دائرة حياته تختزل فى بعض التفاصيل,, يعطيها اهتمام ليس بقليل , بدقة يتفحص الوسط المحيط , دون تهاون او تفريط,, عينيه كمرصد على الطريق ترصد اصغر الظواهر بكل بتدقيق,, تدور حياته حول دائرة مفرغة تبدأ من حيث تنتهى و تنتهى حيثما تبدأ و لا من جديد ,,اسير لبعض الطقوس و النشاطات و لا شئ عليها يزيد,, و بنمط هذة الحياة يكون سعيد , و من روتينها هذا يستفيد ,, يبحر ما بين جزيرتى التوجس و الحرص ذهابا ايابا,,, مرارا و تكرارا بلا ادنى تجديد,, تتشكل ذاته بثبات, داخل قالب جامد يحمل تلك هذة السمات , لتنعكس على شخصيته بهذة الصفات ,, و تدفعه لعشق هذة الممارسات,, فتندهش ممن حياته تسير حول هذا المدار, دون ان يحيد الى اليمين او اليسار , كل شئ يقيسه بمقدار,, فكيف يحتمل هذا النمط دون ان ينهار ؟؟,,و الان حان الوقت لنرفع الستار,, و نكتشف ماذا عن هذا الغامض من اسرار ؟؟ فلا عجب انها الشخصية الوسواسية فهيا نبحر فى اعماقها البعيدة
و يعرف ا.د احمد عكاشة استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس الشخصية الوسواسية ” بأنها الشخصية التى تتميز بالشك و الحرص الشديد و الحاجة الى التأكد المتكرر من الاشياء , و الانشغال المفرط بتفاصيل بسيطة لا يناسب معها هذا القدر من الاهتمام”
و يظن الكثيرين ان صاحب الشخصية الوسواسية يعانى من اضطراب الوسواس القهرى..
و علينا ان نعى ان الشخصية الوسواسية ليست اضطرابا بل انها شخصية عادية,, كالشخصية الانطوائية او الانبساطية تتأصل سماتها فى الانسان منذ باكورة شبابه,, و لاتعارض مع ممارسة الشخص لحياته الاجتماعية او الوظيفية او سائر انشطته بل يغلب فى تصرفاته الممارسات الوسواسية
بينما اضطراب الوسواس القهرى: قد يظهر فى شخص عادى فجأة دون دلالات سابقة, و تتضح اعراض الاصابة و تتدهور الحالة بشكل سريع فى اسابيع او اشهر , و يشتد المرض و يعوق حياة الشخص العملية,, الاسرية ,,المهنية .. الخ و يتضح لمن حوله انه يحتاج لعلاج
و عن سمات الشخصية الوسواسية يذكر لنا ا.د طارق الحبيب الاستشارى النفسى الاتى :
صاحبها حساس لدرجة كبيرة من امور لا يتحسس منها الناس عادة
يهتم بشكل مقلق بتفاصيل الامرو البسيطة و دقائقها فمثلا لا يسمح بالتخلص من الاوراق غير المهمة كالفواتير القديمة بل يحفظها و يرتبها لربما احتاج اليها
يميل الى التكرار و التأكد من كل نشاط يقوم به ..كالتأكد عدة مرات من اغلاق النور ,الابواب …الخ
تنزعج عندما يواجه شئ يكسر له ترتيب روتين يومه و يسير به على وتيرة مختلفة
ذا ضمير حى يجعله اكثر اخلاصا لعمله , يهتم بأمور الصحة و المرض
يخضع من حوله لنظام حياته , لديه قدر من العناد و التصلب , يستم بقلة اصدقائه المقربين لانه دائما يشك في كل من حوله
ينجح اصحاب هذة الشخصية فى الاعمال التنفيذية و الادراية و المالية و اعمال المكتبات و الارشيف و السكرتارية
و عبر تلك الخطى الدقيقية قد نكون ازاحنا ثوب الغموض و الحذر الذى تستر خلفه تلك الشخصية لتخفى به عن سماتها و بازالتنا لهذا الغلاف الخارجى نعى طريقة التعامل المثلى معها لنكتسب ثقتها و نستفيد من طاقاتها
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
الوسومماريا ميشيل