أشرف حلمى
فى لافته عظيمة من قائد شجاع لا يهاب الا الله لم يفعلها اى رئيس مصرى من قبل .اذ ونجد ان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى قد ذهب بنفسه لزيارة ضحية الإرهاب الجنسى بميدان التحرير يوم الأحد الماضي أثناء الإحتفال بتنصيبه رئيسا للجمهورية بمستشفى الحلمية العسكرية ظناَ منه انه كان السبب لتلك الواقعه التى لا ذنب له فيها وإنما هى جريمة من جرائم الإخوان المسلمون الارهابية التى تعودنا عليها فى كل إحتفالية تلك الجريمة التى تتعرض لها السيدات يومياً منذ عهد السادات وبظهور الجماعات الاسلامية والتنظيمات ذو الاسلام السياسى التى اباحت وشرعت مالا يرضى الله لتحقيق اهدافها من خلال فتاوى شيوخهم وسط تقاعس الدولة فى مواجهتهم وخاصة فيما يخص اقباط مصر وخاصة القبطيات بهدف اسلمتهم من بعد خطفهم وإغتصابهم بالقوة مما ادى الى نشر فكرة الاغتصاب لمن تخول لها نفسها لمواجهة الفكر الاسلامى المتطرف .
فكم كنت سعيداً ومعى جميع المصريين من تصرف الرئيس الذى ذهب بنفسه حاملاَ الورد الاحمر رمزاَ لدماء المصريين الملتهبة المدافعة عن الإنسانية والشرف دون ان يرسل مندوباَ عنه للسيده التى تعرضت للتحرش لتقديم إعتذاره لها .
هذا الإعتذار لن يمثل فقط إعتذار لشخص الرئيس بل إعتذاراً من جميع مؤسسات وقيادات الدولة على لسان الرئيس ليس فقط لتلك السيدة بل يمثل إعتذاراً لجميع السيدات التى تعرضن للتحرش من قبل .
هذا وقد وجه السيد الرئيس رسالة قويه لرجال الشرطة والجيش والقضاء للعمل على إيقاف هذه المهازل التى تحدث فى الشارع المصرى كذلك حث وسائل الإعلام لتحمل مسئولياتها فى كيفية علاج جرائم التحرش فى مصر .
إعتذار السيسى هذا اعاد لى ذاكرتى لعام ٢٠٠٨ عندما قام السيد كيفن راد رئيس وزراء استراليا ذلك الحين بتقديم اعتذارا رسميا نيابة عن الحكومة والبرلمان والشعب الى سكان استراليا الاصليين على كافة انواع الاساءات التى تعرضوا لها منذ اكتشاف القارة الاسترالية على يد الإنجليز عام ١٧٨٨ حتى لحظة تقديم الإعتذار
كما وعد السكان الاصليين ايضاً بعدم تكرار هذه الاخطاء ولقد خص ايضاً الاعتذار الاجيال المسروقة من اطفال السكان الاصليين الذين انتزعوا بالقوة من والديهم ضمن سياسة الاستيعاب .
تلك الإعتذار الذى قدمه السيد راد فى مبنى البرلمان الاسترالى بالعاصمة كانبرا لن ينال إحترام الاسترال فقط بل نال احترام جميع دول العالم المتحضر التى تعترف بالديمقراطية وابسط حقوق المواطنة وحقوق الإنسان وتطبيق القوانين على الجميع .
فهل سياتى اليوم ونجد رئسياً مصرياً شجاعاً يحذو حذو السيد راد ويقوم بالاعتذار لاقباط مصر ؟!!! لما تعرضوا له من كافة اشكال الاضطهاد الدينى وفرض قوانين ودساتير بعينها عليهم منذ الغزو العربى الى وقتنا هذا بفضل وجود الجماعات والاحزاب المتاسلمة المدعومة عربياً وسط تجاهل الحكومات المصرية المتعاقبة لما يحدث لاقباط مصر .
هل سيفعلها الرئيس السيسى المنتخب بإرادة شعبية والذى سانده المصريين جميعاُ عدا الإخوان وعملائهم لقهر الاخوان المتاسلمين ويتشجع يوم ما ويقوم بالإعتذار لاقباط مصر ولو بصورة غير رسمية ويصبح أول رئيس مصرى يقدم على هذه الخطوة ويكسب إحترام جميع دول العالم بلا إستثناء كما فعلها السيد راد من قبل ؟!!
اننى اعلم جيداً ان تلك الخطوة شبه مستحيلة فى وقتنا الحالى على السيد الرئيس السيسى نظراً لعدم قدرة استيعاب معظم الشعب المصرى لهذه الخطوة نظراً لما تعرض له من نعرات متاسلمة ومواد دستوريه ذو صبغة دينية
وضعت عن قصد بمشاركة احزاب دينية متخلفة وغياب القانون والشرطة وفساد القضاء تجاه الاقباط ,لكن بإمكانة إصلاح ما فشل فيه الرؤساء السابقين لتحقيق مبدألمواطنة وتحقيق العدالة الإجتماعية وتنفيذ القانون على الجميع لكى يعم الاستقرار والامن الداخلى الى جميع اطياف الشعب المصرى .
وأخيراً لقد ضرب السيد الرئيس السيسى مثالاً رائعاً للاقوياء الذين لن يؤثر إعترافهم بالخطأ على مناصبهم حتى لو كان رئيساً ليؤكد إصرارة على إصلاح هذه الاخطاء المزمنة فى المجتمع المصرى .
لعل هذا الإعتذار يمثل اول خطوة فى طريق التصحيح لجميع الوزراء ومؤسسات الدولة التعليمية والدينية لإصلاح ما افسده رجال الدولة السابقين فى تسخير رجال الدين لإصدار الفتاوى التى تدعم نشاطهم السياسى على حساب المصلحة العليا للدولة .
فمازال امام السيسى الفرصة كاملة لإعادة مصر الى سابق عهدها كى تكون رائدة الامة العربية كذلك إعادة مؤسسات الدولة لمسارها الصحيح فى ظل علاقة الحب والمودة التى يكنها شعب مصر للقائدها الجديد والثقة المتبادلة بينهم .