بقلم : مدحت عويضة
لدي سكان مدينة القنطرة شرق بالإسماعيلية ذكريات عن حرب النكسة، فهم كغيرهم من المصريين كانوا يتابعون الأخبار عن طريق جهاز “الراديو” . عبر الإذاعة المصرية، وعند إندلاع الحر ب كانت البيانات العسكرية التي يقرأها المذيع اللامع في ذلك الوقت أحمد سعيد، أرتبطت في أذهانهم من تلك البيانات مقولته ( طائرات العدو تتساقط كالذباب فوق بحيرة البلاج) صدق الأهالي تلك البيانات ولكن كانت الفاجعة
في اليوم التالي حيث أستيقظ الأهالي فوجدوا الجنود الإسرائيليين فوق رؤوسهم.
عصر السادات كان عصر الكذب والنفاق والنميمة فلقد كان السادات نفسه رجلا كذابا.
وأحيانا يطلق الكذبة ثم يصدقها هو نفسه وكل من هم حوله، ولقد عاش الشباب المصري الوهم في عصر السادات، حيث كان يعد بالشقة والعربية لكل شاب بالإضافة للوظيفة، ولكن عهده شهد نزوح للشباب المصري خارج مصر للبحث عن عمل سواء للخليج أو للغرب وظهرت في عهدة ظاهرة الهجرة الدائمة للغرب.
لم يختلف الوضع كثيرا في عهد مبارك فكلنا نذكر الزلزال الذي ضرب مصر سنة 1992 وكيف خرج صفوت الشريف في التليفزيون يقسم أنه لا يوجد توابع للزلزال فعادت الناس لبيوتها ثم حدثت الهزة الثانية أثناء الليل فقتلت من المصريين أكثر من الهزة الأولي.
وهنا أتذكر مقالة العظيم مصطفي أمين عندما كتب معلقا علي ما قاله صفوت الشريف (دون أن يذكر أسمه) حيث قال كذابون مضللون مخادعون.. وقال أن العالم كله يعرف أن لكل زلزال توابع فكيف نخدع الناس ونتسبب في موتهم.
في عهد مرسي الرجل لم يكن صادقا فكل كلامه كان هبلا، ولكن نظام الإخوان لم تتاح له الفرصة للكذب فلقد كان الإعلام الكاره للإخوان أكثر من المؤيد لهم فلم يكذب كثيرا.
وكلما حاول الكذب كان هناك رد عليه وبقوة وبجرأة شديدة سواء مرئي أو مسموع أو مقروء.
فالحقيقة الإعلام والإعلاميين لم يشهدوا عصرا نالوا فيه حريتهم في التعبير مثل عصر مرسي.
وربما تكون هذه الفترة كفترة الحرية التي تمتع بها الصحفيين قبل ثورة يوليو.
وأن كانت الحرية التي تمتعنا بها لم تكن بمزاج مرسي وأعوانه ولكن لم يكن لهم القدرة علي تكميم الأفواة بعد.
في عصر السيسي وقبل أن يبدء هذا العصر بدء بالكذب، فتمرد تلك الحركة التي قيل أنها حركة شعبية قام بها شباب مصريين، ثم سرعان ما أنضممنا جميعا للحركة وقمنا بالتوقيع علي استمارتها حتي تخطي عدد الاستمارات ل 30 مليون، وكان كل شخص فينا قائد في الحركة نوقع لانفسنا ولأسرنا ثم نقوم بإرسال الإستمارة للجيران والاصدقاء ونقف في الشوارع للحصول علي توقيع الناس، ونرسلها بالبريد الإلكتروني وحركات ولا أجدع فيلم سينمائي ولا أعظم روائي يقدر يؤلف “تمرد” ثم نكتشف أن “تمرد” لعبة مخابراتية؟؟؟
ثم بعد تولي السيسي أستمرت الأكاذيب التي سوف أسرد لها مقالا، لكن دعني هنا أذهب بكم لما يحدث في جبل الحلال، حيث انتشرت أقاويل عن ما يحدث هناك وهي وثيقة لم يكتبها غير ضابط مخابرات غبي يعلم جيدا أننا شعب طيب وهنبلعها زي ما بلعنا (طائرات العدو تتساقط فوق بحيرة البلاح) ولكن هذا الغبي نسي أن شباب الثورة النقي الجميل قد انفصلوا عنهم وهم شباب واعي ومثقف لديه عقلية جباره علي الفهم والردود.
أهم ما ذكر في الوثيقة أن قواتنا عندما دخلت جبل الحلال وجدت ضباط مخابرات من قطر والسعودية وإسرائيل وبريطانيا؟؟؟.
لن نسأل كيف تجمعوا هؤلاء وكيف أتفقوا علي اللقاء في جبل الحلال، ولكن دعني أسأل أين كنت أنت يا رجل المخابرات المصرية عندما دخل كل هؤلاء لبلدك؟؟.
لو كان هذا الكلام حقيقي إذا ينبغي عزل رئيس المخابرات الحربية ورئيس المخابرات العامة وكبار مساعديهم فورا.
ثم تكمل الوثيقة تفاصيلها لتختم بأن قواتنا وجدت مبلغ من المال قدره 600 مليار دولار!!!!.
لو كان هذا الكلام صحيحا لأصبح ثمن الجنية المصري يساوي ثلاث أو ست دولارات أمريكية، ولكن كما استيقظ سكان القنطرة شرق علي أصوات الجنود الإسرائيليين في مدينتهم. وكما أستيقظ شباب مصر فوجدوا انفسهم غرباء خارج بلادهم في عصر السادات.
وكما استيقظ سكان مصر علي هزة تابعة للزلزال قضت علي حياة النائمين منهم، أستيقظنا نحن الآن علي عدم قدرة الدولة علي حماية الأقباط في العريش وأن سعر الدولار قد أقترب من 20 جنية.