توافد 38 أسرة مسلمة من مختلف القبائل البدوية من سيناء الي محافظة الإسماعيلية، وخاصة في قرية سرابيوم أكبر قرى المحافظة، خلال الـ 72 ساعة الماضية، حيث يعيش العشرات من المشايخ والاطفال والنساء، في العراء بدون طعام أو مأوى في مشهد وكارثة إنسانية، بعد تركهم منازلهم وأغراضهم الشخصية في سيناء .
قال صالح محمود صالح 58 عامًا من منطقة الخروبة شمال سيناء، من قبيلة السواركة: وأعول أسرة مكونة من 6 أفراد، وكنت أمتلك مزرعة زيتون، وحظيرة أغنام، وكنت أعيش عيشة كريمة، وبعد تهديد الجماعات الإرهابية لي أنا وأسرتي بالقتل لعدم تعاوني معهم رحلت الى محافظة الإسماعيلية أنا وأفراد عائلتي تاركا جميع متعلقاتي، وأقيم حاليا في قرية سرابيوم دون طعام أو مأوى .
وأضاف سليمان علي حسان 38 عاماً من منطقة السمران في العريش، من قبيلة النباهنة: ولدي طفلان في المرحلة الابتدائية، وكنت أمتلك ثلاثة محلات تجارية بالمنطقة، وفوجئت بقيام عدد من الجماعات الإرهاب، بطلب الادلاء بمعلومات عن تحركات قوات الجيش والشرطة، أو القتل وكان ذلك ليلا، ولكن لحبي للوطن وتراب مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، قمت في الصباح بالرحيل الي قرية سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية، تاركًا جميع أغراضي، والإقامة في إحدى الأراضي الفضاء، بدون طعام أو شراب أو مأوى .
وفي مشهد آخر تقشعر له الأبدان، لوحظ وجود أسرة بدوية كاملة تقيم في العراء بدون غطاء أو طعام وشراب، حيث روى الشيخ سليم حسين سليمان 56 عامًا من كبار قبيلة السواركة، ويعول أسرة مكونة من 5 أفراد، رحلة عذاب استمرت 48 ساعة من الشيخ زويد إلي قرية سرابيوم بمحافظة الإسماعيلية، قائلا: كنت أمتلك مزرعة زيتون على مساحة 20 فداناً، ولكن من شدة الانفجارات، وإطلاق الأعيرة النارية الكثيف، وقيام الجماعات الإرهابية باستهداف مشايخ وشباب القبائل، لعدم التعاون معهم، رحلت تاركًا جميع متلعقاتي، حتى لا يتم استهدافي، وجئت الي محافظة الإسماعيلية، وأصبحت الان بدون مأوى أو طعام أو شراب .
عواد خضر سويلم49 عامًا من قبيلة الترابين، ويعول أسرة مكونة من 5 أفراد: كنت أمتلك مزرعة كبيرة من الأغنام، وكان يعمل لدي فيها 8 من العمال، وبسبب الأحداث بالمنطقة واستهداف الأخوة الأقباط، ومشايخ القبائل البدوية من قبل الجماعة الإرهابية، قمت بترك جميع متعلقاتي ومزرعة الأغنام التي كنت أمتلكها، والرحيل الي الإسماعيلية، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث مازلت في العراء في جبال قرية سرابيوم، بدون مأوى أو طعام وشراب، منذ أربعة أيام .
أما مغنم غانم سليم 44 عاماً من قبيلة المعازة، مقيم بالعريش، فقد كان يعمل في معصرة زيتون ، ويعول أسرة مكونة من 3 أفراد، في مختلف مراحل التعليم، وبسبب قيامه بتقديم المساعدة الى الأخوة الأقباط، قامت الجماعات الارهابية المسلحة باستهدافه عدة مرات، وعلى إثر ذلك قام بالفرار من المنطقة والرحيل إلى قرية سرابيوم التابعة لمركز ومدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، وقال: أقيم حاليًا في العراء أنا وأسرتي بجوار بركة مياه بسرابيوم دون مأوى أو طعام أو غطاء، لافتا الى أن أبناءه تركوا مدارسهم في العريش وأصبحوا الان معي بدون تعليم .
وفي مشهد آخر ظهر طفلان شقيقان هما: محمد سالم علي 9 سنوات وسعد 7 سنوات، في حالة إعياء وبكاء شديد، وذلك من شدة البرد وعدم توفر الطعام، وأكد أحد مشايخ القبائل أن الجماعات الإرهابية قتلت والد الطفلين لعدم التعاون معهم وإعطاء تلك الجماعات الإرهابية معلومات عن القوات الأمنية بالعريش.
وقال الطفل سلام خضر 11 عاماً من الشيخ زويد : لولا الإرهاب أخرجنا منها ما خرجنا، واستمرت رحلة الرحيل الي محافظة الإسماعيلية يومين، وكانت شاقة ومتعبة خوفا من استهدافنا من قبل الارهابين، وانا عايز ارجع بيتي تاني .
وتساءل الجميع: لماذا تجاهل جميع مسئولي محافظة الإسماعيلية استغاثتنا المتكررة منذ أربعة أيام، دون تدخل لمساعدتنا، أو نجدة أطفالنا الصغار، مطالبين الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل ووزير الدفاع الفريق صدقي صبحي، بسرعة نجدتهم من البرد القارس، والنظر إلينا بعين الرحمة .
نقلا عن الوفد