د.ماجد عزت إسرائيل
مع مطلع كل عام جديد تتجه أنظار العالم كله، إلى مدينة داود حيث موطن ميلاد الطفل يسوع المسيح وقد اختلف المؤرخون حول اسم المدينة ، حيث اتخذت عدة أسماء- فقد سميت (يبوس) نسبة إلى اليبوسيون هم البناة الأولون للمدينة
وقد يرد اسمها (أورشليم) وتعني بالعبرية (أساس السلام)، أو (ملك السلام)، وقيل إن إبراهيم الخليل سماها
(مدينة السلام)، وقد يرد اسمها محذوفًا منه المقطع الأول- وهو (أور) بمعنى مدينة، فيقال إنها مدينة (شاليم)-
أو (ساليم)، ومن ملوكها (ملكيصادق)، وهو أول من اختطها وبناه،كما أطلق عليها أورشليم و (أريئيل)، وأريئيل معناها (موقد الله)، ومن ثم سميت أورشليم (مدينة الله)، مدينة الرب، كما سميت “مدينة القدس” ثم “المدينة المقدسة” .
وبعدما وُلدَ يسوع المسيح في قرية بيت لحم، ظهر ملاك الرب لرعاةٍ وزفّ إليهم بشرى هذا الحدث السعيد
كما يخبرنا الانجيلي لوقا قائلاً : ” وكان في تلك الناحية رعاةٌ يحرسون حراسة الليل من أجل مراعيهم، وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمً فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ (لوقا 8 :2:11).
وقد وردت تسمية المسيح بيسوع في الكثير من المقاطع في العهد الجديد، منها ما ورد في إنجيل لوقا “وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع هذا يكون عظيماً وابن العلي يدعى”،وكلمة يسوع تعنى باللغة العبرانية
“مُخَلِّص” أو “فادي”، وهو يُنطَق في اللغة العبرانية “يشوع”، وهى كلمة ناتجة من إضافة مقطعين، هما “يهوه” التي تشير إلى اسم إله بني إسرائيل، و”شع”، هو فعل يعني يخلص
معنى ذلك أن كلمة يشوع أو يسوع هي “الله المخلص”. وفي اللغة اليونانية “إيسوس”.
وأيضًا عرف باسم “عمانوئيل”، وهي كلمة عبرية تعني “الله معنا” أما الناصري، فنسبة إلى مدينة الناصرة، التي عاشت بها العائلة بعد عودتهم من مصر، وتقع في منطقة الجليل وتبعد عن القدس نحو100 كيلومترات
وكذلك “يسوع المسيح”:هذا الاسم يعني “المخلص الممسوح من الله الآب، ليقوم بعمله كفادٍ
ومخلص لجميع خطايا البشر في جميع الأزمان”.
وأخيراً، مصر من بين دول العالم التى تباركت بقدوم الطفل يسوع وبارك ربوعها،وعاش بها أكثر من ثلاثة
سنوات،ولذلك يتعلق قلب كل قبطى بمصر،فعلى الرغم من الاضطهادات التى يمر بها الأقباط
والتى كان آخرها مذبحة البطرسية 11 ديسمبر 2016م وذبح قبطى بالإسكندرية فى الأيام الأولى من شهر يناير
2017م،على يد الجماعات الإرهابية ــــ لا أحد ينكر موقف مؤسسة الرئاسة من هذه الأحدث
من سرعة ضبط الجناة –وإعادة ترميم الكنيسة البطرسية وإقامة جنازة عسكرية للشهداء والشهيدات ــــــ
إلا أن كل الأقباط يؤمنون أن مصر وشعبها فى قلب ويد الله ،ولذلك نقول أيضًا مع معلمنا بولس الرسول
“افْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا” (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 4)
كل عام وجميع الشعب المصرى بخير وسلام.