بقلم / مايكل عزيز البشموري
الجزء الثالث : السر العظيم
– المطران : صحيح أنك ذكرت فى إنجيلك بأنك « أَتَـيْتُ لِتَكونَ لَهُم حياةُُ ولِيَكُونَ لَهُمْ أَفضَل » ، ولكن دعنى أسألك
إذا كان لدي شعبك البائس حياةً أفضل ، فهل حقاً كانوا سيتبعونك ؟ .. لا أعتقد .. سأكون أكثر وضوحاً معك
سوف أشرح لك عن السر الرهيب الذى لا يعلمه الكثيرون .. سر يُمثل جوهر المسيحية يا مُخلصى
هل تعلم ما هو هذا السر ؟
يسوع : ما هو ؟
المطران : « التجربة على الجبل » !
يسوع : كنت أعلم بذلك مسبقاً .
– المطران : بالتأكيد تعلم ذلك لانك فاحص القلوب والكلى ، ولكن ما لا تعلمه يا سيدي أن الشيطان الملعون
سألك ثلاثة أسئلة بعد صومك المبارك لمدة أربعين يوماً، وقد أجبته بثلاثة إجابات مختصرة ، ولكن هل مازلت تتذكر تلك الاجابات ؟
– يسوع : بالطبع أتذكرها … الإجابة الاولى : « ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكلمة كلمة من الله » .
الإجابة الثانية : « لا تجرّب الرّب إلهك » .
الإجابة الثالثة : « للرب إلهك تسجد، وإيّاه وحده تعبد » .
– المطران : أحسنت يا سيدى .. تلك الاجابات المحورية تُمثل جوهر رسالتك السماوية التى بشرتنا بها
صمت المطران فجأة ثم قال ساخراً : ونحن تلاميذك اليوم قد عملنا بكل جهداً على فعل عكس
ما ورد بتلك الاجابات .. ثم تعالت ضحكات المطران !
– يسوع مبتسما : كنت أعلم بأنك ستقول ذلك أيضاً .
– المطران : هذا هو « السر العظيم » الذى حدثتك عنه .
– يسوع : هل كل إجابة من الاجابات الثلاث تُعد سراً .. أهذا ما تريد الإفصاح عنه ؟
– المطران : بالتأكيد
– يسوع ساخراً : ولماذا لا تضيف تلك الأسرار الثلاثة مع أسرار الكنيسة السبعة ؟ !
* ضحك المطران ويسوع على تلك العبارات فقال له المطران : أراك يا يسوع بأنك ما زلت تحتفظ بروح
الدعابة الانسانية … صمت المطران قليلاً ثم نظر في أعين يسوع البريئة ، وقال له بصوت لا يكاد أن يُسمع :
« هناك يا مخلصى أسرار لا ينبغي أن يعلمها عامة الناس » . ثم استطرد حديثه :
« إن الروح الشريرة التى خاطبتك في الصحراء والعروض الثلاث التى عرضها عليك في تساؤلاته
تُمثل « الحقائق الانسانية »
التى يسير على خطاها معظم البشر ، وهنا من الطبيعي أن يقبل أي إنسانا عادى بإحدى تلك العروض الثلاث
أما أنت يا سيدى فقد تمردت على النفس البشرية ، فتلك الاسئلة التى ألقاها عليك ذلك الروح القوي العميق بالبرية
تشهد بأن الامر لم يكن أمر عقل إنساني عادي ، بل أمر فكر خالد مطلق
ذلك كون الأسئلة تشتمل في ذاتها تاريخ الانسانية ، وتقدم رموزا ثلاثة تنحل فيها جميع تناقضات الطبيعية الانسانية
التي لا سبيل إلى حلها ، فتلك الحقائق لم تكن ظاهرة آنذاك ظهورا واضحا ، لان التطور الذي تطوره العالم بعد إذن لم يكن معروفا ، أما الان ، بعد إنقضاء ألفين عام من مجيئك ، فإننا نري أن كل شئ قد تضمنته
وتنبأت به تلك الاسئلة الثلاثة قد تحقق تحققاً يبلغ من الكمال والتمام ، وهنا ينبغي القول بأننا لن نستطيع أن نضيف اليها شيئا أو ان نحذف منها شيئا بعد اليوم .
يسوع : ماذا تقصد بعبارة « الحقائق الإنسانية » ؟
المطران : هذا سيجعلنا نتحدث عن السر الاول من « السر العظيم » !
يسوع : هل تقصد بذلك التجربة الاولى ؟
المطران : بالضبط .
يسوع : ماذا تود أن تشير ؟
المطران : سأقول لك .
للحديث بقية .