جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
ذكريات و احداث ما اجملها ,, تطرب الاذن بسماعها و يتغنى القلب عند سردها فهى ليست بمجرد كلمات جامدة بين دفتى كتاب و بين طيات السجلات لكنها محفوظة فى الاذهان تسطرها الخبرات و الزمان فهى نتاج لتجارب حية و معاشة تحويها القلوب و تتناقلها العقول و يتبادلها الاشخاص و لكن هناك من يتربص بتلك الذاكرة الفريدة و يتسلل اليها بخطى وئيدة يسير بداخلها قليلا قليلا الى ان يتخلل اغوارها معلنا سيطرته و يبدأ بتلاعب بكل ما بداخلها ,, فما اقسى تلك اللحظات التى يصعب فيها استدعاء لقطة من هذة الخبرات الثمينة واسفاه قد طوتها الايام و القتها فى غياهب بحر النسيان … فبطل هذة الاقصوصة هو داء الزهايمر
و يعرفنا ا.د احمد عكاشة استاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس عن طبيعة مرض الزهايمر فى كلمات ” انه مرض دماغى غير محدد الاسباب له سمات مرضية و عصبية و كيميائية يبدأ ببطئ و يتطور بالتدريج حيث يؤثر فى البداية على الذكريات القريبة ثم مع الوقت يدمر الذكريات البعيدة ,, و يزداد حدوث الزهايمر فى المراحل المتاخرة من العمر ”
و يمر مريض الزهايمر بثلاثة مراحل :
المرحلة الاولى : تتميز بضعف طفيف فى الذاكرة للاحداث القريبة و صعوبة فى تعلم المعلومات الجديدة و نوبات من الهياج و التوهان و حالات من الحون و الاكتئاب و عدم التعرف على المكان و الزمان
المرحلة الثانية : يظهر فيها ضعف اكثر شدة فى الذاكرة للاحداث القريبة و البعيدة و عدمالقدرة على اداء الاعمال المركبة التى تتطلب اكتر من حكركة كلبس الملابس , الاعمال اليدوية , … الخ اختلال المشى و الحركة
المرحلة الثالثة : هى مرحلة اضمحلال جسمى و عقلى كامل و فيها تتيبس العضلات و ينحنى الجسم و يفقد الشخص القدرة على التحكم فى الاخراج و تنتهى هذة الحالة بالوفاة
اما عن كيفية التعامل مع مريض الزهايمر :
فيخبرنا د. شريف حمدى استاذ المخ و الاعصاب كلية طب القصر العينى بأنه يجب مراعاة الحالة النفسية للمريض لانها تسهم فى العلاج بجانب العلاج الدوائى
فيجب زيارة الاهل و الاقارب للمريض بانتظام و الجلوس معه فذلك له دور كبير فى رفع الروح المعنوية له و خصوصا ان مريض الزهايمر يحب رؤية الاطفال و المزاح معهم و ملاطفتهم
عند التحدث الى مريض الزهايمر ينبغى استخدام الجمل البسيطة القصيرة بصوت واضح فهذا يسهل على المريض التواصل و فهم المراد دون اجهاده ذهنيا
استخدام الكلمات اللطيفة معه مثل ( تفضل ,, طال عمرك … ) و الابتعاد عن الكلمات الجارحة التى بدورها تؤدى الى تدهور حالة المريض و تشعره بثقل عبء المرض عليه
عندما يذكر المريض معلومات غير صحيحة لا داعى من مجادلته و تصحيح المعلومة ففى هذة المواقف يكفى ان نقدم له ابتسامة ثم نغير الموضوع
عدم مواجهه المريض بتشخيص حالته بأنه يعانى من الزهايمر بل نبسط الامر بأن لدية مشكلة بسيطة فى الذاكرة لان المواجهه بحالته تزيد من الازمة النفسية للمريض
الجلوس مع المريض و مشاهدة الصور القديمة و مشاركته فى الممارسات التى يحبها لد دور كبير فى تحسن الذاكرة لديه
حقا يالها من تفاصيل مؤسفة و حقائق مزعجة تخفق لها القلوب و قد نراها دربا من الخيال و لكن لا يدركها الا الاشخاص الذين رأوا احد من ذويهم فريسة لهذا الداء الشرس فوعينا ببعض النصائح و التفاصيل قد يزيل من على كاهلنا شئ من هذا العبء الثقيل
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com
