جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
لحظات تداعب ذهننا المجهد طوال نهارنا الشاق تجعلنا نتعجل مجئ الليل و نخلد فى نوم عميق و نطوى صفحة يوم ملئ بالمواقف و الاحداث المتنوعة سارة ,, مؤلمة او محبطة ,,, الخ و سرعان ما نغمض اعيينا و نقع فى سبات عميق و قتئذ تسترخى اجسادنا التى يضنيها التعب و لكن تتنبه عقولنا لتنبدأ رحلتها مع زائر النوم الذى يأتينا كل ليلة بحلة جديدة لنعيش معه مغامرة مثيرة الى ان يلقى الصباح علينا بظلاله المضيئة فتتفتح عيوننا .. و فى عيون ذهننا صور مختلطة لاحداث متداخلة .. فما الذى حدث ؟؟ انه واقع يفرض نفسه و يسمى الاحلام .. فهيا نقتحم عالم الاحلام لنفض بعضا من غوامضه
.. فما هى الاحلام ؟؟
يخبرنا خبراء علم النفس بأن الاحلام تعد احدى الظواهر النفسية الهامة التى تحدث اثناء النوم و هو صورة عقلية متسلسلة تمر على النائم ,و تحقق توازنا نفسيا و اشباعا رمزيا للرغبات و الامنيات و التطلعات و من ثم فهى وسيلة للتفريع النفسى .
و فى هذا السياق يخبرنا د. لطفى الشربينى استشارى الطب النفسى بجامعة الاسكندرية .. يظن الكثيرون انهم لا يحلمون على الاطلاق و لكن الانسان يحلم كل ليلة ينامها بلا استثناء و لكن الغالبية العظمى من هذة الاحلام تنسى عند الاستيقاظ و يرجع ذلك لعدة اسباب منها ان محتوى الحلم قد لا يهم الشخص او يلمس حياته بصورة مباشرة فلا يصدر المخ اشارة للذاكرة طويلة المدى بتسجيل ذلك الحلم … او لان الشخص ينام وقت قليل فلا يمر بتامرحلة الاخيرة من النوم التى غالبا ما تحدث فيها الاحلام الطويلة .. او قد تتلخل تفاصيل عدة احلام ببعضها فينساها الفرد
و للنوم عدة مراحل و ما يهمنا هو مرحلة النوم العميق التى يحدث فيها الاحلام .. و هى المرحلة الثالثة او الرابعة حيث الاسترخاء الجسدى الكامل و يصل النائم لهذة المرحلة بعد 60 الى 100 دقيقية من بدء النوم و تسمى بمرحلة” حركة العين السريعة ”
“Rapid Eye Movement “ او “ REM”
و تتميز بنشاط الذهن الشديد و ايضا حركة العين و من هنا يدخل الانسان الى البوابة السحرية لعالم الاحلام
فتتم الاحلام على مستتويين قد تتداخل معا
المستوى الاول : خاص باستدعاء بعض الاحداث التى مرت علينا خلال اليوم او الفترات القريبة
اما المستوى الثانى : اعمق بكثير فهو فيتضمن الافكار و الرغبات و الصراعات الكامنة التى يخزنها العقل الباطن منذ فترات طويلة
و تكون مدة الاحلام 10 دقائق تكرر كل 90 دقيقة تقريبا و لعل ذلك هو السبب اننا نحلم بأشياء متعددة .. لما الاحلام تكون طويلة تصل لاكتر من ساعة و لا نتذكر سوى آخر هذة الاحلام الجزء الذى يسبق الاستيقاظ مباشرة
و يؤكد علماء النفس ان للاحلام دور هاما جدا فى الحفاظ على الصحة النفسية للانسان حيث انها لها دور ملحوظ فى الحفاظ على توازن وظائف المخ , ترسيخ المعلومات , القدرة على التركيز ,, هدوء الاعصاب ,, ازالة الانفعالات و الاحاسيس المحبطة ,, توازن عمل اجهزة الجسم و ايضا بالنسبة للاطفال حديثى الولاة اكدت الدراسات انها لها دور هام فى الحفاظ على درجة حرارة المخ و العديد من الوظائف البيولوجية فى الجسم
لمعرفة اهمية الاحلام اجريت عدة دراسات منها دراسة اجرتها الباحثة الطبيبة ” ايريكا هاريس” على مجموعة اشخاص تم تسجيل موجاتهم الدماغية لمعرفة مرحلة الحلم لديهم و كان يتم ايقاظهم قبل الاستغراف فيها و ذلك لعدة ايام متتالية .. بحيث لا يمروا بمرحلة الحلم اثناء نومهم و اظهرت النتائج ان هؤلاء الافراد بئوا يعانون من العصبية ,, القلق ,, عدم التركيز ,, الكسل الغقلة و الارهاق البدنى ,, النعاس ,, بعض المشاكل الصحية … مقارنه بحالتهم قبل التجربة .. مما يدل على اهمية مرحلة الاحلام للحفاظ على التوازن النفسى و الوجدانى للشخص
و دراسة اخرى اجريت فى جامعة هارفارد ابريل 2010 اظهرت اهمية الاحلام لوظائف المخ و ترسيخ المعلمومات و طلب من المشاركين فى الدراسة ان يحفظوا كيفية الخروج من لعبة المتاهة على الكمبيوتر .. و دلت النتائج ان الذين ناموا و رأوا احلاما تعرفوا على طريق الخروج اسهل و اسرع من غيرهم و من هذا يتضح جليا دور الاحلام لعمل المخ و معالجة المعلومات
فبينما تنظر الى احلامك بأنها امور غير منطقية و ليس لها ادنى اهمية فى واقعك المعاش فى حين يراها علماء النفس بمنظور مختلف تماما بأن لها اهمية قصوى فى الحفاظ على التوازن النفسى و العقلى للفرد ..
فالاحلام تمثل الباب الملكى الذى يعطى دلالات لكشف اغوار العقل الباطن و القاء الضوء على الكثير من الجوانب النفسية الخفية التى تفيد فى تفسير العديد من الامور المتعلقة بالصحة او المرض
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل
