ماجد سوس
ظاهرة التعذيب و إهانة المواطن المصري ظاهرة اعتاد عليها للأسف الشعب المصري منذ آلاف السنين وهي ظاهرة أذاقت الشعب مرارة العبودية إحتلالا تلو أحتلال حتى تصور الشعب أنها ستنتهي بجلاء الإنجليز عن مصر
وخروج الملك فاروق بقيام ثورة 23 يوليو لكنه الحلم تبخر سريعا وفتحت المخابرات العامة بواطن الأرض الطاهرة لتلقي بشعبها في غياهب الظلمات بشتى أدوات التعذيب ، ثم تسلمت راية التعذيب السوداء مباحث أمن الدولة
ومن بعدها الأمن الموطن ليكون المواطن المصري هو من أكثر الأشخاص المهدرة كرامته في العالم.
مسلسل إهدار آدمية المواطن المصري ، مسلسل توقف أيام قليلة إبان ثورة 25 يناير التي إندلعت شرارتها الأولى ضد أجهزة الأمن و قمعها الذي تنامى و بعد ان استطاعت الثورة إزالت النظام كله حينها تنفس المواطن الصعداء
وتصور أن عهداً جديداً قد بدأ و قد تمادى البعض في التفاؤل حتى تصوروا أن مصر ستكون رائدة في حقوق الإنسان وحريته .
أكثر الناس كان أشد تفاؤلاً كانوا الأقباط الذين تصوروا ان نهاية عهود ظلم واجحاف إمتدت قرون طويلة قد انقشعت
وان شعارات المواطنة و الوحدة و الوطنية و النسيج الواحد قد تحولت الى واقع ملموساً.
يوماً بعد يوم استيقظ المصريون على كبوسٍ بشع ، فها الكرامة عادت مهدرة و الإنسانية باتت مُهانة وعاد الأمن مرة أخرى يحطم آمال الشعب في حلم الحرية والكرامة الإنسانية و أصبح الداخل الى قسم الشرطة مفقود
وأصبح تعذيب المواطن المصري وإهانته أمرا معتاداً عليه يطول أي مواطن يدخل هناك متهماً كان أم مشكواً في حقه
أم شاكياً فالكل يهان قبل ان يبن الحق من الباطل في الإتهام الموجه ضده ، المهانة و اللا إنسانية الطريق الوحيد للتعامل هناك.
صحيح ان ديانة المتهم لا تقف عائقاً أمام تعذيب المواطنين المصريين ، غير المسنودين ، مهما كان انتماءهم
وأمام آلام التعذيب و وسائله البشعة ، إلا ان ديانة المُعَذَب تجعل المعذِّب مستمتعاً وهو يقدم خدمة لله و يزيد عليه الضربات
ويقسوا عليه فالشهيد مجدي مكين على سبيل المثال الذي جريمته أنه صدم بعربته الكارو سيارة شرطة نزل أفرادها لتأديبه بالضرب ، زادت الضربات عليه بشدة في الطريق العام حينما شاهد أمناء الشرطة صليباً منقوشاً على يده
وهو أمر إعتاد عليه المواطن القبطي في مصر و لا أفهم انكاره او محاولة الأقباط الإلتفاف حوله بمقولة أنه علينا ألا نحول الحدث ألى حدث طائفي . ربما فعلا ان الأمر يحدث مع غير المسيحيين أيضاً او لا ننكر هذا ـ ولكن لا يخفي عليكم ان الأمر يبدوا مختلفاً حين يعرف رجل الشرطي ان المراد تعذيبه مسيحي هنا تزداد الإهانة و تزداد وسائل التعذي جدا لأن المُعَذِّب يتصور أنه يقدم خدمة لله و يشارك في تعذيب الكفار و سيظل الأمر هكذا طالما لا يتم تعيين أقباط في كل الأجهزة الأمنية و النباحث ليرتبط الأمر بالمواطنة لا بديانة المواطن .
فما حدث لسيدة الكرم ما كان ليحدث لو كانت غير مسيحية وما حدث لجرجس بارومي العنين الذي أصرت الداخلية مع القاضي المتعصب الجاهل إلقاءه في السجن لجريمة لا يستطيع أن يرتكبها حين رفض القاضي طلب محامي المتهم ان المتهم ليس لديه أعضاء تناسلية طبيعية ليغتصب بها فتاة تضاربت أقوالها بل وقد أثبت القاضي جهلة القانوني وتعنته حين أصر ان يقدم كل محامي توكيلا عن المتهم الماثل أمامه بشخصه وهو جهل بالقانون أظهر به سواد قلبه ،
وما حدث لسيدة الأقصر دميانة عبيد التي أتهمت بإزدراء الدين الإسلامي لما حدث لو كانت غير مسيحية فقد تضاربت أقوال الشهود و أنكر معظم الأطفال الواقعة برمتها .
مجرد أمثلة بسيطة لواقع أليم يعيشه الأقباط الذين لم يروا متهما واحدا قُدِّم للعادلة في كل الجرائم التي لحقت و تلحق بيهم صدقت مقولة الراحل جلال عامر حينما قال ، في بلادي المتهم بريء حتى تثبت ديانته