د. إيهاب أبو رحمه
و كأن مصرنا المحروسة انتهت من كل مشكلاتها ,و كأن المنظومة الصحية في مصر تعافت تماماً من أزماتها و أصبح كل شغلنا الشاغل هو هل الصيدلي و خريجو كليات العلاج الطبيعي دكاتره أم لا؟؟ و هل لقب دكتور يستحقه حتي خريجو كليات الطب البشرى أنفسهم أم لا !!!
أم أنه و فقط لحاملي شهاده الدكتوراه في كافه المجالات ؟؟
للتوضيح فقط , لفظة دكتور (من قاموس أكسفورد) هي لفظه لاتينيه الأصل ولا أصل لها في لغتنا العربية و تعنى الشخص الذى يعالج المرض (طبيب بشرى ,أسنان ,بيطري) أو من حصل على درجه الدكتوراه العلمية في أي مجال . و عليه فهي كلمه لا علاقه لنا بها كعرب و إما أن نأخذها بمعناها التي ظهرت عليه أو لا نستخدمها من الأساس .
بالطبع كطبيب (دكتور ) أرفض أن يتساوى خريج العلاج الطبيعي بخريج كليات الطب البشرى أو انضمامهم إلى نقابة الأطباء ,و لكن قطعاً هذه ليست مشكلتي الأن فالقطاع الصحي في مصر يعانى الترهل و الضعف بل و أصبح عبئاً على الدولة تماماً لا لشيء سوى لسوء ادارته منذ فتره ليست بالقصيرة تقدر بعشرات السنوات و أيضاً استمرار نفس السياسات الفاشلة في ادارته.
هناك مشاكل جمه و منها مثلاً و على سبيل المثال لا الحصر التفكير الجاد في بيع مستشفيات و مراكز التكامل و التي لن تؤدى بالقطع إلى حل مشكله القطاع الصحي و تلك المراكز , فهذه المراكز تعانى مشكله رئيسيه ألا وهى الدعم المالي و الميزانية المادية التي قد تساعدها على النهوض من جديد بعد اهمال عشرات السنوات للقطاع الطبي ككل فهي بالدرجه الاولي لعلاج الفقراء و البسطاء دون مقابل أو حتي بمقابل رمزي و بيعها لصرف ما ينتج عنها علي المراكز الاخري ليس حلاً فسرعان ما ستنتهي السيوله الماديه و تعود المشكله نفسها من جديد،و مشاركة مستثمر فيها لن يؤدي إلا إلي ارتفاع قيمه فاتوره العلاج علي المرضي البسطاء .
أيضاً هناك مشاكل متفاقمة طلت على شعبنا هذه الأيام و هي خاصه بالأدوية و أسعارها في ظل أزمه اقتصاديه حاده يعانى منها أفراد الشعب المصري ,فبدلاً من محاوله حلها و مساعده المرضى المصريين في إيجادها كمرحله أولي و من ثَم بسعر مناسب لهم أو ببدائل مناسبه بسعر مناسب ,وجدنا بعض وسائل الإعلام التي تنقل بعض التصريحات لبعض أعضاء نقابه الأطباء و بصوره غير رسميه بعيده تماماً عن النقابة أنه لابد من سجن من ينتحل صفه و لقب الدكتور عامين مما أدى إلى حاله من الاستياء و الاستنكار واسعه النطاق من قبل صيادلة مصر .
بالطبع لهم الحق فهم شريك رئيس في علاج المرضى مع الأطباء و هم من الأضلاع الأساسية في المنظومة الصحية و لكن تناسى الطرفان الأطباء و الصيادلة أنهم في نفس المأساة و في نفس الظروف المحبطة و يعملون في نفس الوزارة التي لا تعيهم هماً ولا تعي لمشكلاتهم من الأساس و تناسوا أنهم يتقاضون أجراً لا يعادل أجر بعض الموظفين الغير متعلمين من الأساس وقد لا يعانون نفس حجم الضغوط النفسية و البدنية في بعض الهيئات و الوزارات الأخرى ,بل و تناسوا أن بدل عدواهم لم يصل بعد إلى عشرين جنيهاً مصرياً.
بالطبع أوجه أسفى لصاحب التصريح كما أوجه أسفى نفسه لمن هاج و ماج ناسياً مشاكله الحقيقة و مشاكل مهنته التي لم تنتهى بل و أصبحت مهن طارده لذويها ولا أبالغ إن قلت أن بعض من في هذه المهن أصبح يكره مهنته بحلوها و مرها بسبب أوضاعها المزرية من ضعف مادى حاد و ضعف معنوي و موجة عدم احترام قادتها بعض و سائل الإعلام مع الأسف دون وعى أدت إلى موجه من الكراهية الشعبية لهذه المهن.
لا ننسى أننا نتعامل مع شريحه كبيره من المرضى غير متعلمه من الأساس ,منهم الكثير ينادى الطبيب و الصيدلي بكابتن أو أستاذ و للطبيبات أو الصيدلانيات بأبله كما ينادى البعض الأطباء في دول الخليج ب ( محمد ) و مع هذا لم نعى لمثل هذه الأحداث أي اهتمام فكلنا يعلم تماماً قيمته العلمية و قيمته التي لا يشعر بها إلا المريض و فقط ولا يشعر بها مسئولو وزاره الصحة المصرية و قيمتنا أبداً لا تختزل في لقب .
أفيقوا أرجوكم و اعلموا أننا في نفس البوتقة و في نفس الظروف الصعبة التي نتمنى إصلاحها و أن تستعيد مهنتنا مكانتها فكان الطبيب قديما يطلق عليه حكيم باشا الأن نتصارع من أجل لقب دكتور من يحمله و من لا يحمله بل و المطالبة بسجن من ينتحل اللقب فنحن في حِل من هذه المشكلات العقيمة ولا بد لنا من أن نفخر بمهنتنا و أن نحاول الارتقاء بها و إصلاح ما أصابها من ترهل و ضعف .
أقرأ السطور أعلاه متأخراً… بما فيه من مغالطات. “دكتور” ليس مهنة، وليس وظيفة… إنه “لقب” تمنحه الجامعات (وليس النقابات المهنية) لمن أثبت جدارة في اختصاص دقيق ودافع عنه أمام لجنة من المختصين. وكلمة “دكتور” لاتعني “طبيب” باللغة اللاتينية، كما يدعي كاتب المقال. ابحثوا عن اصلها : الدكترة جاءت من “التدريس”. “دكتور” لغةً تقترب من معنى “الأستذة”. إن أراد الطبيب أو الصيدلي أن يحمل ذلك اللقب، فما عليه إلا أن يحضر شهادة دكتور من جامعة معترف بها، بدل الخوض في نقاش للسطو.
طبعاً، سواء في الشرق أم في الغرب درجت الكلمة مجازاً على الأطباء… كما درجت على الفقهاء… ولكن إدراج الكلمة في المجال الشعبي لا ينبغي أن يطغى على الصفة، فيصير اللقب هبة لهواة تعظيم التفس. إن كُنتُم أطباء أو صيادلة أو بيطريين فما عليكم إلا أن تفخروا بألقابكم لأنها ألقاب محمية مهنياً، لايجوز لغير أصحابها حملها. سأضرب لكم مثلا : جرت العادة “السائدة” في المجتمع العربي أن يطلق لقب “عالم” على رجال الدين (“السادة علماء الأزهر”)… وكذلك على الفقهاء هل يعني هذا أنهم علماء مختصين في مجال من مجال العلوم. تصوروا أحد المشايخ وهو يحمل بكالوريوس شريعة (أو أقل بكثير) وهو يدعي أنه “عالم”. الألقاب تحميها الجامعات والألقاب المهنية تحميها النقابات.المهنية. لا حاجة للتطفل على ألقاب ليس لكم. إن حمل الطبيب لقب دكتور دون أن يستحقه لن يبق أمامه أي حافز لرفع مستواه العلمي والتواصل بالبحث لاستحقاق لقب “دكتور”. أكثر ما فاجأني في مصر هو التنافس على الألقاب غير المستحقة لدواعي تجارية تنافسية تملّقية… لقب أستاذ ينح إلى زبون المطعم، لقب باش مهندس يمنح إلى موظف البنك، لقب دكتور لأي بائع من عمال الصيدليات (لا كلمة “بائع” هنا لاتعني الصيدلاني المحترم الذي درس الصيدلة… معظم الصيادلة في البلاد العربية غائبين عن مكان عملهم،… أقصد البائع العامل في الصيدليات دون مؤهل علمي واضح…. الذين هم طلاب جامعات في السنة الثانية، أو خريج لغة إنكليزية)… والمرضى المساكين يعتبرونه دكتور (بفتح الدال من فضلك)… يا أسفي على المتسلبطين.