انها للوحة فنية شهيرة حيث اشجار البساتين المتراقصة تنثر اوراقها لتلون الكون بدرجاتها ما بين حمرة و صفرة .. و هذا المشهد ليس بجديد على ابصارنا بل انه قديم بقدم الزمان و لكن فى كل مرة له اطلالته الفريدة التى تطلق بمكنونات النفس السحيقة.. و لكن سرعان ما تهب تلك الرياح الباردة لتسدل الستار على هذة اللوحة الرائعة معلنه انتهاء فصل الخريف و بداية الشتاء فصل التأمل و السكون و لكن بغض النظر عن وجود من يستبشر بفصل المطر الموشح باللون الرمادى و الغيوم الملبدة و حبيبات المطر البلورية و اولئك من تسحرهم لحظات السكون و هو جالسون حول موقد يشتعل يشعرهم بلذة الشعور بالدفء الا ان من ترافقهم طوال فترة الشتاء منذ ان يهل الى ان ينقضى حالة من الحزن و الكأبة و الشعور بالضيق من هذة الاجواء فينتابهم احساس بالكسل الشديد و قلة النشاط و الصداع و الارهاق و صعوبة فى القدرة على التركيز و التذكر و رغبة ملحة فى النوم ,, و تناول الكثير من النشويات و السكريات فيعانون من زيادة فى الوزن .. و قد يتفاقم الامر الى ان يشعر الفرد بتدنى قيمته الانسانية فيصل الى حد الانتحار .. و هذة المتلازمة من الاعراض .. تسمى بالأكتئاب الشتوى
و فى هذا السياق يوضح لنا ا.د احمد عكاشة استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس اهم ان الاكتئاب الشتوى ليس اطضرابا نادرا بل يحل على 20% من سكان العالم و اهم اسبابه قلة كمية الضوء التى يتعرض لها الفرد فى الشتاء فتؤدى الى خلل فى مستوى هرمون الميلاتونين الذى تفرزه الغدة الصنوبرية و هذا الهرمون يلعب دورا محوريا فى الحفاظ على الحالة النفسية للانسان
و ايضا اكد خبراء منظمة الصحة العالمية ان الميل نحو الكسل و قلة الحركة فى الشتاء بسب التأثيرات المناخية تعد عاملا قويا فى احداث الاكتئاب النفسى فى الشتاء
اما عن خطوات المقاومة و العلاج تقوم على ثلاثة محاور تعمل معا :
العلاج الضوئى : كشف العلماء عن هذة الطريقة و تتمثل فى تعريض الفرد لضوء مصباح لمدة زمنية محددة و دلت الدراسات النفسية ان هذة الطريقة حققت تحسنا ملحوظا فى علاج مرضى الاكتئاب الشتوى
العلاج الدوائى : تستخدم بعض مضادات الاكتئاب و الادوية التى تحتوى على النواقل العصبية و ذلك تحت اشراف طبيب نفسى مختص
العلاج النفسى بالكلام : هنا يشرح الاخصائى النفسى للمريض كل ما يتعلق بحالته و يعطيه بعض التعليمات التى تخفف من حدة الاعراض
و هذة بعض من نصائح خبراء علم النفس التى بدورها تخفف من آثار الاكتئاب الشتوى
التعرض لضوء الشمس و ذلك بالمشى فى الصباح وقت الشروق
زيادة الانارة داخل البيت بفتح النوافذ و زيادة المصابيح الكهربائى
الاكثار من الانشطة الاجتماعية و البعد عن العزلة , استخدام الالوان الفاتحة فى المنزل فى المفروشات , الدهان, اللوحات .. الخ
التقليل من تناول النشويات و السكريات و الاكثار من الاسماك و الخضروات و الفواكه الطازجة
بهذا لم يعد الشتاء ذلك السجان الذى يحجب البسمات و يقتل ضحكات القلوب و لا تعد بعد تتمكن لياليه القاتمة من ان تكسب الانات بداخل نفوسنا فعلينا ان نتعلم كيف نستمتع بسكون الشتاء فى التأمل و الاسترخاء و اعادة تنظيم حياتنا لنجعله ربيعأ اخضر مزهرا
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
الوسومماريا ميشيل
شاهد أيضاً
المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى
كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …