“الديكتاتور الإفريقي الفاسد، الذي سيطر بشكل مطلق على مدى نحو ثلاثة عقود على كرة القدم الإفريقية، أطيح به في نهاية الأسبوع الماضي عبر انتخابات ديمقراطية. هناك سبب كبير للاحتفال، وأكثر من ذلك عندما يتعلق الأمر بكرة القدم”.
“لم يكن ذلك مفاجئا، لكن قبل فرز الأصوات لم يصدق أحد إمكانية حدوث ذلك: فاز أحمد أحمد من مدغشقر بأغلبية 34 صوتا مقابل 20- ليصبح بذلك رئيس الاتحاد الإفريقي الجديد (وبشكل تلقائي عضو مجلس اتحاد الفيفا)، وأخير عاد عيسى حياتو الحاكم المطلق لكرة القدم الإفريقية خلال الـ 29 عاما الأخيرة إلى منزله”.
كانت هذه مقدمة تقرير للقسم الرياضي بصحيفة “هآرتس” العبرية، حول سقوط الكاميروني عيسى حياتو، الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) في الفترة من 1988 إلى 16 مارس 2017.
وتابعت الصحيفة :”حدث ذلك أيضا في إفريقيا، مثلما يحدث في الفيفا وفي باقي الاتحادات القارية- أدركوا أخيرا أن هناك حدا للفساد، وأنه يجب تحسين الاتحاد أو على الأقل صورته، لذلك كان من الضروري الإطاحة بحياتو”.
“بالمناسبة من بين 22 شخصا صوتوا لاستضافة مونديلات كاس العالم في روسيا وقطر في ديسمبر 2010، ظل 6 فقط في الفيفا. أُلقي القبض على غالبيتهم، بعد اتهامهم بالفساد أو عُلقوا من مناصبهم بسبب الفساد. وهناك حياتو وأمثاله، الذين رُكلوا- وسحابة كبيرة من الفساد ترفرف فوق رؤسهم”. أضافت “هآرتس”.
“عوزي دان” الصحفي الرياضي الإسرائيلي الذي أعد التقرير، استحضر إحدى الوقائع التي شهدها بنفسه لعيسى حياتو، بقوله :”في بطولة إفريقيا 2013 التي أقيمت بجنوب إفريقيا، وُزع على الصحفيين الذين حضروا المباراة النهائية الوثيقة الأكثر إحراجا التي رأيتها: كتيب للاتحاد الإفريقي كله تمجيد واحد كبير لإنجازات رئيس الاتحاد الأبدي. حتى منذ 6 أسابيع في نهائي كأس إفريقيا بالجابون، تصرف حياتو وكأن كرة القدم الإفريقية تابعة له. فازت بلده الكاميرون باللقب، ووقف بعد أن وزع الميداليات مع جياني إنفانتينو، الرئيس الحالي للفيفا، وقبل تسليم الكأس نفسه، ورفع كأس الأمم عاليا، مستعرضا أمام الجماهير في ملعب الصداقة بليبرفيل، في نشوة الديكتاتور”.
وأشار “دان” إلى أن حياتو وبعكس زملائه في اللجنة التنفيذية القديمة للفيفا، لم تتم إدانته بالفساد، أو محاكمته، رغم ثقل الاتهامات والشكوك التي تحوم حوله- بدءا من تحقيق “أسرار الفيفا القذرة”، في شبكة BBC البريطانية عام 2010، والذي جاء فيه أن حياتو تلقى رشوة في التسعينيات في إطار صفقة حقوق البث في القارة الإفريقية، مرورا بتحقيق “الصانداي تايمز” حول التصويت للدول المضيفة لمونديلات كأس العالم القادمة، وتضمن شهادات مجهولة بتلقيه 1.5 مليون دولار من قطر للتصويت لصالحها، وصولا للتقارير في مصر وفرنسا حول توقيعه اتفاق حق البث بقيمة مليار دولار لثمان سنوات متتالية، لشركة فرنسية باسم “لغاردر سبورت” دون أية مزايدة علنية، أو إجراءات منظمة. ينكر حياتو بالطبع تلك الاتهامات.