د./صفوت روبيل بسطا
نحتفل في هذه الأيام بمرور خمس سنوات علي أنتقال ا
أبونا وحبيبنا وحبيب الملايين ، ذهبي الفم الثاني ، معلم الأجيال أبونا القديس البابا شنودة الثالث
حيث كان يوم 17 مارس 2012 يوم لن ننساه أبدا عندما علمنا بهذا الخبر الأليم علينا كلنا ، حيث خرجت الملايين لوداع رمز وقيمة وقامة مصرية وطنية دينية لن تتكرر ، وكانت جنازة البابا شنودة واحدة من أكبر الجنازات التي خرج فيها الملايين من كل مكان ومن كل توجهات المصريين عامة .
ونحن نتذكر هذه الأيام العصيبة علينا في هذه الأيام ، نتذكر ونتأمل في حياة هذا الرجل (رجل الله) الذي كان أسطورة وعملاق في كل شيئ
في أبوته وفي مواقفه وفي خوفه علي كنيسته وأولاده وبناته ، وفي رقته وقوته ، في حكمته ووداعته ، في مشاعره ببكائه وضحكته، في عظاته وكلماته وأقواله المأثورة الدائمة فينا ومعنا والباقية الي نهاية الأيام .
ما ذا أقول وكيف أعبر عن صفات وخصال هذا الأب الذي أثرت وحيرت الجميع ،وأن كانت شخصيته بسيطة جدا لا تحير وليست غامضة لأنها شخصية سارت علي درب المسيح والكتاب المقدس وتعاليم الأنجيل
فكان مثل ومثال كما كان واعظ وعظة.
كنت يا أبي كالأسد في دفاعك عن الأيمان وكالأسد لكل من يتعرض لأولادك بالظلم أو التعدي أو الظلم ، لم تسكت أبدا عن الدفاع عنهم سواء علنا أو خفية حتي بصمتك وأعتكافك كانت رسائل ترسلها للمسئولين لرفع الظلم عن أولادك
هذا غير صلواتك وأيمانك القوي في أن.. ربنا موجود وكله للخير ومسيرها تنتهي .
كان بكائك من أجل أولادك وشعبك من الظلم الواقع عليهم ، وكانت ضحكاتك أيضا من أجل أولادك للتهوين عنهم .
كنت الراعي الأمين الذي يخاف علي رعيته من غير أن يلتفت الي الأتهامات الموجهة إليك حتي من بعض أولادك للأسف !!؟
كنت يا أبي مصدر الأمن والأمان والصدر الحنون لكل ما يتعرض له أولادك من ظلم !! وماذلت أيضا نفس المصدر من خلال عظاتك وأقوالك
ومواقفك التي لم ولن ننساها .
كم نحن مفتقدينك يا بابا شنودة .
كنت وماذلت يا أبي (التاريخ) لحقبة من أهم حقبات تاريخنا القبطي ، سبق وقلت في مقال سابق كأنك أب أتي إلينا من القرن الرابع الميلادي وربط تاريخ الأباء العظام في هذا القرن بالقرن العشرين والواحد وعشرين .
أربعون سنة وأكثر كانت هي حبريتكم المباركة ولكنها كأنها قرون كثيرة نقلت فيها الكنيسة بل والتاريخ من القرون الأولي ألي القرن الواحد وعشرون .
يعوزني الوقت للتحدث عنك يا أبي لأنك حبيب ومحبوب للملايين وستظل الي المجيئ الثاني لرب المجد.
وهنا أتذكر كلمات نيافة الحبر والمطران الجليل الأنبا/ باخوميوس التي قالها وعبر فيها عن مشاعر الملايين حين قال …
إن الكلمات تعجز عن تصف حبيبنا و قائدنا وأبينا الذي تربينا عليه..إن الكلمات يا أحبائي لا تعبر عن حقيقة هذا المحبوب..إن الكلمات لا تعبر عن ما صنعه البابا شنوده في جيله.نصلي أن يشفع فينا لكي ما يكون لنا نصيب معه في المجد السمائي.ونحن إذ نودعه على رجاء القيامة نقول له:أمضي يا أبانا إلى موضع راحتك،أذكرنا أمام عرش النعمة،صلي لكي ما يكمل الرب أيامنا بسلام، كما كمل أيامك بسلام.
وأختم بهذه الكلمات المتواضعة في ذكراك الغالية علينا كلنا يا أبونا يابابا شنودة …
يابابا شنودة أحببتنا فأحببناك …نعم أحببتنا فأحببناك
وكسبتنا فكسبناك …. وسمعتنا فسمعناك وأطعناك
أبُ أنت لنا وأنت حتي في سماك ..أبداً أبداً لن ننساك
أذكرنا يا بابا شنودة أمام عرش الملك المسيح
الوسومد. صفوت روبيل بسطا
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …