بقلم : سعيد شعيب
قررت التنازل عن حقوقي في الدعوة التي رفعتها ضد الأستاذ محمد مهدي عاكف المرشد الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين “شفاه الله”، بعد أن ادانته المحكمة بناءً على الإساءة البالغة التي قام بها ضدي.
كان عاكف قد شتمني واتهمنى بالباطل اتهامات تقترب من التكفير اثناء لقاء تليفزيوني له مع الأستاذ طوني خليفة على قناة القاهرة والناس. وذلك اثناء تواجد الإخوان في السلطة، وحصولهم على موقع الرئاسة، واغلبية مقاعد البرلمان ومجلس الشوري.
الحقيقة أن هذه لم تكن المرة الأولى لحملات التشهير والتكفير، من جانب الأستاذ عاكف، أو من جماعة الإخوان وانصارهم ومحبيهم. فقد بدئت منذ عام 2006 في اعقاب نشر حواري مع الأستاذ عاكف الذي قال فيه الكثير عن حقيقة المشروع السياسي الديني للإخوان، وقال فيه عبارته الشهيرة “طظ في مصر وابو مصر واللي في مصر”. بعد عدة اشهر تقدم احد نواب الإخوان بسؤال في البرلمان ضدي، وايضاً ببلاغ للنائب العام يتهمني بالإساءة للإسلام، وما ادراك بهذا الإتهام التكفري، علي خلفية لقاء تليفزيوني لي مع الإستاذ جمال الشاعر في القناة الثقافية.
وقتها لم يساندني حلفاء الإخوان من قوى المعارضة المصرية (الذين يلعنونهم الآن ويقتاتون على دمائهم) بل شاركوا الإخوان وانصارهم في حملة تشهير وتكفير ديني وسياسي ضدي، فقط لأنني نشرت حواراً صحفياً مسجلاً اجريته مع الإستاذ عاكف، بل ولم تساندني حتى نقابة الصحفيين، نقابتي.
رغم أن هذا يشكل خطراً على حياتي، لم اتقدم ضد الإخوان ولا ضد مناصروهم، عندما كانوا في المعارضة قبل ثورة يناير 2011، بأي بلاغ، ولا تقدمت ضدهم بدعوى للقضاء، ولم اطلب حراسة من الداخلية حماية لي ولأسرتي، رغم أن هذا حقي، ورغم أنني متأكد أن القضاء سوف ينصفني.
طوال الوقت أنا ضد المشروع السياسي للإخوان وللإسلاميين، واعتبره خطراً على مصر وعلى العالم، مع ذلك لم استثمر ابداً، لا قبل ثورة يناير ولا بعدها، موقفي لتحقيق أي مكاسب من خصومهم في داخل مصر وخارجها، وبعضهم كما هو معروف كانوا ينفقون الملايين ضدهم.
بعد ثورة يناير وبعد ان انتقلوا من المعارضة الى السلطة عاد الأستاذ عاكف مجدداً واتهمني بالكثير بما لا يليق، والذي يقف على حافة التكفير، ولأنهم كانوا في السلطة ولأنهم كانوا اقوياء قررت رفع دعوى قضائية مستنداً الى الجانب المدني فقط، أي عدم اللجوء الى المواد التي تجيز الحبس في قضايا النشر، لأنني ارفضها فهي ضد الحريات.
كان هدفي الردع القانوني للإخوان وانصارهم وحلفائهم، حتى يتوقفوا عن استخدام سلاح التكفير والتشهير ضد خصومهم السياسيين. وانصفني القضاء مؤخراً وادان الأستاذ محمد مهدي عاكف، وهذا ما كنت اريده لا أكثر ولا اقل.
كنت اتمنى أن ينصفني القضاء والإخوان وانصارهم في السلطة. ولأنهم الآن في السجون، ولأنني حصلت على ما اريد، وتقديراً للظروف الصعبة التي يمر بها الأستاذ مهدي عاكف شفاه الله وعافاه، اعلن عن تنازلي عن حقوقي، متمنياً لبلدي مصر أن تصبح دولة الرحمة والعدل، الرحمة والعدل احق بها الخصوم قبل الأصدقاء.
سعيد شعيب