الإثنين , ديسمبر 23 2024

النهر الخالد بيصرخ : أنا بقيت “ترعه” ياغجر !!!

بقلم : جرجس ثروت

جيل مواليد السبعينيات يعرف كويس طلمبة المية وكان ميتها ولا عصير القصب في حلاوتها وبرودتها طالعة من جوف الأرض تشفى العليل وكان طعمها ينافس ويغلب جمال وعذوبة مية النيل كانت معدنية 100% لغاية قبل ما يعرف بسلامته طريق البيت المسلح وبيارات صرف المية , كانت ثروة قومية وضاعت بين صبح وعشية المية دي كان ممكن تتصدر ومن خيرها وفلوسها نعمل مجارى وعليها نقدر بدل المطوحة بالعشر سنين واكتر , لكن هنقول إيه ولمين , والكبير قال خلينا ساكتين وهى الحكومة هتجيب من أين ؟ ومع أننا بندفع آلاف الجنيهات سنويا لجرارات الكسح وعربياته تجى تقوله : نجمع قرشين جهود ذاتية عشان نمشى موضوع المجارى يقولك من أين وأدى حالي , مع إن لو كل بيت وشقة دفعت ألف جنيه الأمور تمشى وتساعد الحكومة اللي دولابها وقف ومش عاوز يمشى , ولو فاقد الثقة خلى الفلوس معاك في كل شارع وادي المقاول منك ليه عشان ما تندمش ولا تقول الفوس راحت فين وتقضى ليلك تفكر محتار ولا تنامشى , بقى عشان شوية مواسير ومحطات رفع ضيعنا المية الجوفية والفلوس معانا بدل الجنيه مية , عاوز تستنى الميزانية هتقعد دهر وهتتوفى من غير ما تحضر الساعة دية , ولو قعدنا نتحدت عن المجارى ولا هتكفينا الصفحات دى والقرية دى محتاجة وهنا كمان فيه منطقة سكنية مع إن في بلاد البشر المنطقة بتتخطط خدمات ومجارى قبل ما فيها مسمار يتدق لكن هنا فيه الحداقة والحدق , حتى النهر الخالد من أذاهم لم يسلم والتفة الصبية دلوقتى بقت فيه , والحاجة تتقضى وتتصرف جوا المية , كلام صحيح يقرف وناس اقل ما يتقال عليها إنها بلاد تخلف , عمنا بسلامته راكب المعدية وفين في الأقصر بلد السحر والموال والمغنواتية , يجرى ريقه يا ولداه ويقوم ويتمخط ومن غير حتى ما يكلف نفسه يقوم تافف في المية , ويبص فيه اجنبى تايه يتيم جاى من البر الغربي يا ولداه بعد ما بقت السياحة في خبر تاه , ويستغرب ليه يعمل كدا المعلم ويتعجب ويقوم يقدم رجل ويأخر التانية ويطلع من شنطته علبة مناديل عشان بسلامته , وكان نفسي ارد عليه التفة وتبقى فرجة علينا وواحد فينا يتوفى , اتطلعت حواليا عشان ألاقى دكر يقول: يا عم الحاج عيب وقبل ما أتف فكرت حسبتها في ثواني لقيت نفسي هطلع أنا غلطان , وهيقولك يا عم دا نيل جارى وما قدرتش غير على الراجل الغلبان , وافتكرت جدى رمسيس وإيمانه بالنيل حابى وقلت يعنى جات على التفة إذا كان فيه صرف مصانع وكيماويات منها الناس بيجيها فشل كلوى وتتوفى , واللي يسمع عن البلاوى دى تهون عليه التفة ويبقى التف ارحم بكتير, نقطة المية امانة واحنا بتروح على البحر اطنان مليانة في كل ثانية وكل دقيقة مع إن يمكن يجى اليوم اللي فيه عشان المية نحارب , ويا عالم ساعتها هنقدر وهيبقى المصري مغلوب ولا غالب , علموا عيالكم يعنى إيه نقطة المية قبل ما يجى اليوم اللي فيه ندور عليها باليد المليانة من العملات ونحتار ساعتها ولا تبقى فيه بطون من القوت ولا من المية مليانة , مدن ومحافظات البحر الأحمر كنوز عمرانة ومحتاجة لكل نقطة مية وعطشانة , بلد زى الغردقة ولا مرسى علم ترابها يساوى مليارات عايشة على خطين عواجيز طالعين على المعاش كمان سنتين , مع إن لو اشتركت البلاد ومجالسها المحلية وشوية عليك وشوية عليا مع اشتراكات السكان نقدر نوصل لها ترعة فشر ترع محمد على , بلاد تانية لو عندها النيل كانت تخليه يلف دوار يخضر الصحارى ولا تصرف منه في البحر امتار, اتلوث النيل اللي جدنا كان يحلف في محاكمة الموتى ويقسم إنه لم يلوث مياهه , النيل ما يخبرش قيمته زين غير المصري الأصيل ابن البلد دى وأبوه النيل وياما سهر عليه وغنى المواويل , لكن الغريب جاهل ولا لقيمته وتاريخه يعرف وتلاقيه من نسل وجنس تانى تاريخه يقرف  واللي يروح مراكز الكلى ومستشفيات الغسيل يخبر زين ان يلوث المية مجرم ولو علقوه على المشانق يبقى قليل عليه واللي ساكت عليه اجرم .

جرجس ثروت – عضو اتحاد كتاب مصر

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.