انطوت الايام و عبرت الشهور,, و ها قد بدأ طيفه فى الافاق يلوح, ليلعن عن غروب شمس السرور, لتغيب عن الحيز المنظور و يأخذ دفء المرح فى العبور, لينطلق ذلك القتام المشهور, ليتخلل بثقل ظله ثنايا النفس و الشعور, فيقشعر البدن و يرتجف الوجدان بنفور, و يئن الخاطر المكسور, فى دواخل القلوب و الصدور, يا له من زلزال يشيع الرعب بتتابع الاجيال و العصور , انه الفزع من موقف الاختبار, و ما يحدثه فى النفس من دمار, و منّ منا لم يتعرض لرهبة ذلك المارد الجبار,,و ما يشيعه بمأوى القلب من هلع و انهيار, متمكن من بث القلق بمهارة و ا قتدار,,و لا من دواء يشفى هذا المرار,, و ايضا لا يخفض من حدته جهد او استذكار,, مواقف نجتازها حتما دون فرار ,, فهذا الشعور لا ينقشع الا بانتهاء موقف الاختبار,,و الان ليس لنا ان نهرب من الجبار, بل علينا ان نتكيف و نواجهه بكل اصرار,,انه زائر مـألوف على قلوبنا جميعا انه قلق ما قبل الامتحان فهيا نتعرف اكثر حول طبيعته
و يعرف الاخصائيون النفسيون قلق الامتحان بأنه حالة انفعالية مؤقتة سببها ادراك الشخص انه تحت موقف تهديدى, و ذلك يحفر لديه الشعور بالتوتر و يعانى من حدة الانفعالات و افكار عقلية سلبية مقلقة تتداخل مع التركيز المطلوب اثناء الاستذكار مما يؤثر على الحالة العقلية و الجسدية و النفسية للطالب
و يوضح علماء النفس انه يوجد نوعين لقلق الامتحان
قلق الامتحان : وهو درجة محتملة من الاضطراب و يستطيع الطالب التخفيض من حدته من خلال تنظيم الوقت, المزج ما بين الترفيه و الاستذكار, تشجع الوالدين و دعم المعلم و طمأنته للطالب
قلق سلبى : هو حالة شديدة من القلق و التوتر و يصاحبها نوبات من الرجفة و البكاء و بعض التشنجات,,و يصعب على الطالب التحصيل فى مثل هذة الظروف,,و لا يستجيب لمحاولات الدعم و التشجيع او قد تجدى بصورة مؤقته
و قد اجريت دراسة على ثلاث مجموعات من الطلبة…المجموعة الاولى.. اعضائها لا يعانون من اى قلق ,, و المجموعة الثانية: اعضائها يعانون من بعض القلق المنخفض
و المجموعة الثالثة: اعضائها يعانون من القلق الشديد
و دلت النتائج ان طلاب المجموعة الثانية الذين يعانون من قلق بسيط هم اكثر مجموعة تفوقا و يليهم طلاب المجموعة الاولى الذين لا يعانون من القلق و اخيرا طلاب المجموعة الثالثة الذين يعانون من قلق بالغ حصلوا على اقل الدرجات
و استخلص الباحثون ان وجود شئ من القلق اثناء الامتحانات امر ايجابى لانه يحفز الطالب على الاهتمام بالاستذكار و يرفع درجة التحصيل و الاستيعاب
بينما القلق الشديد يؤثر على القوى العقلية و الذهنية مما يعوق التحصيل
ومن الاعراض النفسية لقلق الامتحان: الشعور بالانقباض و عدم الارتياح ,غصب و سرعة الاستثارة, نوبات بكاء و ارتجاف
ومن الاعراض الجسدية : فقدان الشهية, اضطرابات المعدة, النوم ,التنفس, ضربات القلب ,التعرق ,ارتعاش الاطراف و برودتها
وجوه شاحبة, اجسام ناحلة هى تلك الصورة التى تسيطر على المشهد فى بيوتنا اثناء فترة الامتحانات و بايدينا ان نخفف قسوتها و ذلك بأن نزود ابنائنا بالتشجيع و التدعيم الوافر,, لنساعدهم على اجتياز تلك الظروف بسلام
اخصائية نفسية
ا. ماريا ميشيل