قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، إنَّ الثورة التونسية في 2011 هي “الوحيدة التي نجحت في المنطقة”، وإن بلاده ساعدت الليبين في ثورتهم على نظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي في العام ذاته.
جاءت تصريحات السبسي في مقابلة بثتها قناة “العربية”، مساء الإثنين 28 نوفمبر 2016، قبيل يوم واحد من المؤتمر الدولي للاستثمار، الذي يعول عليه التونسيون لحشد الدعم الدولي وإنعاش اقتصاد البلاد المتدهور.
وقال السبسي: “حققت نتائج لم يحققها غيري رغم عدم مشاركتي بالثورة (ضد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في 2011)، ومنعتها من الانزلاق في حمام دم”.
وأضاف: “تونس نجحت في تحقيق الانتقال الديمقراطي، وهي الثورة الوحيدة التي نجحت رغم المشاكل الاقتصادية والأمنية”.
ومع نهاية 2014، تمكنت تونس من إنجاز دستور وانتخابات رئاسية وتشريعية، رغم تصاعد المخاطر الأمنية وصعوبة الوضع الاقتصادي.
الوضع الأمني
وعن الوضع الأمني، قال السبسي إنه “مستتب الآن، ونوفر مناخاً جيداً للاستثمار، لكننا ما زلنا نواجه معضلة تفاقم البطالة التي يعاني منها أكثر من 650 ألف تونسي”.
وتسعى تونس عبر المؤتمر الدولي للاستثمار لإعادة جلب الاستثمارات الأجنبية وتوفير فرص عمل في محاولة للتقليص من حدة التوتر الاجتماعي في البلاد.
وفي تعليقه على تصدُّر التونسيين للمقاتلين في الجماعات المسلحة المتطرفة في بؤر القتال والتوتر بالشرق الأوسط، أٍرجع السبسي ذلك إلى هشاشة الحدود مع الجارة ليبيا، ما أمكَنَ من استقطاب “العديد من الشبان في منظمات إرهابية”.
وقال: “الخلايا النائمة كثيرة، ولكننا نباشرها بشكل جدي، والوضع أحسن بكثير الآن”.
ومنعت السلطات التونسية منذ مطلع العام الجاري نحو 4 آلاف شخص، أغلبيتهم من العناصر المصنفة بـ”الخطرة” من السفر إلى الدول التي تشهد نزاعات مسلحة.
وفي سياق آخر، كشف السبسي أنه “ساعد ليبيا عندما كان رئيساً للحكومة سنة 2011 في الثورة على نظام الرئيس السابق معمر القذافي”.
واعتبر أن حل الأزمة الليبية لا يكون إلا بالتحاور بين مختلف الأطراف الليبية، لافتاً إلى أن تونس يمكن أن تلعب دوراً مهماً في حل الأزمة.
وعقب سقوط نظام معمر القذافي في 2011، دخلت ليبيا في مرحلة انقسام سياسي حاد.