هكذا وقر قدماء المصريين
يا من يقدسه الأرباب (النترو) الأقدمون والمحدثون
مهد لي الطريق
وسع لي دربي لأقطع الأرض وأعبر السماء
وعندما أجاور ذلك الإله (النتر) – أوزير –
سأهمس في أذنه قائلاً :
” لم تشكو أمي مني “
لأجل ذلك أنقذني واحمني من مغمض العينين في الليل
ومن كل وهن في قلب الليل
وأعطني من حيث اوجد
لأجل ذلك لا تهملني
أيها العظيم الذي لا معين له …
مترجمة عن كتاب الموتى (الخروج الى النهار
وبحسب الأسطورة، قدسوا “إيزيس” أم “حورس”، وربة القمر والأمومة، والربة الحامية لكل أنحاء مصر القديمة، ويعتقد بعض مؤرخي الغرب أن تماثيل إيزيس وهي ترضع حورس، استوحاها فنانو المسيحية لتصوير السيدة العذراء، وابنها السيد يسوع المسيح، وامتدت عبادة إيزيس الأم في عهد الاغريق والبطالمة وروما، ومختلف أنحاء الإمبراطورية خارج حدود مصر، وكان لايزيس معابدها وكهنتها وأعيادها وأسرارها الدينية، فقد صارت تمثل ربة الكون: “أنا أم الطبيعة كلها، وسيدة جميع العناصر، ومنشأ الزمن وأصله، والربّة العُليا، أحكم ذُرا السماء ونسمات البحر الخيرة، وسكون الجحيم المقفر،…”.
..
– ويمتد نسج الأساطير عند شعب (فريجيا Phrygia) بآسيا الصغرى، وبأن هناك إله وإلهة قاما بتحريك قرص الشمس في السماء، وجعلا النجوم تتلألأ، واعتقدوا بأن (سيبيل Cybele) ابنة السماء والأرض، وأم كل الآلهة، هي الأعظم، واحتفلوا بها كل عام في أول احتفال حقيقى لتكريم الأم.
..
– وعند الاغريق والرومان كان ضمن احتفالات الربيع ” مهرجان هيلاريا”، من 15 : 18 مارس، الإلهة (رهيا Rhea)، -الإلهة الأم-، وزوجة -الإله الأب- “كرونوس”، لأنها المقدسة والأقوي، عند الاغريق، أما عند الرومان، فكانت (ماجنا ماتر Magna Mater)، أم كل الآلهة، والأم العظيمـة كما أطلقوا عليها.
..
– وبظهور المسيحية أُقيم الاحتفال علي شرف: “الكنيسة الأم Mother Church ” في الأحد الرابع من الصوم الكبير، وتُقدم الهدايا كُلٌ لكنيسته التى عُمّد بها.
..
– وفي العصور الوسطى، وسيطرة الاقطاع والكنيسة، ارتبط بغياب الأطفال الطويل عن أسرهم للعمل القسري، فلم يكن مسموحا باجازات إلا مرة واحدة في العام، هو الأحد الرابع من الصوم الكبير، يعود الأبناء فيه لبيوتهم لرؤية أمهاتهم: “Mothering Sunday”، وتوقف الاحتفال به 1872، بعد الغزو الاستعماري الأوروبي للقارة الأمريكية.
..
– وفى العصر الحديث: برزت محاولات لعودة الاحتفال بعيد الأم، على يد الكاتبة الأمريكية “جوليا وارد هاوى” والمعلمة “مارى تاويلز ساسين”، وقدمتا اقتراحا بإعداد الطلاب لبرنامج موسيقى للاحتفال بأمهاتهم سنويا…
– وعلي أية حال، فان “آنا جارفس” الأمريكية (1864 – 1948)، تعتبر أول امرأة دعت وناضلت للاحتفال بعيد الأم، وكانت شديدة الارتباط بأمها، ولم تتزوج، وسخرت كل حياتها لتلبية رغبة أمها، في انهاء حالة العداء الشديدة بين العائلات الأمريكية في فرجينيا، علي خلفية الحرب الأهلية الأمريكية، وصدر قرار حاكم ولاية فرجينيا بناء علي طلبها باحتفال الولاية بعيد الأم يوم 12 مايو 1907، ليكون أول احتفال في العصر الحديث.
– استمرت “آنا جارفس” في نضالها الدؤوب ليكون يوما لكل الولايات الأمريكية، وبحلول 1909، أصبحت كل ولايات أمريكا تقريبآ، تحتفل بهذا اليوم، ووقع الرئيس ويلسون في 9 مايو 1914، إعلان للاحتفال “بعيد الأم” في الأحد الثانى من مايو في جميع الولايات الأمريكية
..
– استمرت “آنا” بالدعوة لاعتباره عيدا أمميا، تحتفل به كل شعوب العالم وليس أمريكا فقط، وقبل وفاتها 1948 تحقق حُلمها، وصار يحتفل به أكثر من 40 دولة في العالم.
– يُذكر أن أم “آنا جارفس” كانت تعشق زهرة القرنفل، ونجحت “آنا” أمميا، مع الوقت برمزية “زهرة القرنفل الأبيض”، للأم المتوفاة، و”القرنفل الأحمر”، للأم على قيد الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– وفى مصر كانت “فكرة” للكاتب الصحفي على أمين، وانضم اليه توأمه مصطفي أمين، مؤسسي دار أخبار اليوم، وشاركهم جمهور كبير من القراء، واحتفلت مصر بأول عيد للأم يوم 21 مارس 1956، وانتقل الاحتفال إلى كثير من الدول العربية والإسلامية.
..
– مدة وتاريخ الاحتفال بعيد الأم يختلف من دولة لأخري، وأيضا العادات والتقاليد الشعبية، وكذلك نظرة وتعامل أنظمة الحكم في الدول التي تحتفل به.
الوسوممحمد السيد طبق
شاهد أيضاً
تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”
أمل فرج أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …