بقلم:أنطوني ولسن-سيدني أستراليا
في الأسبوع الماضي أنهيت مقالتي متسائلاً؟…
هل الوحدة الوطنية التي أتخذتها وزارة الأعلام وعلى رأسها الوزير “صفوت الشريف”، هي فقط في قبول المجتمع زواج المسيحية من مسلم؟.
ان كانت هذه حقاً وجهة نظر السيد الوزير والعاملين في وزارته ومعهم السيناريست العظيم الأستاذ وحيد حامد
” Wahid Hamed “ ،والمخرج الفنان ألأستاذ سمير سيف نقول لكم جميعاً أنكم خدعتم أنفسكم قبل أن تخدعوا الناس.
ونتابع الموضوع ونقول:
لأن الوحدة الوطنية قوامها الأساسي المساواة بين ابناء الوطن المتعدد الديانات،لأن الدين رمز للحرية،لأنه اختيار شخصي قائم على اقتناع الأنسان بما يؤمن به”لا اجبار في الدين” أنك لا تهدي من أحببت،لكن الله يهدي من يشاء
هكذا يجب أن تكون عليه الوحدة الوطنية،فهو واضح أنكم أردتم تحويل فكر المشاهد بعيدا عن المأسي التي يعيشها المواطن المصري،الى تهريج اسمه الوحدة الوطنية عن طريق زواج المسيحية من مسلم.
وهذا دليل ما ستعرضه في عجالة من مهازل مما يعيشه المجتمع المصري التي أوضحها بكل شجاعة وجرأة مسلسل “أوان الورد” الذي أنصح كل قاريء معاودة مشاهدته بعد قراءة المقال.
أنتشرت في مصر فكرة الزواج العرفي ،وخاصة بين كبار المسؤولين في مصر، ومنهم الوزراء.وأول القصيدة كفر كما يقولون.ففي الحلقة الأولى والمشهد الأول نرى رجال الشرطة بعد إلقائهم القبض على اللص الذي قام بسرقة مجوهرات زوجة أحد الوزراء،
وتقديمه الى مفتش المباحث “محمود بخيت”هشام عبد الحميد
بعد ذلك يذهب المفتش بنفسه الى منزل الزوجة ومن تصرف هذه الزوجة وحديثها مع والدتها عن سرقة مجوهراتها والتي منها كذا وكذا هدايا من فلان بك وفلان باشا نلمس من رسم شخصية الزوجة أن مثل هذا الزواج ما هو إلآ نوع من الشهرة وحب الظهور.
أي~ْيضاً هذا النوع من العصابات التي انتشرت انتشاراً غير عادي وغير مألوف بالنسبة للمجتمع المصري.والتي كانت هجمات احداها على البطلة امل”يسرا” سبباً في التعرف على البطل “مفتش المباحث هشام عبد الحميد” الأختلاسات للمال العام من البنوك وغيرها من المؤسسات المالية المصرية يظهر هذا من الحوار الذي دار بين الضابط محمود بخيت”هشام عبد الحميد” والمختلس جلال”جميل برسوم” الذي كان الضابط قد القى القبض عليه بتهمة الأختلاس.
وقد قضى مدة العقوبة وخرج من السجن واصبح ضائعاً هائماً على وجهه.
وعند رؤيته للضابط في الطريق العام هاج على الضابط وعايره وعاير الحكومة عن عجزها القبض على كبار المختلسين.
لقد اختلس مبلغاً بسيطاً بالمقارنة بما يختلسه الأخرون دون القبض عليهم أو حتى ملاحقتهم. القهوجي الذي يدير دولة داخل الدولة المصرية هو”ضياء المرغني” ويريد العودة بالمجتمع القبلى وقبوله كشيخ قبيلة.
الصحفي حسام “توفيق عبد الحميد” الذي أراد المشاركة مع الشرطة في الكشف عن المجرمين والعلاقة التي توطدت مع مفتش المباحث”هشام عبد الحميد” بل وعلاقته بالنصاب”برقوق” “سعيد صالح” “رحمه الله “والتي أظهرت مدى هشاشة وسطحية الصحافة المصرية الممثلة في هذه الشخصية التي انبهرت بشخصية النصاب “برقوق”.
والمعروف عند ضباط الشرطة الذي التقى به وهو متخفي”النصاب” في شخصية أحد المشايخ العرب.ومع ذلك يشترك مع الصحفي في البحث عن الطفل المخطوف”ابن الضابط”.
شخصية هزلية لا هي كوميدبه ولا تعبر عن أي واقع اللهم الا الواقع المصري الحالي الغارق في وحل التخلف والرجعية.
واهم عار على المجتمع المصري والسياسة المصرية هذا..”القواد” الذي أثار مقتله ضجة كبرى.ونعرف ان هذا “القواد” عمله كان على مستوى الكبار الذي عليه توصيل “المومسات” الى الوزراء وأغنياء البلد.
وكأننا بعد ان تخلصنا من “بولي” أخر قواد لوزراء مصر الأن بل أن أغرب ما يمكن أن نسمعه من احدى العاملات مع ذلك القواد أن لكل “مومس”” مواصغات معينة وأهمها السن حيث أنها “المومس” تحال الى المعاش عند وصولها الى سن “23 سنة”.منتهى التقدم والمدنية، .
هذا عرض سريع للمستنقع الأجتماعي والسياسي والأقتصادي ا،والذي كشف الغطاء عنه بكل قوة وشجاعة مؤلفه ،الأستاذ وحيد حامد السيناريست المعروف بجرأة تعامله مع مشاكل مصر والمجتمع المصري.
وكان لأختيار المخرج ابطال المسلسل له تأثير كبير على احداث المسلسل وخاصة الفنان القدير هشام عبد الحميد الذي تميز في دوره في المسلسل بشخصية ضابط الشرطة هاديء الطبع يتفاهم مع رؤسائه والناس مما يبعد عن رجل الشرطة في مصر.
هذه الوصمة التي أصبح يتصف بها من تعسف وظلم وقسوة في تعامله مع أبناء مصر. كذلك السيدة سميحة أيوب قامت بدورها على خير وجه.
وباقي الممثلين والممثلات.أما يسرا فقد كانت عادية لم نشعر تجاها بأي عاطفة .في المسلسل شخصية”ممسوخة”لا هي مصرية”مسلمة أو مسيحية”ولا هي أوروبية.أما مأخذي على الكاتب الكبير والعظيم الأستاذ وحيد حامد فهي تنحصر في الآتي:
شخصية صديقة البطلة المسيحية والتي قامت بأدائها الفنانة”إيناس مكي” رسمها بهذا الشكل يجعلنا نتساءل هل هذه هي المرأة المسيحية في رأي وفكر المؤلف والمخرج؟…اذا قلنا انها تربية افرنجي.
غريبة أيضا البطلة صديقتها”يسرا” تربية غريبة،أمها مسيخية ولكنها ربتها كما أخبرنا المؤلف على لسان أمها تربية اسلامية وكانت تعلمها القرآن الكريم.
لأن هذه رغبة زوجها السفير المسلم.لكن الفارق بينهما في الملبس وطرق التعامل مع الرجال والناس مختلف تماماً،على الرغم من انها دافعت عن نفسها عندما اكتشف الضابط وجود اسمها ضمن أسماء أخرى في الهاتف المحمول الخاص ب-“القواد” المقتول.
فهل يا أسناذ وحيد حامد تريد أن تقول للمشاهدين أن البطلة”يسرا” تصرفها المحترم راجع لأنها تربية اسلامية على الرغم من التي أشرفت على تربيتها أم مسيحية؟.
وان صديقتها”إيناس مكي”تمثل المرأة المسيحية التي نشأت في جو مسيحي غربي أباح لها أن تظهر بهذا المظهر غير المألوف عندنا نحن المصريين سواء في مصر أو خارجها وسواء كنا مسيحيين أو مسلمين؟!.
سيدي الفاضل الكريم رسمك هذا مرفوض جملة وتفصيلاً.كذلك ما جاء على لسان الأم “سميحة أيوب”،عند حديثها عن زواجها من السفير أحمد حسان والد أمل “يسرا” في فينا، “الدين الذي جمعنا بالزواج دين ثالث…دين اسمه الحب”.
أحب فقط أن ألفت نظر سيادتك أستاذ وحيد حامد الدين الذي اسمه الحب هو ليس دينا ثالثا بل هو الدين المسيحي والواضح أنكم لا تعرفون عنه الكثير.
الدين الذي يقول”هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به،بل تكون له الحياة الأبدية؟.
فهل هناك حب أعظم من هذا الحب؟!! فتشوا الكتب حتى تعثروا – على أعظم كنز في الحياة..وهو كنز الحب..الله محبة.
ولا مقارنة بين ما حدث أيام صدور هذا المسلسل في سنة 2000 ،بما يحدث هذه الأيام في مصرنا الحبيبة