الخميس , نوفمبر 7 2024
ماريا ميشيل اخصائية نفسية

الشخصيات الأكثر عرضه للادمان .

تنظر اليه تجده مشتت العينان ,, لا مستقر لهما و لا مكان , و ليس العينان فقط بل ايضا الفكر و القلب و الوجدان ,, لا تستطيع ان تقرأ قسمات وجهه التى يغلقها الكتمان ,, و عندما تحاول اختراق دواخله سيمنعك ذلك الجدران ,, تجر معه اطراف الحديث و الكلام فيبادلك بالصمت و الكتمان,, يتظاهر ببسمة زائفة تخفى ورائها بحر من الاحزان ,, فمهما اخفى الوجع اللسان لا يستطيع القلب النكران,, الى ان تعجز ان تجد معبر او سبيل لهذا الانسان ,, فيتركه الجميع يلتف حول ذاته كالثعبان ,, و قبل ان يخنقه اليأس و الحرمان,, يسرع اليه ذلك الماكر المدعو الادمان ,, يمد اليه يد العون مدعيا ان سيحول حياته من جحيم الى بستان ,, يمتلئ بالزهور اشكال و الوان ,, فسرعان ما ينجرف الى الهوة ذلك الحيران,, فيفقد ما بقى له من كيان,, و يصبح عبد ذليل مهان ,, لسيد لا يعرف للشفقة عنوان
فتتنوع و تتعدد الاسباب المؤدية الادمان …و لكن تختلف استعدادت الاشخاص للانجراف فى الادمان ..
و من اكثر الشخصيات المعرضة للسقوط فى الادمان
الشخصية الاكتئابية: يعانى صاحبها من فقدان الامل و يشكو ضياع المستقبل ..نتيجة كثرة الاحباطات القاسية التى اختبرها… فيعانى صاحبها من نوبات من الحزن و تقلب المزاج و الرغبة فى الانسحاب من الحياة و لا يفرح بمباهج الحياة ..فيفقد الثقة فى ذاته و يفضل العزلة …و قد يلجأ لادمان المخدرات اذا اتيحت له الفرصه لتمنحه شعور زائف بالنشوة و الانتعاش يخرجه مؤقتا من تلك الاجواء البائسة
الشخصية الانطوائية: صاحبها شخص حساس يمتلك الكثر من القدرات لكنه لا يجيد التواصل مع الاخرين مما يؤثر على فرص نجاحه.. فخجله من الاخرين و صعوبة تعبيره عن ذاته تجعله يفضل العزلة عن الناس… يجتر فى افكاره العاجزة و يشعر بان هناك عيبا فى اسلوبه و فى نفسه و يخشى دائما لوم و نقد الاخرين … و كلما زادت احباطه كلما انسحب اكثر لداخل نفسه .. و كثيرا ما ينتهى الامر بصاحب هذة الشخصية الى الاقبال على المخدرات التى تساعده على كسر حاجز الخوف من الناس و تعطيه حرية و انطلاقا فى التعبير
الشخصية القلقة: صاحبها يعانى من القلق و التوتر المبالغ فيه لكل امور الحياة بدون داع .. فيفقد الهدوء و الاطمئنان… و يشعر دائما بانه مهدد و يعانى من الغضب و العصبية و المخدرات تشعره بالاسترخاء والهدوء ويتبدد الاضطراب فيتمسك بها ويدمنها
الشخصية السيكوباتية: هى الشخصية المضادة للمجتمع و صاحبها معروف بالعنف و العدوان .. و الانانية المفرطة لتحقيق اغراضه الشخصية على حساب ايذاء الاخرين و لا يشعر بوخز للضمير.. و اهم ما يسعى اليه هو تحقيق اللذة… و هذا ما يجده فى الادمان فسرعان من يقع شباكه
و ها تنسج ضغوط الحياة خيوطها التى توسع شبكة الادمان لتفسح مكانا واسعا يخدع الكثيرين بأنه الملاذ الواقى من قسوة الحياة و خشونتها و لكن سرعان ما تسقط الاقنعة و يتحول هذا الملاذ لوحش كاسر يلتهم ما تبقى من حياتهم بلا هوادة
ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

11

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.