د.ماجد عزت إسرائيل
عندما تكون ثقافة الكراهية،تولد فكرة الإبادة وممارسة العنف،والتطهير لاستئصال الآخر المختلف، جنسياً ودينياً، وثقـافياً، وفى رؤية لهذه الكوارث التى يتعرض لها الآن أقباط العريش وبعض المناطق الآخرى فى مصر
نذكر على سبيل المثال وليس الحصر المنيا والمنوفية والقليوبية والقاهرة
مثلما حدث فى تفجير الكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية،وللأمانة العلمية تنبأ بذلك أحد الأساتذه الألمان
وقال لكاتب هذه السطور:”بالحرف الواحد الأقباط سيعانون من الاضطهاد كثيراً
ولم يجدوا من يقف بجانبهم،لا فى الشرق ولا فى الغرب”،جاء ذلك على هامش أحدى المؤتمرات
التى كانت تناقش المسألة المصرية فى عام 2013م .
وعلى هامش ما يحدث الآن بمحافظة العريش(سيناء الشمالية)من إبادة عرقية لأقباط العريش
نجد أن الفكر الداعشى ينظر إلى أقباط مصر على أنهم هم السبب الرئيسى
فى عرقلة قيام دولة الخلافة الإسلامية، وأيضًا فى سقوط حكم الأخوان بعد ثورة 30 يونيو
وبيان 3 يوليو 2013م، وتأيد الكنيسة وشعبها فى الداخل وبلاد المهجر
لتولى الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى منذ 8 يونيو 2014م ولايزال فى سدة الحكم،ولذلك منذ ذات اللحظة
وحتى كتابة هذه السطور، وهذه الجماعات ومعاونه تمارس فكرة الإبادة العرقية بهدف الانتقام من الأقباط
بعدة طرق أما بحرق الآثار القبطية والمؤسسات الكنسية والخدمية،أو عن طريق نهب وسلب ممتلكات الأقباط
لتدمير اقتصادهم،وأيضًا خطف الفتيات والسيدات القبطيات، وأحيانا الرجال بهدف الحصول على فدية مالية،
أو التهجير الجبرى لبعض الأسر نتيجة حدوث بعض المشاكل الاجتماعية ما بين مسلم ومسيحى
ولحل المشكلة يحكم على المسيحى بترك قريته أو مدينته محافظته،أو بتفجير الكنائس أو بقتل الأقباط
الذى بلغ نحو 16 حالة قتل منذ بداية يناير 2017م وحتى كتابة هذه السطور بمعدل كل ثلاثة أيام
قتيل من الأقباط ،وفى تاريخ الاضطهاد التى تعرض لها الأقباط عبر تاريخيهم، تعتبر هذه النسبة
أعلى معدلات قتل على الهوية الدينية فى تاريخ مصر.
والسؤال الذى يطرح نفسه أين حكومة المهندس شريف إسماعيل أو حكومة الأموات
فى مشهد إبادة أقباط العريش؟ وأيضًا بعض المناطق الآخرى فى مصر؟
وكل فعلته الحكومة أصدار المحافظ اللواء ” عبد الفتاح حرحو”،بيان بشأن إجازة مفتوحة
لكافة الموظفين الأقباط بالمحافظة حفاظًا على حياتهم بعد مقتل سبعة مواطنين أقباط على
أيدي دواعش العريش نذكر منهم على سبيل المثال: سعد حكيم وأبنه مدحت حكيم
والدكتور البيطرى بهجت وليم زاخر، وجمال توفيق، كامل رؤوف كامل
يعمل سباكاً،بالأضافة لطبيب وتاجر وصاحب عمليات القتل حالات السرقة والنهب كعادة الدواعش.
لابد من تدخل الدولة – لحماية الأقباط – بأصدار بيان رسمى من مؤسسة الرئاسة بشأن
ما يتعرض له الأقباط من إبادة وقتل وتشرد فى محافظة سيناء الشمالية،وأيضًا يأخذ على الكنيسة
موقفها السلبى بعدم صدور بيان رسمى من الدار البطريركية – مجرد سؤال هل دور الكنيسة الصلاة
على الجثامين فقط؟ ولابد من قيام المحافظة بالتعاون مع الوحدات العسكرية القريبة من محافظته
مع جهاز الشرطة بذات المدينة،وبنشر التشكيلات الأمنية لحماية المواطنين جمعياً من شرور هذه الجماعات
الإرهابية تعود الأمور إلى طبيعته ،نحن نثق فى قدرات الدولة المصرية، وجيشها العظيم
ونعلم أنها تحارب الإرهاب وحدها دون مساعدة من أحد،ونقدر الظروف،وخاصة فى منطقة سيناء
حمى الله مصرنا الحبيبة وشعبها العريق.