الأحد , ديسمبر 22 2024

احذفوه الاحتفال بغريزة الأمومة

بقلم : ماجدة سيدهم 

– في كل مارس وكل موسم للفقد أجدد طرح عريضة الوجع الأصعب ..كم من طفل غص حلقه عوزا ملحا لحضن أمه ..لصوت أمه لمشاوير أمه .. لملامحها ..قدورها ..خيوطها .. غطائها..قروشها .تشجيعها ..صياحها وقبلاتها وحضنها بعد عقاب.. كم من أطفال مشردة في الشوارع ..منتهكة اجساهم وأدميتهم بكل الملاجيء ..طفولة معتدي عليها ومستغلة ومنحنية وجائعة جدا جداجدا لل ماما ..

– كم منا جميعا من فقد أمه وفي أفضل الظروف وما تألم صمتا صارخا بحثا عنها كل حين ..نفتش الصور والذكريات وتفاصيل واضحة تسكب النار على الاحتياج الأشد .. كم منا لازال جرح غربته ينزف حسرة إذ لم تسعفه المسافة للحاق بفرصة رؤيتها ..وربما نهرب من ملاحقة مخيلاتنا بتوسل نظرات عينيها حين تودع أسفارنا ..أو حين تدفعنا بالتشجيع لاختبارات الحياة بعيدا عنها ثم تنفرد بعزلتها وحيدة مع تفاصيل أشيائنا ..كم من مرات ترتق رقعها وتهب ثمن دواءها أو مدخر قروشها لسد مايلزم لنا … من منا ماتمنى لو عاد به الوقت ليولد من رحمها من جديد كي يتعهد الا يبرح صدرها ..والا يجعل تراب قدميها يطأ الارض .. مهما بلغت محبة شركاء الحياة ومهما بلغ بنا النضج يظل مأوى الأم ظلا مطمئنا للطفل الذي فينا لم يكبر مرة بعيدا عنها ..نتذكر هذا ونتأسى ..

– .ف بالله عليكم ماذا تعني احتفالات عيد الأم بين زوايا كل هذا الطعن..ماذا تعني الأغنيات واحتفالات المدارس والمؤسسات والمحلات والهدايا بينما تجول هناك دموع حارة ويابسة تتسول قلبا يعرف الطريق لعيون بللتها الهزيمة بل وتسد السمع هربا من صياح أغنيات الماما وهدايا الماما وكأنه لا إعتبار لعوز مضني لصغير أو كبير فقد الأم وما أمره فقدان الأم …وكذا جل الإنكسار حين يشجعون اليتامى بمنح الهدايا لمعلماتهم بالمدارس أو بالمؤسسات المعنية «أين أمي من بين كل هؤلاء النسوة …جميعهن القبهم بماما ولا منهن تعرفني . .لا أحد يشبهها أمي ..وأنا أيضا لا أعرفهم ..لذا سأظل وسط هذا الضجيج غريبا ..وافتش عنك ..ما أجد ..ماما ..خذوا أغنياتكم وهدياكم واحتفالاتكم واتركوا لي طريقا حافيا علني أجد فيه صوت أمي ..هي تعرفني لأني وحدي أشبهها..»

– ..يا إلهي كم هذا مرا ..موجعا …بينما يعد غليظا تلك المبررات بضرورة الاحتفال بالأم (حمل ..ولادة ..تربية ..تعليم ..تدبير ..تمريض ..وكذا وكذا ..) هكذا تفعل سائر الأمهات ..فما عساه أن نحتفي بغريزة فطرية للأم تجاه الأبناء..لا انتقص اطلاقا من جل عظمتها لكن لا أغفل أبدا أبدا قرع اجراس النحيب في الحنايا يئن و يلتهب . – – الايكفي 8مارس يوم المرأة العالمي ..16مارس يوم المرأة المصرية لتكربم المرأة المتميزة والمثابرة بكل المجالات ..ولكم ماشئتم من احتفالات بما يحقق دفعا لمسيرتها في التطور والتحضر والنمو والنهوض يالمجتمع … – الغاء عيد الأم واجب إنساني وأخلاقي

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.