الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

ناديه خلوف تكتب : “الخبز والسلام”

حدث قبل مئة عام  في 8 آذار/مارس

مسيرة ضخمة للنّساء  في بتروغرادتحمل شعار :” الخبز، والسلام”

ولا للحرب. ينضمّ لها الرّجال.

 أحداثاً هزّت العالم .

  كانت بتروغراد “سانت بطرسبرغ” مسرحا لاضطرابات استمرّت  لعدة أشهر بعد حرب استمرت ثلاث سنوات  مات خلالها مليونا جنديّ، وانتهى المطاف بالجوع ، وإغلاق أماكن العمل، والاضرابات

كانت البداية في 8 آذار” يوم المرأة العالمي” حيث كانت الطوابير تقف أمام المخابز   بعد ساعات العمل الطويلة  من أجل الحصول على الخبز، وكانوا  جائعين يبحثون عن شيء يشبع بطونهم فرفعت النّساء  شعار”   الخبز والسلام ، بينما رفع الرجال داخل ورشات العمل شعار ” تسقط الحرب” . حضر مئة ألف  شخص في ذلك  المساء، وتحولت أماكن  العمل إلى أماكن من أجل  الاجتماعات السياسية، وكانت المطالب هي :  ثماني ساعات ليوم العمل ، إصلاحات ديمقراطية، ولم يستمرّ الأمر طويلاً حيث بدأ تمرد الجنود بعد بضعة أيام ، تزايدت الأعداد بمتوالية هندسية ، وبعد أسبوع فقط تنازل القيصر عن السلطة.

الموجة الثورية التي اجتاحت أوروبا والتي بدأت في روسيا في 8 آذار 1917 غيرت العالم إلى حد كبير.  حيث انتقلت مطالبها إلى السويد، وألمانيا. وفي غضون بضع سنوات، تبع القيصر أباطرة برلين ، وفينا، ونال الرّجال والنساء الحق في التصويت في عدّد من البلدان. وقد مهدّت تلك الثورة للديموقراطية في أوروبا.

ما قبل تلك الثّورة ليس كما بعدها، ولن نتحدّث عن الاتحاد السوفيتي الذي قام بعد الثورة فقط سوف نتحدّث عن الديموقراطية التي اختصرها الغرب الأوروبي بالتمثيل البرلماني الذي يقتصر على النّخب، والذي قد يحدث كل بضع سنوات دون تغيير في الجوهر، حيث أصبحت هذه الديموقراطية تحتاج إلى إعادة فتح الباب لثورة جديدة قد يكون شعارها” الخبز والسلام” ذلك الشّعار الذي تبنّته النساء قبل مئة عام، وشعار لا للحرب الذي تبناه الرّجال. العالم اليوم على فوهة بركان، ويحتاج للتغيير.

وفي تلك المناسبة نعود إلى العنصر الهام في تلك الثورة” النساء” حيث كان لهنّ تأثير فعّال ، وحيث شكلن قوة عمل كبيرة كون الرجال يذهبن للحرب.

حدث هذا في عام 1917 في بتروغراد.

لكنّ العالم تراجع عن تلك المطالب، وعلينا التذكير بها في هذا اليوم.

 

شاهد أيضاً

المصريون يعتقدون بأن “الأكل مع الميت” فى المنام يعني قرب الموت .. وعالم يؤكد بأنه خير

يستيقظ جزء كبير من المصريين باحثين عن تفسير ما كانوا يحلمون به بالليل بل ويقضون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.