تقرير/ نائل نبيل
سعد يوسف هو أحد أبناء مصر الهاجرين بفرنسا منذ سنوات عده، حمل على عاتقة مسئولية أن يكون سفير لمصر بفرنسا، يضيء النور نحو كل ما هو جيد عن مصر، وإعطاء صورة ذهنية مضيئة عن مصر بداخل الوسط الفرنسى الذي يعيش بداخلة ويعمل فيه، يحمل أفكار مستنيرة ورؤي إقتصادية واجتماعية وثقافية، يسعى جاهدا لنشرها بوسط الفرنسيين ذاتهم والجالية المصرية المقيمة بفرنسا.
وله العديد من التحفظات والتخوفات حول العديد من الأمور المتعلقة بمستقبل الجالية المصرية بفرنسا وأهم المشكلات التى تواجهم، والتى سوف نسردها فى السطور القادمة كما عبر عنها ولخصها في محورين:
«المحور الأول لعبه المصالح بداخل أوساط الجالية المصرية، والتي تهدد بشكل بما لا يدع للشك مستقبل المصريبن في فرنسا».
« المحور الثانى دور الدولة والتي تمثلها السفارة تجاه أبناء الوطن من المهاجرين، وضرورة أن يكونوا تحت مظله ورعايه الوطن الأم من خلال المتابعة الدورية لهم من خلال قنصليات وسفارت مصر بالخارج، لأنه حق أصيل لنا، ويتبع فى كافة الدول المتقدمة مع أبنائهم من المهاجرين بكافة بقاع الدنيا».
وبدأ سعد يسرد رسالة مهاجر مصرى بفرنسا للأهرام الكندي فقال:
من ضمير وطنى وحرصآ مني علي وطني وأبنائه المهاجرين، هو ما جعلنى أبحث في ملف مشكلات الجاليات المصرية المهاجرة بفرنسا، واختص منها ما هو الأكثر تعقيدآ، فوجدت إن الجالية المصرية بفرنسا تعاني من الكثير من المشاكل أهمها:
الصورة الذهنية السيئه للجالية المصرية فى المجتمع الفرنسي، وذلك بسبب تصدر المشهد العام من قبل أصحاب المصالح الخاصه من أبناء الجالية ذاتهم، التي تبحث عن المصلحة الخاصة وليس عن مصلحة الجالية ذاتها، ومن يربأ بنفسه من تلك الممارسات يكون خارج إطار الصورة.
وأضاف إن رصدى لذلك لم يأتي من فراغ، بل هو كان نتاج تجارب شخصية عده، لخصت حال جاليتنا المصريه في باريس، فتجربتى الشخصية مع الجالية المصرية بفرنسا، جعلتنى أعرف الكثير عن الجالية، وما يحدث فيها وكيف تتعامل فى الأمور المتعلقة بأبناء الحالية ذاتهم، فمن الطبيعي إن كلمة جاليه تعني الوحدة والتواصل الإجتماعي بين أعضاء وأبناء الحالية، ولكن إكتشفت إن هذا المفهوم ليس أكثر من تعريف علمى مكتوب علي ورق، ولا يتم تطبيقة على الأرض بشكل واقعى وملومس.
وعن أسبابه التى بني عليها وجهة نظرة في تلك المشكلة قال:
إن السبب الرئيسي في هذه المشكلة يرجع إلى القصور الشديد في دور القنصلية المصرية أو السفارة المصرية بفرنسا، من حيث آلية و أسلوب التواصل مع المغترب المصري، بل إن الأمر يقتصر علي التواصل مع أصحاب البزنس والكيانات والجمعيات الخارجيه، التي وإن حملت أسماء ومسميات مصرية، لكن في الواقع ليس للدوله المصرية أي سلطة عليها، لأن إنشاء تلك الجمعيات يخضع للقانون الفرنسي وليس للقانون والمصري، وأصحاب تلك الجمعيات من مزدوجي الجنسية، وهم للأسف الشديد يتاجرون بإسم مصر للحصول علي معونات ودعم من الأتحاد الأوروبي، وغيره من المؤسسات المانحه والقليل منهم من يقوم بدور فعال وإيجابي تجاه مصر وتجاه أبناء الجالية وأقول وأؤكد القليل جدآ منهم.
وأضاف: إن من هنا تبدأ الفجوة بين وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج من جانب، وبين أباطرة تلك الجمعيات من جانب أخر، ولا يمكن إجبار أحدهم أن يقدم ما يفيد بطبيعة نشاطة لأجهزة الدولة المصرية ذاتها، برغم إنه مصرى ويحمل أسم مصري، ولكنه يتاجر في الإعلام بقضايا مصر، ويقتصر دورهم المصرى في الوقفات والفعاليات الرمزية بميادين باريس، ثم يبدأ يصرح أحدهم في الإعلام المصري ويشيد به، كما ولو إنه الفارس المغوار الذي جاء لرعاية مصالح مصر والمصريين في الخارج.
والغريب في الأمر إن هؤلاء هم من تعترف بهم السفارة المصرية فى باريس وتقدم لهم كافة التسهيلات في كافة الأمور!
وأضاف سعد؛ أنا كمواطن مصري لا أحد يعرف عني أي شي من قبل السفارة ذاتها، أين أعيش مثلا؟ أين أعمل؟ أو حتي أي وسيله تواصل بيني وبين سفارتي التي هي تعتبر بيتي ووطني في الغربه كما هو الحال في تعامل السفارات الأجنبيه مع مواطنيها في مصر أو في أي مكان بالعالم؟!
وعن طبيعة دور السفارة المصرية فى باريس ومدى تواصلها مع المصريين أثناء فترات الإجازة لزيارة الوطن قال سعد:
أتذكر موقف حينما كنت أعيش وقتها أنا وأسرتي في القاهرة، أثناء قيام ثورة 25 يناير، وفي سخونة الأحداث وحالة التدهور الأمني في مصر حين ذاك، أتصل بي أحدهم وقال لي نحن رجال أمن تابعين للسفارة الفرنسية في القاهرة، ونظرآ لسوء الحالة الأمنية هذا رقم طوارئ اذا أردتم أي شيء نحن سوف نقوم بتقديم الدعم وضمان سلامتكم، فكان ردي عليهم حين اذ إنني في بلدي وجيشي يحميني وأشكركم علي لفتتكم وأهتمامكم، وهذا ما لا لم اجده من العاملين بسفارتى بفرنسا!!
وأضاف مرت السنوات وتغير الحال وقررت العيش مجددآ والأستقرار في فرنسا، وكما هو متبع في جميع دول العالم أردت التواصل مع سفارتي لإبلاغهم وتسجيل إسمي بداخل سجلات القنصلية، لكن صدمت حينما سمعت ردآ من موظفي القنصلية في باريس يقول، إنه لا يوجد هذا عندنا هذا الأمر، وإذا أردت أي خدمات عليك أن تتابع الموقع الإليكترونى للسفارة! تعجبت في الحال!! وصعبت علي نفسي وتخيلت إن فى حالة إذا وقع لي أو لأسرتى حادث أو أي شي لاقدر الله، كيف سوف تعلم به سفارتي في هذا التوقيت وتسرع لنجدتى؟!
ولماذا لا يوجد قاعدة بيانات محدثة بشكل دورى بداخل السفارة تخص المصريين ليتم التواصل معهم دوريآ لمعرفه حالتهم والأطمئنان عليهم كما تفعل معنا السلطات الفرنسية حينما نكون خارج الأراضي الفرنسية؟!
وعن إجراءات إستخراج الأوراق الرسمية من القنصلية المصرية بفرنسا والصعوبات التي تقابل المصرى المهاجر بفرنسا يتحدث ويقول:
يعتبر إستخراج الأوراق الرسمية من أهم المشكلات الصعبة من الناحية الإدارية التي تواجهنا، فالوضع سيئ جدآ، وعلي سبيل المثال كان مولد إبني في القاهرة وتم إستخراج شهادة الميلاد الفرنسيه من القنصليه الفرنسية بالقاهرة في الحال وفى أقل من خمسة دقائق، وبناء علية تم طلب جواز السفر الفرنسي في نفس اليوم بعد تقديم المستندات المطلوبة من علي موقع السفارة الفرنسية بالقاهرة، وتم إبلاغى بعد إتمام تقديم الأوراق المطلوبه، بأن جواز السفر سوف يأتي في حقيبة دبلوماسية في غضون عشرة أيام من تاريخ تقدم طلب الحصول علية.
وبالفعل بعد مرور العشرة أيام أتصل بي أحد موظفي القنصلية الفرنسية بالقاهرة لإستلام جواز السفر الخاص بأبنى.
ولكن علي المقابل وأنا في باريس أردت أن أستخرج شهادة ميلاد إلكترونية حديثة لأبني، ولكن تلقيت الرد من موظفي القنصلية المصرية في باريس بدون صدمة لأنني كنت أتوقع رد الفعل الإدارى هذا، وكان الرد كالآتي رغم التكلفة المالية المبالغ فيها ولكنها ليست المشكلة، وإنما المشكلة الأكبر كانت فى موعد ومدة حصولى على المستند والتي كانت في أسرع مدة هى بعد «٦ أشهر» من تقديم الطلب!!
وتساؤل سعد لماذا لا يكون هناك آليات لا مركزيه لا تحتاج الرجوع للمصالح والهيئات الحكومية بمصر، طالما أن ختم القنصلية معتمد؟ ولماذا لا يكون هناك شبكة تواصل وبرنامج تنسيق بين القنصةليه وشبكة الأحوال المدنيه في مصر لتقديم خدمه سريعه للمواطن المصرى المهاجر، وبخاصة نحن نعيش في العام 2017؟!
وأستطرد قائلآ؛ لماذا نقلص تلك الأمور والخدمات فى شكل تاجر الشنطة القادم كل سته أشهر حاملا كم متراكم من الطلبات والمستندات الخاصة بنا سواء قادمة من مصر أو مقدمة لمصر؟!
وعن أخطر المشكلات من وجهة نظرة والتي يعانى منها أبناء الجالية المصرية بفرنسا قال:
المشكله الأخطر هي نابعة أو أمتداد طبيعي لمشكلة عدم معرفة السفارة المصرية بفرنسا بمعلومات عن أبنائهم المصريين من الجالية المقيمين بفرنسا، حيث ترتب عليها مشكلة كبيرة تصل إلي حد الكارثة، وتكمن في إن مسئولي السفارة المصرية بفرنسا لا يكون لديهم علم ايضآ بأعداد المصريين المقيمين بفرنسا من ذو الإقامة غير الشرعية، وهم للأسف النسبة الأكبر من المهاجرين سواء من الذين كانوا قادمين عن طريق مهربي البحر، أو عن طريق كسرهم لفيزا دخول منطقة الشنجل سواء كانت من ايطاليا أو اليونان أو حتي أسبانيا وغيرها، ومن يتحكم في هؤلاء هو صاحب العمل، وغالبا هم من أطلق عليهم أباطرة البزنس والمصالح، ويكون نشاط أو عمل هؤلاء المهاجرين بطريقة غير شرعية بفرنسا، في مجالات المقاولات وأعمال التشطيبات وسوق الخضار والفاكهة، وكل وأي شاب فقير يريد أن يأكل عيش وترك بلدة، ليواجة خطر الموت في البحر، وللأسف هذه المشكلة الشائكة يتهرب من مسئوليتها كل موظفي القنصلية المصرية بفرنسا!
وعن خطر هذه الظاهرة علي أبنائنا من المصريين بالخارج سواء فى فرنسا أو في اي دولة فى العالم يقول سعد:
تخيل معى شباب ينام في شوارع أوروبا بلا مأوي، بالتأكيد سوف يكون مجبر وليس مخير لأن يرضخ للعديد من الإغراءات التي تقوده الي مخاطر وكوارث، بل بعضهم بيسعي للطريق السهل في الحصول علي إقامة شرعيه بطلب لجوء سواء كان «سياسي أو ديني»، وبالتالي يكون هؤلاء الشباب عرضه للسيطره عليهم وإجبارهم علي الحشد مثلا فى المظاهرات بفرنسا والتي تخدم سياسات معينه وبالتأكيد كلها أشياء تستخدم ضد الدولة المصرية أو لتحقيق مكاسب سياسية أو إجتماعية أو إقتصادية من قبل منظمى وداعيين هذه المظاهرة، و وبالتأكيد حينما يطلب من هؤلاء الشباب في تلك الظروف والتشرد في الشوارع هذا الأمر فى مقابل بعض الأموال فإنهم سوف يوافقون علي ذلك الطلب، وكلآ بحسب الظروف والوضع السياسي الأيديولوجية الفكرية المنظمة والداعية للمظاهرة كما أشرت قبل سابق، فيتم تقديم مثلآ هؤلاء الشباب في الإعلام الفرنسي والعالمي علي إنهم ممثلي عن الجاليه أو يتحدثون بإسم الجاليه، أو إنهم ضد سياسة الدولة المصرية … إلخ.
وعن إصدار قانون منع ترشح حاملي الجنسية المزدوجة في البرلمان يقول سعد:
حينما تم التنويه عن إصدار قانون منع ترشيح حاملي الجنسيه المزدوجة في البرلمان خلع الكثير من أبناء الجالية المصرية بفرنسا قناع الوطنيه، وبدؤا في إبتزاز الدولة المصرية ومحاولة لي زراع مصر، بل وصل الأمر مساومتها مقابل إستمرار تحويلات العملة الأجنبية لمصر، فقال أحدهم إننا نحول ما يقرب من “20 مليون يورو سنويا” فكيف ليس يحق لنا الترشح؟!
وأسأل هل الوطنية والدفاع عن الوطن وخدمته والإنتماء له يكون مقتصر على حصولهم علي مقعد بداخل البرلمان؟!
وعن الحلول التي يراها مناسبة لكافة تلك المشكلات قال سعد:
ضرورة الإهتمام وتفعيل دور القنصليات والمراكز الثقافيه لربط المصري المغترب بوطنة، وذلك دون الحاجة إلي لجوء بعض أبناء الجالية بفرنسا من الذين يحترموا سمعة وطنهم ويحترمون أنفسهم، إلي هؤلاء من أصحاب المصالح والتي لهم كلمة مسموعة بداخل القنصلية المصرية بفرنسا، فنحن للأسف أصبحنا بفرنسا عبارة عن مجموعة منقسة لعدة فرق، وكل فريق تابع إما لرئيس جمعية أو نادي أو إتحاد أو حتي جبهه، ولا يوجد وسيلة تفاهم أو تواصل بين هؤلاء مع بعضهم وهنا أشير إلي هؤلاء الأباطرة فكل منهم له أسلوبه، والمزايا التي يقدمها لموظفي السفارة أو حتي إلي بعض موظفي هيئة الاستعلامات، سواء كانت دعوات أو هدايا، حتي بعض الإعلاميين أيضآ يتم دعوتهم للحصول منهم علي الدعم الإعلامي من هؤلاء الإعلاميين.
ولهذا دائما ستظل صورتنا كما هي عليها وأتمني تفعيل دور المركز الثقافي المصري لعمل حوار شامل والأستماع لمشاكل المصريين وأن لا يقتصر نشاط المركز رمزيا علي تنظيم المعارض المصرية، لأنه للأسف يتم توجيه دعوات خاصة تكون فقط لهؤلاء الأباطرة، وأنا من حقي كمواطن أن أهدي إبني هدية رمزيه قادمة من مصر.
وطرح سعد تساؤل مشروع وقال:
لماذا يتم إختيار أبناء هؤلاء الأباطرة للذهاب إلي مصر علي نفقة الدولة في وقت الدولة هي الأحق بهذه الاموال، فى ظل الظروف الإقتصادية التي يعانى منها الإقتصاد المصري؟!
وأضاف إن لم تتغير سياسة ومنهج موظفي القنصلية المصرية بفرنسا مع أبناء الحالية، وعدم إعتبارهم بنك تحويلات، ويتم إستغلال قله حيلة البعض من أصحاب الإقامة غير الشرعية، فيتم سحب مبالغهم في حين يتم الإتصال بتابع لهم في مصر لتسليم قيمة المبلغ لذويه بالعملة المصرية، إذن عن أي تحويلات تتحدثون؟! هذه تسمي تجارة ولعب بفرق سعر العملة. وقال سعد؛ “نحن فقط مصريين نعشق تراب مصر ولكن أمنحونا الفرصة لكي نعشق مصر، وأريد أن أقول لأبني ذو السبعة سنوات مصر هي الملجأ والملاذ الأول والاخير.
بهذه الكلمات أنهي «سعد يوسف» حديثة عن مشاكل الجالية المصرية وعن أمنيته أن يظل الجيل المصري المغترب حامل لواء الإنتماء لبلاده مهما بعدت المسافات، وحتي يظل هناك إنتماء من الجيل القادم، ولهذا يجب أن يروا وطنهم الراعي لهم والمتمثل في السفارة والقنصلية، ويهتم بهم وبمشاكلهم ومشاكل أسرهم، فكل ما نتمناه هو أن نري تحرك حقيقي من القنصلية ومن جميع الجهات المعنيه لحل مشاكل المصريين بفرنسا.