الخميس , ديسمبر 26 2024

صوت الرئيس والعريش .

جمال رشدي :
ربما لم تشهد مصر عبر تاريخها الحديث عملية تهجير عرقي او طائفي مثلما حدث في الاونه الأخير ومغادرة الأقباط مدينة العريش علي أثر تهديدات ارهابية وعمليات قتل وحرق وذبح علي الهوية الدينية . كان المشهد مؤلم لكل المصريين وطال احساس الإهانة الجميع وكان الصمت هو طريق الهروب من المسئولية عند كل مؤسسات الدولة الرسمية فذلك المشهد كشف عن سلبيات عديده في المجتمع اولا ضعف بل اختفاء الأحزاب السياسية من الشارع المصري واثبت ان تلك الأحزاب ما إلا ستار لعملية الانتخابات البرلمانية او المحلية فقط ولا وجود لها علي أرض الواقع الا عن طريق مقر او صحيفه او صوت جهوري . ثانيا ضعف ثقافة إدارة الأزمة داخل اروقه مؤسسات الدولة وتلك هي مشكلة البيروقراطية في الجهاز الإداري للدولة . ثالثا ضعف الجمعيات والمؤسسات المدنية في ظل ترهل ثقافة دور تلك الجمعيات داخل المجتمع وأصبح وجودها ما إلا مسمي وواجهه اجتماعية فقط .رابعا اختفاء دور رجال الأعمال من اداء دورهم الاجتماعي فنجيب ساويرس الذي ملئ الدنيا ضجيجا بسبب اقالته من حزب المصريين الأحرار وايضا الذي كان ينوي إقامة مدينة في جزر اليونان وقبرص لاستقبال مهاجرين سوريا اختفي بقدرة قادر من مشهد مهاجرين العريش أبناء جلدته . وايضا اثبت المشهد عن ضعف الثقافة المصرية علي دراسة وتحليل اسباب المشهد وبالتالي عدم القدرة علي تقديم سيناريوهات الحل . المعظم ينادي بالحل الأمني والعسكري وهذا هو المطلوب في المرحلة الراهنة لكن هناك الحل الذي نادي به الرئيس منذ اعتلاء كرسي حكم مصر وهو تجديد الخطاب الديني . وقد فهم الكثيرين كلمة الرئيس من المنظر الشكلي وهو تحسين شكل الكلمة لكن مقصد الرئيس والذي لم يصل الي كل عقول المسئولين الي الان هو الرجوع الي الهوية المصرية بعيدا عن عوامل تعرية خارجية أصابت تلك الهوية . فالهوية المصرية منذ فجر التاريخ وقبل نزول الأديان هي التوحيد . وتلك الثقافة قد انصهرت مع الرسائل السماوية والتي كانت ارض سيناء صاحبة مشهد التهحير الحالي هي مكان ملتقاها وليس كذلك فقط بل ايضا مكان تجلي الله وكلامه مع سيدنا موسي . فتلك الهوية هي الفريدة من نوعها في تاريخ البشرية قد أصابها الكثير والكثير وأصبحت بين تلقيح الوهابية وبين صراعها لاسترجاع أصلها ولا يتم ذلك إلا من خلال تغيير منظومة التعليم تغيير جذري بما يتوافق مع متغيرات العصر لبناء نشئ قادر علي الدخول في صراع استرجاع هويته الأصلية وربما يستغرق ذلك وقتا طويلا بجانب التعامل الأمني والعسكري . مشهد التهحير لم يكن مؤلم فقط من الجانب الإنساني بسبب التشريد بل تعاطي المجتمع بكل فئاته مع حجم كارثة المشهد . طريق العودة الي دروب الهوية طويل وشاق ويحتاج عمل وجهد ومثابرة وما زال صوت الرئيس يصرخ داخل برية ووعر طريق العودة الي الهوية.

شاهد أيضاً

تفاصيل الحكم النهائي الصادر في حق القاضي قاتل زوجته “المذيعة شيماء جمال”

أمل فرج  أصدرت محكمة النقض المصرية، الاثنين، حكمها النهائي بإعدام المتهمين أيمن عبد الفتاح، و …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.