الكاتب . جمال رشدي
في ليلة من ليالي حياتي بين النوم واليقظة وإذ بي اجهز حقيبتي للسفر للسماء . وإذا صوت من السماء يقول لي باقي من الزمن ساعة واحدة لحضور سائق القطار عزرائيل الي محطة الوداع فهرولت الي غرفتي لتجهيز حقيبتي ومن داخل الدولاب جذبت بسرعه جميع اغراضي . فإذا باسطوانات افلام ومسلسلات واغاني لا حدود لها ففتشت بسرعه في وسط ذلك لعلي أجد صلاة لي من أجل خاطئ او كلمة تعزية لحزين او كلمة تشجيع ليأس .. لم اجد الا نصيحة قدمتها لصديق من باب التعالي والكبرياء . نظرت في الساعة واذ مرت عشر دقائق بسرعة فهرولت الي باقي الاغراض فوجد ملابسي منذ الصغر الي الأن . ففتشت في وسطها لعلي أجد ثوب منحته لفقير أو بطانية لعاري وقت الشتاء لم اجد الا ثوب قديم ممزق قد قذفته في وجهه سأل علي بابي لأنه أزعجني سؤاله . وباقي علي ميعاد قطار عزرائيل 40 دقيقة وبسرعة أحضرت أغراض مائدتي وإذا بها جميع المأكولات فبحثت عن فقير او يتيم او محتاج أو غريب جلس علي مائدتي يوما ما فلم أجد إلا فقير جاء بالصدفة سائقا لسيارة وزير في يوم عرس ابني وقد اكرمته من أجل الوزير . فجأة باقي من الزمن 30 دقيقة والحقيبة ما زالت فارغة فهرولت الي أمي لعل أجد شئ أضعه في حقيبتي فوجد نفسي رضيعا سهرت من أجله الليالي وطفل احتضنت صرخته. وشابا دعت وصلت من أجله ثم وجدها تنتظرني وأنا ألهو في صبايا ووجدها وحيده وأنا احتضن زوجتي وجائعة وانا أطعم أولادي . وكسيحة وانا امتطي جوادي . ونظرت في ساعتي وإذ باقي 20 دقيقة فخرجت خارجا في المستشفيات والسجون أبحث عن مريض زرته تصدقت عليه وقت مرضه فلم أجد إلا عمدة قريتي الذي زرته كواجب لأرضائه وذهبت إلي السجن لأبحث عن مسجون او مظلوم زرته أو ساعده من أجل ظلمه فلم أجد إلا ابن المسئول الذي زرته ل أكسب صداقته من اجل والده .. بسرعة باقي عشر دقائق فاسرعت الي الكنيسة لعلي اجد شئ أخذه معي في حقيبتي فوجد مكاني في الامام الذي كنت أجلس فيه متفأخرا لكي ينظر الي الجميع ووجد الارملة التي كنت لا التفت اليها والفقير الذي كنت لا استجيب لسؤاله … ونظرت وإذ بصوت قطار عزرائيل يعلن وصولة الي محطة الوداع فصرخت وقلت ارحمني يالله .. وإذ بي استيقظ من النوم ل أجد نفسي قد منحني الله فرصة اخري لتجهيز حقيبتي..
الوسومجمال رشدي
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …