تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس 23 مارس 2017، الهجوم الذي وقع الأربعاء أمام البرلمان البريطاني وأسفر عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 40 آخرين بجروح، فيما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أن المهاجم وُلد في بريطانيا ومعروف لدى أجهزة الاستخبارات.
وهذه المرة هي الأولى التي يتبنى فيها تنظيم “الدولة الإسلامية” هجوماً في المملكة المتحدة.
ونقلت وكالة أعماق، المرتبطة بالتنظيم المتطرف، عن “مصدر أمني”، أن “منفذ هجوم الأمس أمام البرلمان البريطاني في لندن هو جندي لـ(الدولة الإسلامية)، ونفذ العملية استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف” الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم “الدولة الإسلامية في سوريا والعراق”.
ووقع الهجوم بعد ظهر الأربعاء أمام مقر برلمان وستمنتسر في قلب لندن.
ودهس المهاجم بسيارته في البداية عدداً من المشاة على جسر وستمنستر المؤدي إلى مقر البرلمان وإلى برج ساعة بيغ بين، ثم ترجل من سيارته وطعن شرطياً بسكين أمام مقر البرلمان المجاور للجسر.
وسارعت قوات الشرطة في المكان إلى إطلاق النار على المهاجم.
وبالإضافة إلى المعتدي، أسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص بينهم الشرطي، وفق الشرطة البريطانية.
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية الخميس، أن منفذ الهجوم مولود في بريطانيا وكان موضع تحقيق لجهاز الاستخبارات البريطانية “قبل سنوات”.
كما أعلن قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية، مارك راولي، صباح الخميس، “توقيف 7 أشخاص في 6 مواقع مختلفة بلندن وبرمنغهام (وسط) وغيرهما في البلاد”.
وتحدث عدد من وسائل الإعلام البريطانية عن عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة في برمنغهام وسط البلاد ليلاً على علاقة بالمنفذ المفترض للهجوم.
وصرح شاهد على المداهمة التي استهدفت منزلاً في برمنغهام، بأن “رجل لندن أقام هنا”.
ونقلت الـ”بي بي سي” أن السيارة التي استخدمها المنفذ في دهس المارة على جسر ويستمنستر مؤجرة ببرمنغهام.
وبرمنغهام، مركز للإسلاميين البريطانيين وسبق أن أقام بها محمد عبريني، أحد منفذي اعتداءات بروكسل وباريس، قبل الاعتداءين.
وواصل محققو سكوتلانديارد ترجيح فرضية “الإرهاب الإسلامي” في الاعتداء.بُعيد ظهر الأربعاء دهس رجل ملتحٍ يرتدي ملابس سوداء بسيارته الحشد على جسر ويستمنستر مقابل ساعة بيغ بن، قبل أن يطعن شرطياً وهو يحاول الدخول إلى مبنى البرلمان.
عودة النواب
وهو أعنف هجوم تشهده بريطانيا منذ الاعتداءات الانتحارية التي وقعت في السابع من يوليو 2005 وتبناها مؤيدون لتنظيم القاعدة. وقد أسفرت حينذاك عن سقوط 56 قتيلاً في وسائل النقل المشترك بلندن.
وبين الجرحى 3 طلاب فرنسيين في المرحلة الثانوية كانوا يقومون برحلة مدرسية، بينهم اثنان إصابتهما خطيرة، لكن حياتهما ليست في خطر، بحسب مسؤول فرنسي. وسيتوجه وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، إلى لندن الخميس؛ لزيارتهم صباحاً.
وأصيب في الاعتداء سياح كوريون جنوبيون ورعايا من رومانيا والبرتغال.
وغرد النائب المحافظ نايجل هادلستون: “كالآلاف من العاملين هنا، سأتوجه إلى البرلمان كالعادة. لكن الأعلام المنكَّسة تكشف أن هذا اليوم لن يكون كسائر الأيام”.
وما زالت محطة ويستمنستر للمترو مغلقة، فيما انتشر الكثير من الشرطيين الإضافيين في لندن. كما أن جسر وستمنستر المؤدي إلى البرلمان ما زال مغلقاً أمام المرور، في حين يواصل المحققون التقصي.
وقال الكومندان رولي إن المهاجم دهس عدداً من المارة أولاً، بينهم 3 شرطيين. وقتل شخصاً على الأقل، بينما عالجت فرق الإسعاف أكثر من 10 آخرين ميدانياً. وقفزت امرأة إلى نهر التيمس؛ لتفادي السيارة المسرعة، وتم انتشالها، وهي مصابة بجروح خطيرة.
وبعدما صدم سيارته الرمادية بسور قصر وستمنستر بالقرب من مدخل الجسر، اندفع المهاجم باتجاه مدخل البرلمان القريب جداً قبل أن يقوم بطعن شرطي، حسب رولي.
وأطلقت الشرطة النار على الرجل عندما كان يحاول الاعتداء على شرطي ثانٍ.
وأثار الهجوم أجواء من الهلع وسط لندن.
وأدانت رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، التي ارتدت الأسود الاعتداء “الدنيء”، في خطاب متلفز من أمام مقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت. وقالت بعد اجتماع أزمة وزاري إن “قوى الشر لن تقسمنا”.
ضد الديموقراطية
أكدت ماي أن “مستوى التهديد الإرهابي في بريطانيا تم تحديده منذ فترة عند مستوى الخطر الشديد، وهذا الأمر لن يتغير”. ومنذ أغسطس/آب 2014، رُفع مستوى الإنذار إلى الدرجة الرابعة في سلم من 5 درجات.
واتصل الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والأميركي دونالد ترامب بماي، بينما أٌطفئت أنوار برج إيفل ليلاً تكريماً للضحايا. وكتب ترامب في تغريدة على تويتر: “تحدثت إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لأعبر لها عن تعازيّ. إنها قوية وفي وضع جيد”.
كما عبرت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عن دعمها “لأصدقائها البريطانيين”.
الخميس، وجه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعازيه إلى المملكة المتحدة، مصرحاً في بيان صادر عن الكرملين: “من البديهي أن مكافحة التهديد الإرهابي تتطلب من جميع أعضاء المجتمع الدولي توحيد جهودهم فعلياً”.
ووقع الهجوم يوم إحياء ذكرى الاعتداءات الجهادية في بروكسل والتي أسفرت عن سقوط 32 قتيلاً قبل عام تماماً.
ويذكّر هذا الاعتداء الجديد بهجومي نيس (84 قتيلاً في فرنسا) وبرلين (12 قتيلاً) اللذين وقعا في 2016 ونُفّذا بآليتين دهستا الحشد، ويندرج في مناخ الخطر الحاد بحصول اعتداءات في أوروبا ينفذها خصوصاً أتباع تنظيم “الدولة الإسلامية”.
لم تشهد لندن في العامين الأخيرين اعتداءات واسعة النطاق. لكن سكوتلانديارد أعلنت مطلع مارس إحباط الأجهزة الأمنية البريطانية 13 محاولة اعتداء منذ يونيو 2013.
وتصدرت أخبار الاعتداء عناوين الصحف البريطانية، ووصفته صحيفة ديلي ميرور (يسار) بأنه “اعتداء ضد الديمقراطية”.
كذلك، أكد رئيس بلدية لندن، صديق خان، مساء الأربعاء، أن “اللندنيين لن يسمحوا للإرهاب بتخويفهم”.