الأربعاء , نوفمبر 20 2024

فارس ومجتمع خيبان

كتب عصام ابوشادى
لقد كان عنترة هو فارس بنى عبس،هو ذلك العبد الأسود،الذى استطاع أن يحمى دياره من الخراب،وكما شاهدنا عندما تحل على دياره مصيبه،لا نسمع غير ندائهم،أغيثنا ياعنترة،لم يكن عنترة بالرغم من تجاهل قومه له فى اثبات نسبه،ناقما وشامتا على قومه فى أزماتهم،بل كان هو الفارس النبيل الذى تحمل كل الهوان ولكنه لم يرضى أن يهان قومه،وهو مازال بينهم،وفى النهايه لا يحق غير الحق،فارسا يتبعه قومه من أجل العزة والرفعة،والكرامة.
هكذا اليوم نعيش،،؟لدينا فارس لا يعرف البعض قيمته،بل ينتظروا هؤلاء أن يكون هناك مصيبة،لكى يزيدوا من استغاثتهم،ليس لإنقاذهم منها،بل لتقليب كل المجتمع عليه.
حالة من الكوميديا السوداء،تمتليء بها قلوب هؤلاء،ونعيشها اليوم.
فلا ننكر اننا نعيش فى أزمات متلاحقة،يعقبها زيادات متلاحقة فى الأسعار نتيجة عوامل كثيرة،تلك الأزمات منها ماهو مفروضا علينا،من حصار،ومنها ماهو مفتعلا.لنعيش فى حربا غير معلنة،يتأثر بسببها الطبقة الدنيا والمتوسطة،وحربا معلنه،يسقط فيها شهداء ومصابين.
وعنترة يقف بنفسه،يواجهه تلك الأزمات بكل قوته ورباطة جأش،محاولا إنقاذ شعبه من التبعية،والإرهاب، تلك التبعية التى أغرقتنا فى وحل الكسل،والرفاهية،دون أن نسأل أنفسنا،ماهو الثمن.
والآن ندفع جميعنا الثمن، ثمن الخروج من عباءة التبعية،لنقود مصيرنا بأنفسنا، وليس لنا غيره خيارا أخر،حتى نستطيع أن نعبر إلى بر الأمان،الأمان الإنسانى،والإقتصادى،والذى يحاربنا الجميع على الا نصل إليه.
خيارنا اليوم والذى لا يعجب البعض،هو التضحية،وإنكار الذات،لنعبر تلك المرحلة الحرجة، إذا أردنا أن نتقدم ،فإذا كان الجوع سبيلا لهذا،،فمرحبا به من أجل بناء مستقبلا أكثر تقدما وأمننا وطمأنينه لنا ولأجيالنا القادمة.
**وهكذا تقدمت معظم بيوت المصريين،من الاستقطاع من قوتهم،من أجل أن يوفروا حياه كريمه لأولادهم عندما يكبروا،عندما كانت الأمهات يجتمعن لكى يتفقوا على الاشتراك فى جمعية نقدية،تدفع شهريا،ويحدد فيها الأدوار،،،فهل تلك الجمعية ليست سوى استقطاع،من المعيشة،لكى يضمنوا بها مستقبل أفضل**
فماذا تغير اذا طلبت الدولة هذا من الشعب،،؟ثم منذ متى تغير شعارهم ،أحيينى اليوم،وأمتنى غدا،،وهم من يلعنون الظروف التى أوقعتهم فى ذلك، أجيال متعاقبة،الكل فيها يشتكى أنهم هم من يدفعون أخطاء الماضى.
وحين يجيء اليوم التى يتم فيها تصحيح تلك الأخطاء،نرى هناك من يثور بل وأصبح ينظر مافى يدى غيره،فلم يتبقى سوى الطمع،فى كل شيء.
**عذرا أنا لا أعمم على المجتمع ككل،لان مجتمعنا فيه الكثير والكثير من الشرفاء،الشرفاء الذين لديهم استعداد لأن يجوعوا بل ويموتوا من أجل هذا الوطن**
فإلى متى ياشعب تريد ان تأكل مافى ثدييك.
تجوع الحرة ولا تأكل بثديها، وقد عشنا سنوات نأكل بثدى الأخريين ،فإذا واتتنا الفرصه لنكون أحرارا ونسير فى ركاب عنترة،نترك تلك الفرصه،إن السبيل للحرية والتقدم التى تنادون بها ،لها مضاعفاتها،والنجاة من تلك المضاعفات،هو العمل ثم العمل،وقتها لن يستطيع أحدا أن يوقفكم،أما إذا لبيتم نداء كروشكم ،فلن يكون لكم سوى السقوط المروع.
ولتعلموا أن كل الدول التى تتدشدقون بتقدمها،قد مرت بأسوء بما نمر به الآن،من تعويم عمله وغلاء أسعار،على الأقل لم يكونوا فى حالة حرب مثلنا،فما عليكم الا أن تقرأوا عن تلك الدول، وكيف كانت نسب التضخم لديهم،
فتحيه لكل شريف يعرف قدر وطنه،ومن أجله،يتحمل الصعاب،حتى ولو فى لقمه عيشه،تحيه لكل شريف لم ينظر مافى يدى غيره،تحيه لكل شريف،يطعم أولاده من الحلال، تحيه لكل شريف قال،معك ياوطنى،،،انتظرووو
عنترة الآن يسير بمفرده،ينتظر طاقة الشباب الهائلة من هذا الشعب،لتنضم اليه،ليسيروا سويا بهذا الوطن إلى بر الأمان،
فمن سيسير معنا فى هذا الطريق،،؟فلا نريد فارس ومجتمع يرتع فى الكسل،والإحباط، بل نريد فارس ومعه ملايين الفوارس،يشعون بالأمل،والتفاؤل،لبناء مستقبل أفضل،إن مصر جميلة،أجمل مما لا تتخيلون،وتسير فى ركاب نهضة ،لم تتحقق من سنوات ،منها ما تعرفونه،ومنها ما لاتعرفونه،فاذا كانت مصر تعيد كفاءتها التى أكلها الصدأ،من سنوات فعلى الشعب أيضا أن يعيد أمجاده وكفاحه

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.