الأحد , ديسمبر 22 2024

الخيار فى الصعيد بيطلع لوحده من التلاجة !!!

بقلم : جرجس ثروت

وقالوها زمان في الأمثال : جات الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح , وتعدى الأيام ويجى حزين مش حزينة عشان يفرح بالمطرح وبرضوا مخبرش , الحزين هو الصعيد الجوانى واللي بيفصل بينه وبين العاصمة سكان الجنينة عدم المؤاخذة , وكأننا جينا ورا ومطرحنا بقى متأخر واصل , صعيد الخال الأبنودى والكينج منير لما سابوا اللئيم يفتح مية المجارى على النيل , صعيد الأبطال وحكم الرجال طيبة ومملكة الجنوب بقت ناهب ومنهوب , الصعيد اللي غلب الغزاة ولمهم ترابه وما قدروش يدخلوه غير بالحيلة وياما عليه مرت قوات وسفينة , بقى حاله ردى يا ولداه وراح فيه الحق وتاه يمكن عشان مش فاضين من بعضينا والكلمة العفشة تقعد وتبيت معانا  كام  ليلة , ويمكن نصحوا الصبح نصبح على بعضينا بالبارود مع إن طول عمره مطرح الورود , هنقول إيه ولا إيه والأمراض اتفشت وانتشرت فيه , وبقى عليل الكبد والرئة الداء فيه ولا المرض الخبيث بعيد عنكم ذاد وبقى السليم مستني الدور يناديه , اتحرك رجال الخير وعملوا في طيبة الجديدة بالأقصر مستشفى شفاء الأورمان للأورام , ولما تدخلها كأنك ببلاد الغرب وأفخم ما في الشرق , معاملة إيه وتُصرف على الغلابة مية ألف بدل الجنيه مجانا أكده , ومن المدير للموظف للعامل والغفير ذوق رفيع وتواضع وخدمات في السريع من غير كوسة ولا محسوبية على المريض يسألوا صبح عشية , كان المفروض الصعيد يفرح بعد ما بقى عنده أروع مطرح , لكن يفرح كيف يا ولداه وكبده أتهرى ورم وكليتاه والدم النقي منهم تاه , اتاريك يا مسكين وسكن المنسيين !!! والله وشفت لك يوم يا صعيد بس في الهم والغم , هنقول تعملها الحكومة ويقع فيها الأهالي يعنى لو كان جابوا اللي فتح المجارى على النيل وسقوه منها كوباية ولا اتنين وبعدها فطسوه فيها لا كان بقى فاسد ولا مرتشي فيها ,  في الأورمان هتتأكد ان هو دا الإنسان وأكده يتعالج , لكن مكسوف لأسيادنا الحكام ! كيف الناس تدى تبرعات من مالها لأهالي وتأتمنهم وتتعمل مستشفى مالهاش وصف ومستشفيات الحكومة داب فيها حتى العَفش , وسكنها الفساد والإهمال العِفش وبقولكم الدنيا لسه بخير بعيد عنكم يا أصحاب التعالي والمعالي الكراسي , وإياك تفكروا إنكم عن المرض انتم بعيد لو في أبراج عالية مسيره للفاسد يوصل ويبقى حاله زى الصعيد , مش هنقول تعال اتبرع لكن زور وأتشرف وعشان تتفشخر بأن الدنيا لسه بخير , حدانا شفنا الدور بحق بدون واسطة ولا حد يزق حد , النظافة والتعقيم فاق الحد , والبسمة ما بتفارق حد حتى لو حد منهم اخد جزاء أو اتشد بسبب شوية تراب ناعمين كانوا في نعل مريض ولا مرافق لازقين , حتى الحمامات أنظف من مطاعم كبيرة ومطابخ بيوت كتير ومنظفات ومطهر مالوش عدد , كان بيسموه بيت الراحة لكن بالأورمان نقدر نسميها استراحة فشر خدمة الطيران وأفخم , بيستقبلوا المرضى في أول زيارة ليهم بعلبة حلاوة فيها كل صنف ولون , وكأنه أهم عميل واجدع زبون مع انه جاى يغرمهم ويتعبهم وبآهاته يزعجهم ويفرمهم , وليه يا ميرى ما قدرتش حتى تقدم نصف الخدمة ليه ؟ عاجز ولا فاسد ولا إيه ؟

مش فالحين بس في غير ازاى تكلم سعادة الباشا وسعادة البيه !!! اومال المسئول عن النجاح دا نسميه إيه ملاك ولا في الإدارة معجزة ولا إيه ؟ أخبرك أنا بالسر لا هو ملاك ولا معجزة بس عن الفساد بعد , وبعيد عنك أمين ولا يعرف طريق الهلاك , وعشان أكده عمله يشرف وانتم عملكم وفسادكم يجيب العلل ويقرف , انتم زرعتم المرض بسماد وكيماوي مرشوش خلى الخيار يطول في التلاجة ويفتح لوحده الباب , ويروح المسكين يتعالج بذات الكيماوي عشان يوقف السرطان اللي على جتته ناوى , مستشفى بتزرع البسمة بشفاء بعد ما اتهرى المواطن بؤس منكم وشقاء , مش هنقول امشوا وخليهم مطرحكم لأن كراسيكم ملعونة ويمكن يتنحسوا بسببكم , لكن هنقول ارحلوا منها انتم ووفروا ملايين بتنزل في كروش وانتم متفرغين للنوم وتسمين الكروش , أما أهل الخير شغالين بدون كراسي وجمايلهم فوق فوق راسكم وراسي , من القلب للجمعية ولمن عليها قائم أجمل تحية وتعظيم سلام من كل مريض قاعد ولا نايم وأهله مش عارفين يشكروكم كيف يا قدوة والكف نظيف .  

                  

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.