الأحد , ديسمبر 22 2024
حنان ساويرس

دماء بائع الأسماك تصرخ !!!!

بقلم / حنان بديع ساويرس
صوت دم أخيك صارخ إليَّ من الأرض هكذا قال الرب لقايين عندما قتل أخيه هابيل فسأله أين هابيل أخيك؟ فقال له في غطرسة مُستنكراً: لا أعلم، أحارس أنا لأخي؟‍
هذا حال ومُلخص ما حدث للمواطن المصرى مجدى مكين الذى لقى حتفه مُتأثراً بعذابات بَشِعَة على يد ضابط شرطة ومُعاونيه .. فرأينا فيديو وصور للفقيد توضح كيف تم تعذيبه بأشد العَذابات وكأنه مُجرم خطير ، وحتى لو كان من أعتى المُجرمين فلم يكن هذا هو الرد على إجرامه ، فهناك قانون وهناك قضاء يحكم بين المواطنين .
فقد خرج الرجل الخمسينى من منزله ليعود لأسرته المكونة من 12 فرد هو عائلهم ككل يوم بحفنة من الجنيهات لقوت يوم بيومه والذين كانوا ينتظرونه بشغف بعد يوم شاق ولكنه هذه المرة لم يعود ولن يعود أبداً لأن أيادى البشر كانت عليه أشد وطأة من أيدى الشياطين .. حقاً .. فربما تكون الشياطين أرحم من هذا الضابط الذى ترك كل شيء وأصبح شغله الشاغل أن يتفنن في تعذيب الرجل الفقير وكأنه لا توجد قضايا كبيرة في مصر تستحق إهتمام معاليه سوى هذا الرجل سئ الحظ الذى قابله قابض الأرواح في صورة ضابط !!، فقام هو ورجاله بسحله عارياً بعد أن جردوه من ملابسه تماما ثم أخذوه لقسم الشرطة وأكملوا وليمتهم أمام أثنين مِمَن قبضوا عليهم معه ورغم ضغوطهم عليهم لينكروا تعذيبه ويشهدوا زوراً الا أنهم أصروا على أقوالهم بأنه تم تعذيبه وتعذيبهم وللأسف سيدفعون ثمن أمانتهم وشجاعتهم غالياً !! فتعرض مكين لعذابات جمة أدت إلى وفاته .. وبدم بارد يخرجون علينا من حين لآخر بأخبار مُتضاربة .. فتارة يَهمسون في آذاننا قائلين في مكر أنه توفى أثر إنقلاب عربته الكارو .. وتارة توفى أثر أزمة قلبية ، وتارة بإرتفاع مفاجئ بالضغط ، وآخيراً قالوا أنه توفى مُتأثراً بمرض السكر !!

رجاء أن ترسوا بنا على بر .. عفواً أقصد أن ترسوا بنا على كذبة وليتها تكون مُقنعة!! .. عموما حتى لو كان توفى أثر أي مرض مما أشاعوه فهذا إن دل على شئ لا يدل سوى على أنه توفى بسبب ما تعرض له من ذُل ومَهانة وكَسرة وحَسرة فالموت بأى سبب ذكروه نتيجة طبيعية لما تعرض له من تعذيب ، فمن الطبيعى أن الحالة النفسية التي كان عليها تجعله يموت قهراً وطبيعى أيضاً أن الحالة الجسدية التي أصبح عليها أن تتسبب له في إرتفاع الضغط المُفاجئ أو السَكتة القلبية المُفاجأة وتكون نتيجة أياً منهما هو الموت المُحقق !!

أما عن وفاته أثر إنقلاب عربته الكارو فأطرح ملحوظة .. هل يُعقل أن يكون نِتاج إصابة إنسان من إنقلاب عربة كارو أو حتى مقطورة هذه الإصابات ؟!! ..وهى فتح وتوسيع واضح للأعمى بفتحة الشرج وهذا يعنى دخول شيء غليط بها وتهتك بالمِقعَدة بعد الضرب والسحل الذى تعرض له !!

لفت نظرى أن بعض المدعوين إعلاميين .. تحدثوا على أن الصور مفبركة ، فلا نعلم كيف علموا بذلك ؟!! مع العلم أن أبن الرجل وأبن شقيقته هم من قاموا بتصويره قبل أن يُدفن عندما شكوا في الأمر لا سيما أن المستشفى قامت بتكفينه وتجهيز صندوق له وهذا ما لم يحدث من قبل من المُستشفيات فأرادوا دفنه سريعاً قبل أن يلاحظ أحد من أقربائه شيء غير طبيعى عليه !!
خرج علينا أحدهم معروف بتعصبه قائلا ” ليه المسيحيين مكبرين الموضوع ” .. ففي خبث مُنقطع النظير حاول أن يجعل من الأمر موضوع طائفى وأن المسيحيين هم المهتمين فقط به لأنه مسيحى !! رغم إن الإهتمام من المُسلمين قبل المسيحيين واضح جداً وأولهم مُحاميه .

فإعتدنا في الفترة الآخيرة أن يحدث ترهيب إعلامى للمسيحيين حتى لا يدافع أحد منهم عن مظلوم لمُجرد أنه مسيحى بدلاً من أن يُدافعون هم عنهم كمواطنين مصريين .. ومع ذلك نقول لهذا المدعو إعلامياً أن الجميع أهتم بقضية هذا الرجل سواء مواطنين أو مُحامين أو حقوقيين أو بعض الكُتاب الشرفاء المُسلم منهم قبل المَسيحى الا إعلام أمثالك من المأجورين ولو كنت تبنيت أنت ومن على شاكلتك قضية الرجل المسكين ما كنا تحدثنا نحن من كُتاب وإعلام مسيحى .. لكنكم ينطبق عليكم المثل القائل ” لا ترحموا ولا تجعلوا رحمة ربنا تنزل ” فلا تثيروا القضية ولا تتركوا غيركم يثيرونها حتى لا يضيع حق الرجل الفقير البسيط والذى كان كل ذنبه أنه لم يحتمل على كرامته السب والقذف من سعادة البيه ‘ فقال له مقولة المغلوب على أمره نظراً أنه وجده ضابط صغير السن لكنه للأسف صغير النفس أيضاً فقال له رداً على إهانته له” عيب أنا زى أبوك .. ترضى حد يشتم أبوك ” وهذا لأن الرجل المسكين أراد إستعطافه ليثنيه عن الإهانة ولم يضع في إعتباره أنه “مش قد المقام العالى” لضابط مريض سادى يتلذذ في التفنن بتعذيب الآخرين !!!

تارة يشيعون أن بائع الأسماك الفقير يتاجر بالمُخدرات وأنهم ضبطوه بعشرة أقراص مُخدرة وبعد أن وجدوا أن عدد الأقراص غير كافِ فعادوا وقالوا أنهم مائة قرص ثم بقدرة قادر أصبحوا ألف قرص وهذا لمزيد من التعاطف.. نفس التضارب الذى حدث في سبب الوفاة .. فلم يكفيهم قتل الرجل بعد تعذيبه فأيضاً يُريدون تلويث سمعته كَمَخرج لهم من جريمتهم الغير مُبررة .. والطامة الكبرى هى أن إحدى الصحف الحقيرة قامت بفبركة “صحيفة سوابق” للمسكين بأنه عليه وعلى أبنه قضايا مَخدرات ولكن أراد الله فضحهم فدون قصد كتبوا في خانة الديانة ” مُسلم ” ليعرف الجميع مدى تدليسهم وكذبهم ونفاقهم ورياءهم في مُحاولة منهم أن يفقد الرجل تعاطف المصريين .. فلا أدرى لمصلحة مَن هؤلاء المرتزقة يَعملون ؟!! في شتى الأحوال أقول لكم كما قلت سابقاً .. حتى لو كان رئيس عصابة أو حتى أكبر تاجر مُخدرات في المحروسة فهناك قانون يُطبق على المواطنين ولا يُطبق عليهم قانون الغاب !!

أتقوا الله فإن كذبتم على البشر فأين تهربون من رب البشر فأين تذهبون من وجه خالق الكون فعيناه تخترقان أستار الظلام .. أين تذهب يا قايين من وجه إلهك .. فدم أخيك يصرخ إليه من الأرض .. فأين تختبئ يا كل قاتل وسافك دماء بريئة وتحتمى في سلطان أرضى .. أين تذهب من وجه الله يا كل متواطئ لإهدار دم برئ .. أين تختبئون من يد الله الحى العادل .. ماذا تقولون له عند سؤالكم يوم الدينونة العظيم عن دم مكين ودم كل برئ .. فهل تقولون لم نقتله!! ، فقد قبضنا عليه متوفياً كما حدث .. أم وجدنا معه أقراص مُخدرة ، أم أنه مات بسكتة قلبية وحينها سيرد الله عليكم قائلاً وصوته يُزلزل جدران قلوبكم فترتعدون وتصرون بأسنانكم حينما يقول لكم قوله الشهير لقايين .. دم أخيك صارخ إلى من الأرض .. فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ ..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.