الأربعاء , نوفمبر 20 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

نص نعل .

كتب عصام أبوشادى
مما لاشك فيه أننا أصبحنا لدينا ثقافات،إختلفت جذريا عن ثقافة الماضى،وفى نفس الوقت نرى أننا دائما مانحن للماضي،بل ونحييه فى حياتنا اليوم.
كذلك إختلفت أيضا متطلباتنا،وأذواقنا،وأخلاقنا،جيلا بعد جيل،إلى أن وصلنا لتك الأجيال المعاصرة،التى تاهت بينهم كل القيم والمبادئ والانتماء،فكان شيء غريب على المجتمع المصرى قد ألم به هلاميات،ظننا أنها هى المدنية والتحضر،فتلاطمت بهم أمواج الحياة.

نتذكر جميعا شركه المحلة وبيع المصنوعات،نتذكر عدس وريفولى،نتذكر باتا، وصيدناوى،أسماء شركات ومحلات،كانت فى يوم من الأيام،فخر الصناعة المصرية، فى جودتها فكانت دائما مكتظة بالزبائن،ثم نتذكر الكساء الشعبى،وبداية الإنفتاح على الصين، وكان أيضا موجودا فى الجامعات المصرية،لتخفييف عن كاهل الطلبة،،ولم يكن فى مصر وقتها الهوجه من تلك المولات التى نراها اليوم،بعروضها المستوردة، وأسعارها الخيالية،والتى اليوم عليها إقبال منقطع النظير،وخاصة أننا شعب يعشق المنظرة،والتفخار،أتذكر أن فى الملابس قبل تلك المولات،كان أشهرها شارع الشواربى،وكاالعاده،من يدخله ليشترى،يتفاخر بذلك.
،،واليوم وفى ظل هذا الإنفتاح العميق،فى كل شيء،كانت الأمور تسير على خير مايرام،فهناك المولات والمحلات،والتوكيلات،وهناك فى الجانب الاخر العتبه والموسكى،،كلا حسب مقدرته الشرائية حسب ما تعود،،،

ولكن الأحداث التى نعيشها اليوم،وفى ظل التحول من التبعيه،وكذلك فى ظل الحرب الغير معلنه،وما صاحبها من إصلاحات اقتصاديةأدت الى وجود طفرة من الغلاء،لم تمر على المصريين من قبل،جعلتهم يصرخون منها،وهذا الصراخ ناتج عن كم المتطلبات،التى تعودوا عليها.

فمع الازمة الاقتصادية وغلاء الاسعار لم يتعود هذا الجيل على التقشف،لم يتعود على الصبر فى الأزمات،لم يعرف أن يمشى حاله،جيل لم يرى الأزمات وقت الحروب،جيل أصبحت لاتميز فيه الفتى من الفتاة،جيل يريد كن فيكون،دون أن يكلف نفسه،أن يتحمل،،

تلك المقدمه الطويلة كانت لسبب أتحدث به اليكم ،لعل نجد هناك من يقدر كيف يحاول أن يتكيف مع تلك الأزمات.

أسمع الان صدى صوت والدتى قبل تلك الازمه فى أذنى،وهى تقول لى مش حرام لما تدفع كل هذا المبلغ فى حذاء،نعم فسعره غالى،ولكن مادامت الحالة ميسورة،فلا بأس،وهكذا الحال،حتى إذا أصابه بعض التلف لم يلبس بعد ذلك،فكان دائما تلفه يقع على النعل،دون أن يصيب الجلد اى شيء،ولكن لا يصح لبسه وقد شق نعله، اوتأكل ،فكانت والدتى وكأنها تشعر باليوم الذى قد أحتاجه فى يوم من الأيام فبدلا من أن ترميه،كانت تحفظه فى كيس،هذا مع كل حذاء يصيبه هذا التلف،،

حتى جاء اليوم الذى أردت فيه شراء حذاء كما تعودت،لكن هيهات من أسعاره قبل الازمه وبعد الازمه التى نمر بها،حتى وجدت والدتى تخرج لى أحذيتى التى نسيتها،الجديده فى جلدها،والمتاكل نعلها نعلها،لتخبرنى بتركيب نعل لها لاحيائها،فليس هناك عيب فى ذلك،فاذا صح التعديل فقد وفرت مبلغا لشراء حذاء آخر،وبالفعل ذهبت لتعديل، بتكلفة لاتذكر،،ومنتظر النتيجة،وقد تشاهدونه بعد تعديله،،أقول هذا وأنا أرى البعض مثلى من يركب نصف نعل،وأرى من تركب لوزه فى حذائها،الكل يحاول أن يتكيف مع هذه الازمه،إلى أن تمر بسلام،
فهل نجد الشباب الذين أصبحوا عبئا على أسرهم ،أن يسترجلوا بعض الشيء،

ألم نرى الشباب وقد حان عليهم أن يعملوا،ويخففوا عن كاهل أسرهم،حتى لا نسمع صرخاتهم،من هذا الغلاء الذى أصاب الجميع،
فكم منكم اليوم سيقوم بتركيب نص نعل،والتنازل بعض الشيء عن شراء التوكيلات،وإحياء المنتج المصرى،فقد بدأت بنفسى اليوم.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.