الأحد , ديسمبر 22 2024
الكنيسة القبطية
مجدي مكين

العربجي مكاري والعربجى مكين من قتلهم!

ماجد عزت إسرائيل
في يوم الجمعة 9 سبتمبر 1881م اندلعت الثورة العرابية ،بتأييد العسكريين من جميع الطبقات وفى مقدمتهم العلماء والأعيان وعمد البلاد ومشايخ العربان، وإذا جاز لنا التعبير ،جميع فئات الشعب من المسلمين

والأقباط لأنهم عانوا معا من سوء الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية ، ومعاملة رئيس الوزراءالقاسية،وزيادة التدخل الأجنبى فى شؤون مصر، ولذلك طالب الثائرون الخديوى زيادة عدد الجيش ،وتشكيل المجلس النيابى،وإسقاط الوزارة ،ورفض توفيق فى بداية الأمر ولكنه سرعان ما

ستجاب لخطورة الموقف لاحتشاد الجيش فى ميدان عابدين، فأمر بتشكل وزارة شريف باشا

فى 14 سبتمبر 1881م،وتولى محمود سامي البارودي وزيراً للحربية،وأحمد عرابى وكيلاً لها.

وقامت الوزارة بالعديد من الإصلاحات مما أدى إلى استقرار البلاد ،ولكن إنجلتر وفرنسا أرادتاً

أن تحدث حدثاً يخلق الاضطراب فى مصر، وذلك بتدخلها فى الشؤن الداخليةـ وإيقاع الفرقة بين الخديوى

و الأمة،لكى تتدخل عسكرياً وهو ما عرف بـ “أزمة 7 يناير 1882م” حيث إرسلت كل من إنجلترا وفرنسا

المذكرة المشتركة الأولى في 7 يناير 1882 والتي أعلنتا فيها مساندتهم للخديوي فتأزمت الأمور

وتقدم “شريف باشا” باستقالته بسبب قبول الخديوي تلك المذكرة

وتشكلت حكومة جديدة برئاسة محمود سامي البارودي، فى 7 فبراير1882 وشغل عرابي فيها منصب وزير الحربية، وسميت هذه الوزارة باسم وزارة الثورة ،وأرسلت الدولتان مذكرة تطلبان فيها استقالة البارودي

وخروج أحمد عرابي من مصر . فرفضها البارودي و أقسم مع العرابيين يمين الدفاع عن البلاد و الولاء للثورة .

فما كان من الخديوي توفيق إلا أن قبل المذكرة فاستقال البارودي احتجاجاً.

وقام توفيق بتشكيل وزارة برئاسته.

وبدأت انجلترا تتحين الفرصة لدخول مصر، و جاءت الفرصة يوم 11 يونية 1882 م

في شجار ملفق قام بين رجل ملطي من الرعايا الأجانب ومكاري ( عربجي) مصري علي الأجرة ، فقام المالطي بطعن المصري طعنة قاتلة

فتطور الأمر إلي معارك متبادلة بين الأجانب و المصريين. و قام الأجانب بالتجمع في أماكن واحدة و التحصن بها.


قامت انجلترا بضرب مدينة الإسكندرية في 11 يولية 1882 م بحجة أن مصر تقوم بتحصين الأسكندرية

وتعتزم غلق الميناء و حصار البوارج الانجليزية الراسية فيه،خلاصته احتلت انجلترا مصر

وظلت حتى 1956 طبقاً لاتفاقية الجلاء 1954م التى نصت فى مادته الاولى على ” تجلو قوات صاحبة الجلالة

جلاء تاماً عن الأراضي المصرية …..خلال فترة عشرين شهراً من تاريخ التوقيع على الاتفاق الحالي”.

وتأكد قتل العربجى مكارى على يد الرجل الملطى،ولم يتم سجنه أو حتى طرده من البلاد أو أن تعوض الدولة أسرته.

أما العربجى القبطى “مجدي مكين خليل” فبدأت قصة فى مساء يوم الأحد 13 نوفمبر 2016م

كما ذكر محاميه “علي الحلواني”، حيث تم القبض عليه فى أثناء عودته من عمله، مستقلًا عربته “الكارو”

ثم حدثت مشاداة كلامية بينه وبين نقيب بقسم شرطة الأميرية ويدعى “كريم مجدى”

مما دفع الأخير للاعتداء عليه واقتياده إلى القسم،ومحاولة تلفيق له قضية مخدرات ولكنها فشلت هذه المحاولة،فلجاء لتعذيبه بالصعق الكهربائي والشى على الفحم، كما ذكر أيضًا هانى نجل شقيقته

قائلاً :” قلعوه هدومه كلها وسحلوه في الأرض، وداسوا عليه بالجزم وأجبروه الجلوس على فحم

مما تسبب في تهتكات وإصابات في جسده، مشيراً إلى أنهم أجبروه على النوم على وجهه وقيدت يداه من الخلف

وعندما حاولوا إيقافه مرة أخرى سقط أرضا ونقل للمستشفى ليخبروهم بوفاته..

” كل ذلك حسب ما ورد بالعديد من وسائل الأعلام بشتى أنواعه،ولكن السؤال الذى يطرح نفسه لماذا لم يتم تشكل لجنة تعرف بـ “للقومسيون الطبي ”

وتقوم بتوقيع الكشف على العربجى مكين ،حتى لا يتم اتهام رجال الشرطة بالتعذيب وإذلال المصريين،وتكون هناك شفافية والإفصاح على التقرير الطبى ـ الطب الشرعي ـ حتى يسود الهدوء والطمأنينة للأسرة القتيل والشارع المصرى.

وأخيراً،توصلنا لمن قتل العربجى مكارى فى أثناء أحداث مدينة الإسكندرية عام 1882م، فهل نستطيع التحقيق والتواصل أو الوقوف على الأسباب التى أدت لوفاة العربجى مكين!

10000

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.