كريم كمال
الدنيا ليل والنجوم طالعه تنورها … نجوم غير النجوم من حسن منظرها … ياللي بدعتوا الفنون وفي ايدكوا اسرارها … دنيا الفنون دي جميله وانتوا ازهارها … والفن لحن القلوب يلعب بأوتارها … والفن دنيا جميلة وانتوا انوارها تلك الكلمات الخالدة التي كتبها الشاعر الكبير صالح جودت وغناها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تعبير صادق عن الدور الحقيقي والمؤثر للفن والفنان في كل العصور فقد صدق الشاعر الكبير حينما شبة نجوم الفن بنجوم السماء التي تضيء الطريق للبشرية وتدخل الي القلب بضوئها المنير وتاثيرها الذي لا يقاوم لذلك يلعب الفن دور محوري في العديد من القضايا ومنها قضية الإرهاب الذي لعب الفن دور هام فيها من خلال العديد من الاعمال التي تركت اثار عند المشاهد وكشفت الوجة القبيح للارهاب والتطرف .
فقد حمل الفن شعلة التنوير في وقت كان الإرهاب علي أشدة في مصر ولعب دور حيوي في محاربتة … من منا لا يتذكر ذهاب الفنان الكبير عادل امام الي محافظة أسيوط لعرض مسرحية الواد سيد الشغال عام 1988م في وقت كانت تسيطر فية الجماعات التكفيرية والمتطرفة علي زمام الأمور في محافظة أسيوط وذلك إيمانًا منة بدور الفن والفنان في مواجهة الإرهاب فلم يخشي التهديدات ولا التحذيرات بعدم الذهاب لايمانة ان الفن رسالة وقد واصل الفنان الكبير رسالتة في مواجهة الإرهاب من خلال عدد من الاعمال الفنية ومن أبرزها فيلم الإرهاب والكباب الذي تم إنتاجه عام 1992م ويتناول الفيلم قضية الإرهاب بشكل كوميدي وتدور احداثة حول رجل بسيط يتورط في حمل السلاح واحتجاز رهائن في مبنى مجمع التحرير، وتتهمه وسائل الإعلام بأنه إرهابي وتأتي الشرطة لتحاصر المكان وتبدأ في التفاوض معه لكي يخلي سبيلهم .
أيضا قدم الزعيم عادل امام فيلم الإرهاب عام 1994م والذي تدور أحداثه حول شاب ينضم لإحدى الجماعات الإسلامية المتطرفة وبعد أن ينفذ إحدى العمليات الهجومية الإرهابية يتم إصابته نتيجة حادث سير وتضطره الظروف للإقامة مع أسرة وسطية وبعد أن يحتك معهم يكتشف أنه كان يتعامل مع المجتمع بمعتقدات خاطئة وفي عام 1995م قدم الفنان عادل امام فيلم طيور الظلام والذي تدور أحداثه حول ثلاثة محامين أصدقاء تفرق بينهم المصالح والأهواء وأولهم هو فتحي نوفل الذي يستغل قدراته القانونية في الوصول لمركز مدير مكتب الوزير رشدي الخيّال والزميل الثاني على الزناتي الذي ينضم إلى الجماعات المتطرفة ليحقق مكاسب مالية بالدفاع عنهم أما الثالث محسن ذو الميول الاشتراكية
الذي يعيش كموظف عادي ويقبل وظيفة بسيطة ويكتفي براتبه فقط، دون أي تطلعات أيضا قدم الفنان الكبير عدد من الاعمال الأخرى التي سلطت الضوء علي قضايا الإرهاب ومنها فيلم عمارة يعقوبيان عام 2006م وفيلم حسن ومرقس مع الفنان العالمي عمر الشريف عام 2008م .
أيضا قدمت السينما العديد من الأفلام الأخرى التي ساهمت في توعية المشاهد بخطورة الإرهاب ومنها فيلم الإرهاب الذي انتج عام 1989م وهو بطولة الفنانة نادية الجندي وعدد من نجوم السينما المصرية وهو من اول الاعمال التي تناولت خطر الإرهاب علي المجتمع المصري وذلك من خلال احداث تدور حول إحدى الصحفيات التي تتعاطف مع إرهابي استطاع أن يؤثر عليها ويوهمها أنه بريء من كل الاتهامات التي وُجهت إليه فتحاول مساعدته طوال الوقت حتى تكتشف أنه إرهابي بالفعل وبمنظور مختلف تناول المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين قضية الإرهاب من خلال فيلم المصير الذي انتج عام 1997م
وتدور أحداث الفيلم في الأندلس في القرن الثاني عشر الميلادي ويرصد صراع الخليفة المنصور مع الجماعة الإسلامية المتطرفة التي تأمر بحرق مؤلفات العالم ابن رشد كما تحاول أن تجنّد الإبن الثانى للمنصور لقتل أبيه ويتولى الحكم بدلا منه.
وتناول الفنان الكبير نور الشريف قضية الإرهاب في واحدة من اهم اعمالة السينمائية وهو فيلم دم الغزال الذي انتج عام 2005م تدور أحداث الفيلم حول فتاة يتيمة تعيش في حي شعبي يتولى أمرها جرسون فقير ويتصارع على حبها لص وطبال وبعد زواجها من الاول يتم القبض عليه يوم زفافهما وتتكفّل بإعالة نفسها حتى تُقتل أثناء محاولة القبض على الطبال الذي تحول إلى إرهابي.
وبمنظور يختلف عن منظور أستاذة المخرج العالمي يوسف شاهين تناول المخرج خالد يوسف قضية الإرهاب في فيلم حين ميسرة الذي انتج عام 2007م وهو بطولة الفنانين سمية خشاب وغادة عبد الرازق وعمرو سعد من خلال اختراق العشوائيات
وما يدور بداخلها حول شاب يرتبط بفتاة وبعد حملها منه يتفرقا للظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشا بها ورفضه الاعتراف بالطفل فتضطر لترك ابنها في الشارع وتعمل كراقصة، فيما يتورط هو في صراع بين الجماعات الإرهابية والأمن.
وقد ساهمت الدراما التليفزيونية أيضا بالعديد من الاعمال التي وجهت الإرهاب مثل مسلسل الجماعة الذي انتج عام 2010م وهو من تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد والذي تناول فية تاريخ جماعة الاخوان الإرهابية بجانب العديد من المسرحيات التي تصدت لقضية الإرهاب ونحن نتمني ان تظهر اعمال جديدة تكشف الوجة القبيح للجماعات الإرهابية والمتطرفة بعد ثورة 30 يونيو من خلال اعمال سينمائية و تليفزيونية ومسرحية لتكون رسالة جديدة للتنوير في الداخل ولتسليط الضوء علي خطورة هذه الجماعات في الخارج من خلال عرض هذه الأفلام في المهرجانات الدولية حتي تصل الرسالة الي الجميع من خلال الفن المصري صاحب الدور الرائد في مواجهة الارهاب .