بقلم : سعيد عطية
تمر مصر الأن بأحداث متلاحقة كأرتفاع الأسعار بشكل جنونى لفواتير الكهرباء والغاز والمياه والمحروقات والسلع التموينية ومنتجات الألبان وغيرها كثير ورغم ذلك لجأت الحكومة للأقتراض من صندوق النقد الدولي وهو أحد وسائل الاستعمار والحرب الحديثة والدلاالة علي ذلك تصريح تشومسكى الشهير وهو أنه لم يعد الأحتلال العسكري السافر ضرورياً فقد برزت وسائل حديثة مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي , ويقيني ان (ظاهره) مساعدة الدول التي يمر أقتصادها بأزمات وباطنه التحكم فيها وإضعافها وبالتالي فآثاره سلبية ومدمرة فهي تخضعها لسيطرتها بفرض الشروط المجحفة والتي من شأنها سلب مقدراتها وينتج عنه تحميل تلك الشعوب ما لا طاقة لها به , إذاً لماذا لجأت الحكومة لهذا الحل السهل للخروج من الأذمة ؟ ألم يكونوا مدركين لعواقبه ؟! أم أنهم فشلوا في تحقيق الإصلاح الأقتصادي وملفاته العديدة الزراعي والصناعي والسياحي والأمني إلخ ؟ ألم تصل منح دول الخليج وتبلغ 17 مليار دولار ؟ فكيف لم يستفيدوا منها ؟! وللعلم إن مصر مرت بتجربة مريرة مع الصندوق مسبقاً ترتب عليها عرض شركات القطاع العام للخصخصة ولازلنا نعاني من ذلك حتي الأن !! هل غفلت الحكومة عما حدث للدول التي استدانت مسبقاً من الصندوق مثل البرازيل واليونان ؟ وكيف أثر عليهم هذا القرض !! فلماذا لم نستفيد من تجارب الآخرين ؟! وكل هذا يآتي مع تحريك سعر الدولار والذي نتج عنه أرتفاع أسعار الأدوية والأجهزة الكهربائية وغيره كثير كما أن قانون الخدمة المدنية إن فعل سيترتب عليه أزمات لا حصر لها بالأضافة إلي أن من شروط الصندوق طرح جميع اسهم الشركات المصرية القطاع العام والأعمال للبرصة مما يفسح المجال للتلاعب وإستخدام أسلوب الإدارة عن بعد من قبل القائمين علي هذا الصندوق , فإذا أضفنا لذلك حزمة القرارات المتلاحقة للحكومة والتي من شأنها حصار المواطن الشريف سواء محدود الدخل أو متوسط الدخل فهذا أسلوب سئ لصنع القرارات والتي من شأنها المساعدة علي إنتصار الجيل الرابع والخامس من الحروب !! فإذا قلنا ما هي البيروقراطية ومفهومها ؟ فأقول أنه مصطلح سياسي و أجتماعي يطلق علي التمسك بحرفية القواعد والجمود ويشير إلي تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات المنظمة , وتعتمد هذه الأنظمة علي الأجراءات الموحدة وتوزيع المسئوليات بطريقة هرمية مما يعني السلم الإدارى الذي يتصف بالروتين وبطء التنفيذ والتمسك بحرفية القواعد , وهذا يساعد علي عرقلة مصالح المواطنين وإرباك رجال الأعمال ويحد من حركتهم لتنفيذ مشروعاتهم وإستسماراتهم ويعطي الفرصة للعلاقات الشخصية والمحسوبيات ومافيا الرشاوي والأتاوات وهذا يدل علي إفتقار الأدارة في التحكم في إدارة الأزمات وبالتالي يؤدي لتردي الأوضاع والخدمات كما في قطاعات المستشفيات والشركات والمحاكم والمدارس علي سبيل المثال .
ويعود أصل كلمة بيروقراطية إلى (بيرو) أي مكتب والمستخدمة في القرن الثامن عشر وليس للكتابة فقط وكذلك للتعبير عن الشركة وأماكن العمل , أما كلمة (قراطية) فهي مشتقة من الأصل الإغريقي ومعناها السلطة والكلمة بجملتها تعني قوة المكتب أو سلطة المكتب وكل هذا يساعد علي تردي الأوضاع في كل قطاعات الأعمال ويؤدي لعواقب وخيمة , فرجاءاً تريثوا قليلاً حتي لا يزيد الغليان للشعب المطحون الذي يثق ويحب رئيسه.
ويا سيدي الرئيس أحبك الشعب وأنتخبك لثقته فيك كزعيم وبطل فلماذا لا يتم تشكيل مجلس للحكماء والمستشارين يستفاد بخبراتهم وعلمهم وتجاربهم ومصر مليئة بأبنائها الأوفياء والمخلصين أمثال السيد/ كمال الجنزوري والسيد/ عمرو موسي واللواء/ مراد موافي والفريق/ حسام خير الله والفريق/ أحمد شفيق وغيرهم كثيرين ممن يدينون بالوفاء والولاء لمصر ويخافون عليها وقادرون علي تمرير مصر من عنق الزجاجة الذي وقعت فيها .. ولن أزيد .
الوسومسعيد عطية
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …