بقلم : مروة عيسى
تبلد احساسنا ونحن نتذوق مرارة الأيام في بلدنا ، و تحولنا من شبابا مليء بالطموح إلى عجائز كل ما نحلم به ( لحد ) أي قبر من التراب يواري أجسادنا . أصبحنا لا نريد العيش في بلد يسيطر عليه الجهلاء و يفنى به العلماء . فأين نحن نعيش !!!
ما الذي تنتظره بلادنا منا ؟! هل تنتظر نهضة من الشباب المدفون تحت الأنقاض؟ في مقتبل أعمارنا هرمنا . تمضى الأيام وندور في فلك الحياة الطاغية . فمن المسئول عن الضياع الذي نعيشه !!
كل منا أصبح ينتظر طابور الهجرة ليلتمس الرحمة و الشفقة من أي بلد تحنوا عليه . أصبحنا نبحث عن الدفء الضائع الذي كنا نأمل أن نجده في أوطاننا . فقديما كنا نلوم على من يسافر للعمل في أوروبا و يقوم بغسل الصحون و يعمل في المهن التي نعتبرها في بلدنا مهن وضيعة . و مع مرور السنوات ادركت أن من يسافر إلى أوروبا أو أي بلد غربي فإنه يبحث عن حياة ، عن آدمية، مازلنا نبحث عنها حتى اليوم في بلدنا التي نقول عنها و نتباهى بأنها أم الدنيا . فأين هي أم الدنيا مما نشعر به و نتجرعه من ذل و هوان !!!
ففي أم الدنيا لم يحصل الشباب على قوت يومه بطريقة لائقة كإنسان ، بل يدور كالأنعام محاولا الوصول إلى حد الكفاف لنفسه و لأسرته و للأسف بدون العائد الذي كان يأمل أن يحصل عليه . فالترويح عن النفس من ضغوط الحياة أصبح ترفيه أو شيء من الكماليات التي يجب الاستغناء عنها من أجل العيش . و مازلنا نردد أن كل دولنا العربية بهذا الشكل . ولكني أقولها وبكل آسى لم يحدث هذا في كل دولنا العربية ، و لكن في مصر فقط . فإذا ذهبنا إلى دول الخليج و هي دول عربية سنحصل على مقابل مادي على ما نقوم به من جهد وتعب ، إذ لم نحيا حياة كريمة . و لكن في مصر فقط نكد و نتعب مع عائد يكاد يكون شبه معدوم و لا حياة آدمية لائقة بنا كآدمين.
لم أريد التخلي عن جنسيتي و لكنني مازلت أحلم أنه سيأتي اليوم الذي نستعيد فيه شبابنا و نحصل على خير بلدنا . سنناضل من أجل تغيير تلك البلد ، من أجل الحرية التي حلمنا بها كثيرا ، و لم نكف عن الحلم بها. فالشباب الذي وارى جسده التراب في الثورات من أجل حرية هذا البلد لن نتخلى عن دمائه المهدره .و في النهاية ادعوا الله أن يحفظ مصرنا الحبيبة التي مازلنا نعشق ترابها .
الوسوممروه عيسى
شاهد أيضاً
الجنايات تبرئ متهمين من تحويلات وإتجار بالنقد الأجنبي
حكمت محكمه جنايات الفيوم الاقتصادية ببراءة متهمين من اتهامات تحويلات عملات أجنبيه وممارسة عمل من …