الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
البابا شنودة الثالث وكريم كمال

بمناسبة عيد جلوسه ال 45 : البابا شنودة الثالث .. قديس الشعب المصري

 كريم كمال

يوم 14 نوفمبر من عام 1971م يوم محفور في وجدان كل مصري وعربي حيث تم فيه تجليس الراحل قداسة البابا شنودة الثالث علي الكرسي المرقسي ليكون بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاقباط الارثوذكس رقم 117 في تعداد الاباء البطاركة الجالسين علي السدة المرقسية منذ جلوس البابا الاول علي الكرسي وهو القديس مار مرقس الرسول مؤسس الكرسي السكندري الرسولي .


ومنذ اللحظة الاولي لجلوس البابا شنودة الثالث علي الكرسي بدأت صفحة هامة من تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذكسية علي المستوي الديني والوطني والشعبي من خلال كاريزمة خاصة تمتع بها الراحل العظيم وبساطة شديدة وحضور قوي في كل المواقف والمحافل حيث كان اول بابا في التاريخ يذهب الي الجبهة خلال حرب اكتوبر المجيدة في عام 1973م لموازارة الضباط والجنود ليرسخ للدور الوطني للكنيسة القبطية كما ساهم من اموال الكنيسة في المجهود الحربي .


ولم يكون هذا هو الدور الوطني الوحيد الذي قام به البابا الراحل فقد قام بدور اخر نقيش في التاريخ باحرف من نور حين رفض الذهاب الي القدس مع الرئيس الراحل محمد انور السادات كما رفض ان يحج الاقباط الي القدس الا بعد تحريرها ليؤكد ان وطنية الكنيسة القبطية وطنية تعرف قيمة الوطن وهو ما جعل العرب يطلقون علية لقب بابا العرب .


ولن ينسي التاريخ تعاملة بحكمة بالغة مع كل احداث الفتنة الطائفية حيث كان دائما يحفاظ علي الوطن في المرتبة الاولي دون تفريط في حق اولادة وهي معادلة صعبة استطاع ان ينجح فيها باستمرار .


ورغم الشعبية الجارفة والكارزمة التي تمتع بها البابا شنودة الثالث  الا انة كان انسان بسيط للغاية يهتم بالجلوس كل اسبوع مع الفقراء الذين اطلق عليهم اخوة الرب في وقت كان لا يجد فية وقت للجلوس مع الاغنياء حيث عاش راهب بسيط يقضي نصف الاسبوع في الدير في العبادات والصلوات وحينما ياتي لة ضيوف كان يستقبلهم ويضع لهم كل انواع الطعام التي لا يقترب منها علي الاطلاق حيث كان زاهد في الحياة لا يأكل الا أنواع بسيطة من الطعام الخالي من اللحوم والفراخ والاسماك في أغلب الاحيان وقد لا يعرف اغلب الناس أنه  كان يعيش في قلاية ” غرفة السكن ” متوضعة للغاية سواء في الدير او في المقر البابوي في القاهرة أو الإسكندرية .


كان دائما يحرص البابا علي تعليم الشعب القبطي والاجابة علي الاسئلة من خلال اجتماعة الاسبوعي كل يوم اربعاء في القاهرة والنصف شهري كل يوم احد في الاسكندرية ولم يكون يمر الاجتماع والا ووقف قداستة للسلام علي اكبر قدر ممكن من الشعب واستمرت تلك العادة حتي في السنوات الاخيرة والتي كان مريض فيها ورغم ذلك كان يجلس بالساعات للسلام علي الشعب الذي سكن قلبة وسكن قلبهم .


البابا شنودة الثالث  صاحب دور وطني وديني ومسكوني ايضا حيث قادة الكنيسة القبطية في العديد من الحورات مع الكنائس الاخري من اجل الوحدة المسيحية وهو ما اسفر عن العديد من الاتفاقات التاريخية التي تم توقيعها في عهدة .


ايضا كان رجل تعمير حيث حول الكنيسة القبطية من كنيسة محلية لا يوجد لها تواجد خارجي الا قليل الي كنيسة عالمية تنتشر في كل قارات العالم من افريقيا الي الخليج العربي الي اوروبا وامريكا والصين واليابان وكل اسياء .
البابا شنودة الثالث قديس الوطن بمواقف لن ينسها التاريخ محفورة في ذاكرة الشعب المصري والشعوب العربية وقديس الكنيسة المعاصرة في جميع المجالات من تعليم وتعمير وافتقاد ورعاية وتواضع فهو يسكن في قلب كل قبطي ومصري وعربي وايضا الان هو القديس الذي يصلي عنا في السماء فهو لم ينسي يوما شعبة وكان قريب منهم دائما لذلك سيظل قريب منهم ومتواجد معهم من جيل الي جيل .
سأظل فخورا اني عشت في زمن هذا العملاق … زمن البابا شنودة .

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.