بقلم / جرجس بشرى
لا أحد يستطيع التشكيك في وطنية رجل الأعمال المصري ” نجيب ساويرس” برغم كل الحروب محاولات التنكيل والتشوية وأحيانا الخيانة التي يقودها في رأيي مجموعة من المرتزقة وأصحاب المصالح الذين يريدون ابتزاز الرجل والحصول على ما يمكن الحصول عليه من مال ، فتارة نرى بعض المرتزقة والمتشددين يصفونه بمهاجمة الإسلام زورا وبهتانا ويدعون إلى مقاطعة منتجاته ، ثم بعد ذلك تنكشف جليا كذبهم وخداعهم على الملأ ، فمعروف أن الرجل من أشد الشخصيات التي تحترم الإسلام والمسلمين وقد رأيناه وهو يقبل يد الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ، وقد رأينا أيضا حزبه ” المصريين الأحرار” ينظم احتفاليات في ذكرى الإسراء والمعراج ويكرم حفظة القرآن الكريم ، واتذكر أنني في وقت الاتهامات الملفقة للمهندس نجيب ساويرس بإزدراء الإسلام على خلفية الرسوم الكاريكاتيرية ” ميكي باللحية وميمي بالنقاب ” من قبل مجموعة من المتشددين الذين كانوا يستهدفون الرجل إقتصاديا وعام على عومهم مجموعة أخرى من المرتزقة تلاقت أهدافهم الرخيصة مع أهداف هؤلاء المتشددين كشفت ولأول مرة في خبر صحفي أن هذه الرسوم المسيئة والمستنكرة لم تكن من رسم ساويرس بل أن أول من نشرها كان موقع سعودي نشر هذه الرسوم بمناسبة افتتاح فرع ديزني لاند بالرياض بالمملكة العربية السعودية ولم يتحرك أحد في السعودية لإدانة هذه الرسوم ، وأيضا يذكر التاريخ لرجل الأعمال نجيب ساويرس أنه تحمل وعائلته كافة صنوف التهديد والوعيد ومحاولة الذي وصل إلى الإضطهاد في عهد حكم جماعة الإخوان وكيف كانوا يريدون مصادرة أمواله والقضاء على هذا الصرح الإقتصادي الكبير الذي يخدم الدولة المصرية ويساهم في بناء الإقتصاد وتوظيف الشباب المصري دون تفرقة وربما لا اكون مبالغاً إذا قلت أن نسبة العاملين في شركات نجيب ساويرس من الإخوة المسلمين بنسبة تصل إلى 90 % من العاملين وهذا بشهادة ساويرس نفسه في أحد الحوارات الصحافية ، ولعل ما دفعني لكتابة هذا المقال برغم كتابتي لأكثر من مقال عن ساويروس كان آخرها مقال كنت قد كتبته أثناء الخلافات بينه وبين الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي ، هو ما وصفه ساويرس بتعرضه للخيانة بعد الإطاحة به من حزبه المصريين الأحرار .. هذا الحزب الذي أسسه من ماله وعرقه ليكون نواة حقيقة للمواطنة والليبرالية في مصر ، وفي الحقيقية أنا شخصيا لم أكن مصدوما ً أو مندهشاً مما حدث في الحزب ، ولم تفاجئني الأبيات الشعرية التي كتبها ساويرس نقلا عن الإمام الشافعي بعد الإطاحة به وهي ” لا تأسفن على غدر الزمان الزمان لطالما ، رقصت على جثث الإسود كلاب ، لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ، تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب ” ، وذلك لان ساويرس وثق وسلم زمام حزبه لمن لا يستحقوا ، نعم ، هذه حقيقة يجب أن يضعها ساويرس في الإعتبار عن إعادة بناء وترميم وتنقية هذا الصرح الكبير من جديد ، حيث اخترق الحزب بطريقة ناعمة ووجوه مقنعة بعض الطامحين إلى الشهرة وأصحاب المصالح ، والهليبة ، والهتيفة ، وبعض الذين كانوا يلعقون أحذيته على مرأى ومسمع من الجميع ليغرفوا من نعمته ويشبعون جوعهم ويروون ظمأهم من حالة الحالة التي كانوا عليها قبل أن يصنعهم ساويروس ويجعل منهم شخصيات مشهورة ومنهم من وصل للبرلمان باموال ساويروس التي كان يصرفها بسخاء عليهم غير عالم أنهم سينقلبون عليه بعد أن وثق بهم ، ومنهم من تم استقطابهم لضرب الحزب بنيران صديقة لكتم صوت الليبرالية والتعددية الدينية والثقافية والحضارية في مصر ، لقد حدثت عملية الإنقلاب على ساويروس من قبل البعض بطريقة تكتيكية للوصول لهدف استراتيجي اكبر واشمل وأعم يحقق لكل أعداء ساويروس واعداء الليبرالية حلمهم في التخلص من الحزب والرجل في خبطة واحدة ، عن طريق اختراق الحزب بشكل ممنهج من بتيارات تابعة للسلفيين والحزب الوطني بل وانصار الأخوان ، ثم التخلص من المؤسسين القدامى والإطاحة بهم ، وإحلال شخصيات موالية للأذرع المخترقة ليتم الإطاحة بساويروس في النهاية ، وإنني على ثقة بان ساويروس قد تعلم الدرس جيدا ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، ومطلوب منه على الفور التخلص الاجنحة التي اختطفت الحزب لحسابها الخاص لتنفيذ اجندات بعيدة كل البعد عن اهداف الحزب السامية ، وعليه أيضا أن يعي جيداً أن الثقة تصنع ولا تمنح بسهولة لأي أحد ، وان على الإنسان وهو في العمل العام أن يتعامل مع الناس بحرص وحذر حتى في الكلمة ، وأن على المرء أن لا ينخدع بالأقنعة والكلام المعسول ، وكلي ثقة في أن نجيب ساويرس لم ولن يلقي سلاحه يوما لانه في رأيي رجل المعارك الوطنية الشريفة ، وهو قادر من خلال هذه التجربة التي هي ربما بمثابة الضارة النافعة أن يستعيد حزبه ويعتمد على كوادر واعية ومشهود لها بالنزاهة والسيرة الحسنة وأن يبعد عن الهتيفة والمطبلين والمبخرين ولاعقي الاحذية الذين يتهافتون على أمواله وبعد الحصول على مرادهم ينقلبون عليه بطرق عدة ، فلكل جواد كبوة وكلي ثقة في أن ساويروس سيقوم من هذه الكبوة قويا مرفوع الرأس كما عهدناه في كل معاركه الوطنية …
gergesboshra98@yhoo.com
الوسومجرجس بشرى
شاهد أيضاً
ومازال فى العمر بقية
كمال زاخر٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤ سويعات وتُطوَى صفحة ٢٠٢٤؛ الصاخبة الغاضبة، الحالمة احياناً، والتى لم تختلف …