ونبيع مسيحنا بسبب هدية أو شيء آخر لا حل ولا بركة ولا سماح لأي واحد يروح عندهم ولا نريد أن نتحدث كثيرا لكي نشرح الفرق بيننا وبينهم همه مسيحهم غير مسيحنا، ونحن لدينا أسرار وهم ليس لديهم أسرار كنسية فلا حِل ولا بركة لكل شخص هو وألاده)” !!


الى هناك ورغم خطورة الإنحراف باستخدام السلطان الكنسي خرج الرجل من دائرة توبيخ شعب بإرتداء قميص تكفير الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالحكم على أتباع الطائفة الإنجلية ان مسيحهم غير مسيحنا
وهو أمر خطير لما يحدث من قبل و هذا أمر لا يمكن السكوت عليه وعلى المجمع المقدس ان يحدد شروط على سبيل الحصر لإستخدام سلطان الربط و الحرم في الكنيسة لئلا يحزن هذا قلب الله


خرجت إيبارشية ميت غمر بعدها ببيان صادم لا للإعتذار لأبناء المسيح أخوتنا البروتستانت بل بتبرير ما قاله الكاهن أن الكنيسة الإنجيلية أعطت ابناء الكنيسة الأرثوذكسية هدايا بثلثمائة جنيه الهدية ورحلة الى شرم الشيخ
وأنهم ذئاب خاطفة فقد انتزعتهم الكنيسة الإنجيلية بوسائل رخيصة – حسب تعبير البيان


تصريحات الكاهن و بيان الإيبرشية أثار موجه من الغضب بين كثير من الأقباط بمختلف طوائفهم ومذاهبهم حيث رأى الجميع أن تلك التصريحات تخرج عن مبادئ المسيحية المتعارف عليها من محبة وقبول للأخر
وفى محاولة لضبط النفس أعلن مجموعة من شباب الكنيسة البروتستانتية استنكارهم لتصريحات القس وأنهم يكنون كل محبة وتقدير لأخوتهم الأرثوذكس و هم بصدد توثيق تصريحات القس وعرضها على قداسة البابا تواضروس للتصرف


القس رفعت فكرى الناطق الإعلامي للكنيسة الإنجيلية في تعقيب سريع قال أن : “هناك داء متفشي بين كل المصريين موجود بين المسلمين والمسيحيين وهو التعصب ومن يصاب بهذا الداء يتوهم انه بمفرده الذي يمتلك الحقيقة المطلقة وانه الوحيد الذي يسير في الطريق الصواب وجميع المغايرين في ضلال وانه هو الوحيد الذي يسير في الطريق المستقيم وكل من على غير شاكلته يسيرون في طرق معوجة وللعلاج من هذا المرض المزمن يتحتم نشر ثقافة قبول الأخر والتعددية والايمان بان التعددية ثراء وان التنوع غنى والعصفور الواحد لا يصنع ربيعا والزهرة الواحدة لا تصنع بستانا وان للحقيقة وجوه عديدة وان الحقيقة في غير الموت ليست مطلقة”


نحن لسنا هنا بصدد الحديث عن العقيدة و من الصح و من الأصح نحن في أمس الحاجه لقبول الآخر واحترامه
والحديث عنه بكل حب و احترام و لنضع نصب أعيننا ان الخلاص شخصي فسيحاسب الله كل واحد فواحد بحسب أعماله فإنتماءك لكنيستك وإيمانها و عقيدتها جيد و مطلوب على ان يقودك الى خلاصك وغاية إيمانك و هو أمر يتطلب منك ان تعي خطورة ان تحيد عن طريق المحبة وهو الطريق المضمون لحجز مكانك في الأبدية لئلا تقف أمام الله و تقول له ، كنت أدافع عن الإيمان فيقول لك دافعت و سقطت في إختبار المحبة فلا أعرفك


التدين الخالي من الحب يُنشيء دينونة تحولك من ساكب طيب لفريسي يحزن قلب الرب فالمولودون من الله هم مولودون من المحبة هذه طبيعتهم لايكرهون لا يغضبون ، لا يحقدون ، لا يغتابون ، لا يدينون ، لا يحسدون لا يتعالون


أقولها وأتحملها امام الله أنه يوجد في كل مكان في العالم شهود للمسيح من كل الأمم من كل القبائل من كل الشعوب من كل الطوائف أرثوذكس ، وكاثوليك ، وبروتستانت لا يمتاز أحدهم عن الآخر الا بالتقوى و بعمل الروح القدس داخلهم


أنت تفتخر بالأسرار السبعة الجميلة هذا رائع فهي وسائط نعمة عظيمة لكنها إن لم تساعدك على خلاص نفسك ستدينك هي ذاتها أمام الديان و إعلم يا عزيزي ان مسيحنا مسيحهم جاء من اجل الجميع و هو مات لأجل الجميع ليخلص الجميع وليصير الجميع فيه واحدا

شاهد أيضاً

الأقصر

ايهاب صبرى يكتب : الطبخة استوت وريحتها فاحت

منذ اندلاع ثورة يناير وبدأ الشعب المصري فى فقدان الهوية المصرية وشيئا فشيئأ طبخ علي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.