أبدت الصحافة الإيرانية اهتمامها وقلقها بتقارير صحفية متخصصة كشفت عن أن المملكة العربية السعودية تتجه نحو رفع ميزانيتها الدفاعية بشكل منظم ومستمر وكذا امتلاك أسلحة قادرة على إصابة أهداف بعيدة المدى، ما يدل على أن المملكة أصبحت تنظر لما هو أبعد من الاقتصار على الدفاع عن الأرض.
وعرضت صحيفة “طهران تايمز” الإيرانية الصادرة بالإنجليزية، تقرير أعده محللو موقع “IHS Jane’s” الدفاعي البريطاني حول اتجاه المملكة العربية السعودية مؤخرا نحو امتلاك أسلحة هجومية متطورة قادرة على إصابة أهداف بعيدة المدى.
وأوضحت الصحيفة أن المحللين العسكريين التابعين للموقع البريطاني المتخصص في الأخبار الدفاعية قاموا بعرض أسماء عدد من الأسلحة الهجومية القادرة على إصابة أهداف بعيدة المدى حرصت المملكة على اقتنائها مؤخرا؛ مثل صواريخ جو- أرض عالية الدقة ونظم توجيه متقدمة ومعدات إعادة تزويد الطائرات بالوقود في الجو لتصبح الطائرات قادرة على التحليق لساعات أكثر وقطع مسافات أكبر.
وأكدت الصحيفة أن الأمر لم يقتصر على ذلك بل إن المملكة تسعى- أيضا- لتحديث أسطولها من طائرات الهجوم الأرضي Panavia Tornado كما أنها ستتسلم قريبا 72 طائرة قتالية حديثة من طراز Eurofighter Typhoon ما يعني أن المملكة أصبحت تمتلك العتاد العسكري اللازم لتقوية قدراتها على الدخول في صراع عسكري مع طرف آخر بعيد المدى.
ولفتت الصحيفة- كذلك- إلى أن المملكة تخطط لرفع ميزانيتها العسكرية سنويا، بدءا من عام 2018، بنسبة ثابته تقدر بـ 3% وذلك بالرغم من أنها جاءت في المركز الرابع، بعد الولايات المتحدة والصين والهند، في ترتيب الدول صاحبة أكبر ميزانية عسكرية في العالم.
وأكدت الصحيفة أن مخطط المملكة لامتلاك أسلحة أكثر هجومية سيمتد أيضا لسلاح البحرية بلا شك.
وفي السياق ذاته، قالت تقارير إعلامية أن إيران تسعى لإجراء حوار مباشر مع المملكة العربية السعودية، في ظل الضغوط الدولية التي باتت تتعرض لها طهران نتيجة سياساتها بالمنطقة.
وذكرت صحيفة “عالم الاقتصاد” الإيرانية، إن الرئيس حسن روحاني، طلب من سلطنة عمان، إيصال رسالة إلى قيادة المملكة، مفادها استعداد طهران للحوار بشكل مباشر مع الرياض دون أي شروط.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر رافقت روحاني خلال زيارته الخليجية، إن زيارة الرئيس الإيراني حملت رسائل مهمة في ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها المنطقة. أولها الاستعداد للحوار دون قيد أو شرط مع دول الخليج خاصة المملكة، وثانيها تحييد التهديد الإقليمي في ظل التهديدات العنيفة التي تصل طهران عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في السياق ذاته، نقلت صحيفة “آرمان” التي توصف بأنها “إصلاحية” عن المحلل السياسي الإيراني قاسم محب، قوله، إنه من المؤكد أن روحاني مهتم بالنظر في إمكانية وقدرة سلطنة عمان والكويت على إعادة ترتيب العلاقات الخليجية الإيرانية التي تدهورت بشدة بعد استهداف محتجين إيرانيين للبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، إن إيران باتت على استعداد لإجراء حوار مباشر مع السعودية، مقابل تقليص الدعم الإيراني للحوثيين كبادرة حسن نية لتذويب الجليد بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن محلل سياسي إيراني -لم تسمه- قالت إنه قريب من الحكومة الإيرانية، قوله، إن الخطوة الرئيسية الأولى لخفض التوترات مع السعودية وأسهل حل وسط هو اليمن وليس سوريا.
وأضاف المحلل أن إيران لديها استعداد لإجراء تسوية في اليمن عن طريق خفض مساعدتها للحوثيين، والدعوة لوقف إطلاق النار، وإجراء محادثات “يمنية-يمنية”.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني، أجرى زيارة لكل من سلطنة عمان ودولة الكويت، أجرى خلالها مباحثات مع قيادة البلدين، حيث تعتبر الزيارة الأولى من نوعها لروحاني إلى دول الخليج، وهي الزيارة التي اعتبرها مراقبون محاولة أخيرة من طهران لإصلاح علاقاتها المتوترة مع الخليج وخاصة المملكة.