بقلم / مروة عيسى
كنا صغارا نلعب ونلهوا نضحك و تتعالى أصواتنا فرحا وبهجة ورويدا رويدا كبرنا وذهبنا لنتعلم داخل جدران مدرستنا العظيمة كنا بدخلها نحيا حياة أخرى نحب بعضنا بعضا نبجل معلمينا نشأنا نحترم المدرسة وجدرانها ونقدس من يعلمنا .
كان لمعلمينا رونق خاص أحببناهم كثيرا و أحبونا . كنا نرى مدراء المدارس يحترمونهم أيضا ولجان المتابعة التي كانت تأتي من الوزارة للاشراف على سير العملية التعليمية تتعامل معهم بشكل راقي جدا .
حقا كانت هذه هي مدارس الحكومة . لم تنتشر المدارس الدولية واللغات و التعليم الخاص بهذا الشكل المروع .
وبمرور الزمن تعلمنا وانهينا دراستنا بالمدارس والتحقنا بالجامعة وبعد تخرجنا حلمنا كثيرا بأحلام جمة ولكن صدمنا كثيرا عندما عملنا في حقل التدريس .
صدمنا أن المعلم أصبح كالسلعة حيث فقد آدميته داخل جدران عقيمة بالفعل وسياسات روتينية بحته و تعليم أصبح نظريا بحتا لا يمس الحياة العملية .
وجدنا طلابا كثيريين يفتقدون الأدب ولكن يمتلكون أموالا كثيرة يرون أنها سببا لقوتهم . أصبحنا نعيش في مجتمع يسيطر عليه المادة بكل المعاني . تحول حال المعلم من الرفعة إلى الذل !!!
المعلم الذي يؤدي رسالة من أعظم الرسائل أصبح دوره مهمشا . كل ما يطلب منه أن يؤدي دوره في شرح المادة كآله . ونسى أصحاب الثروة و المدارس أن أهم أدوار المعلم التربية قبل التعليم . تنشأة جيل قادر أن يقود ويبني مجتمعا بدلا من هدمه .
افتقدنا الكثير و الكثير من معاني التبجيل و الاحترام للمدرس . في القدم كان يحلم الأطفال كثيرا أن يصبحوا معلمين وكانوا يمارسون دور المعلم في منزلهم مع أشقائهم الصغار و أولاد الجيران .
اليوم أصبح الطلاب يمارسوا ذلك الدور من أجل الضحك و الاستمتاع بالسخرية على معلميهم . انعدمت الأخلاق واهترأ التعليم في بلدنا .
و الأدهى من ذلك أن المعلم الآن أصبح لا يجد مكانا للجلوس حتى في أتوبيسات المدرسة المكتظة بالطلاب . فأصحاب المال و السلطة ينزرون للمعلم على أنه آله ليس لها حقوق و عليها كل الواجبات .
فمن يسيطرون على المدارس الآن و يمتلكون الأموال لا يصلحون لإدارتها .
عذرا لكل معلم يعيش في بلادنا ! فإلى متى سينظر للمعلم بهذه النظرة الدونية ! فهل السبيل الوحيد أن نترك جميعا مهنة التدريس التي أصبحت لا تسمن ولا تغني من جوع !! ونترك ذوات الثروة و المال يقومون هم بدور الآلة التي نقوم بها !! فربما يستأجرون إنسانا آليا (الروبوت) ليقوم بالتدريس و الشرح !!!
وفي النهاية أترك التعليق للقاريء ولا عزاء للمعلم المطحون و التعليم المنهار !!!!
الوسوممروه عيسى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …