الإثنين , ديسمبر 23 2024
ماريا ميشيل اخصائية نفسية

العلاج النفسى بالفن التشكيلى .

فرشاة و لوحة و الوان،، قد نظن انهم فقط حكرا على الفنان،، فيها يجسد صورة لكل ما يقع على مرأى العيان،، او يمتد لما هو اعمق الى حيث يجول فى الخاطر و الاذهان،، فيجعل كل ما هو غير مرئى صورة تتفحصها العينان،، و يكشف عن الخفيات فى لوحة تتناقلها اليدان،، تجول كل الاقطار و تلف البلدان،، و هكذا نعتقد ان ذلك كل ما يجود به الفن للانسان،، و لكن ليس ذلك فحسب بل انه يعطى ايحاءات تفصيلية لخلجات النفس و كمائن الوجدان،، التى تغلق عليها قلوبنا معظم الاحيان،، فتزلزل اسس حياتنا بالاحزان،، و تنهار بثقل الهموم الدفينة وتلك الاوزان،، فيباغتنا ذلك الطبيب الى لم يكن فى الحسبان،، فالرسم و الالوان يكشف عن الداء و يرسم خطة العلاج لهذا الكيان،، فيخرج من قوقعة الانعزال الى شاطئ الامان،، تنبض حياته بالسلام بدلامن العدوان،، و فى اطلالة اليوم نلقى الضوء على جوانب خفية من اسرار الصحة النفسية و هى العلاج بالفن التشكيلى
لم يعد الفن التشكيلي فنا يمارسه الفنان فحسب بل اعتبر بالآونة الأخيرة علاجا له علاقة بالطب البديل للكثير من الأمراض النفسية والعصبية التي تعترض الإنسان
يعتبر من طرق العلاج الجديرة بالاهتمام
و اول من قدم اسهامات رائدة فى هذا مجال هم نومبورج و جميس ديني
وهذا العلاج النفسي طريقة تقوم على استخدام وسائل التعبير الفني التشكيلي ,وتوظيفها باسلوب منظم ومخطط لتحقيق أغراض تشخصية وعلاجية وتنموية , في انشطة فردية أو جماعية حرة أو مقيدة وذلك وفقاً لأهداف خطة العلاج , مراحلها , وأغراض المُعالج وحاجات المريض
والعلاج النفسي بالفن له جانبان :
الفن التشكيلي : وهو التعبير الفني بالرسم أو اعمال اليدوية و بذلك يتم اخراج جزء مما بداخل كمائن النفس من خبرات دفينة ومستترة ومكبوتة قد تكون مسببا لمشكلات نفسية واضطرابات سلوكية عديدة
العلاج النفسي: من خلال ما قام به الفرد من نشاطات فنية يتم تحليلها و تفسيرها فتعطى المعالج دلالات عديدة تساعدنا فى اكتشاف مشكلات الشخص النفسية و إيجاد حلول لها , وإحداث تغير ايجابى في حياته و شخصيته
.
وهدف العلاج بالفن هو
مساعدة المريض على إعادة بناء الطريقة التي ينظم بها حياته وعيشها ويدركها ..طرح الخبرات الحياتية المؤلمة غير واستبدالها بخبرات مثمرة ذات قيمة
تحريك المريض من حالة الشعور بالانعزال والعدوانية والتمركز حول الذات والقلق وماشابه إلى حالة تسودها مشاعر الحب و روح الجماعة والرغبة في التعلم و الاقبال على الحياة مما يعيد التوازن للعديد من جوانب الشخصية
من الناحية الإيجابية فهو يساعد على تنمية الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية والتعاون والعمل الجماعي
مساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة الذين قد يفتقرون إلي المهارات الحركية او الحسية إلى استثمار القدرات المتبقية لديهم لرفع الثقة بالنفس و تنمية مهارات اخرى بديلة فى حياتهم تعوض عجزهم
قد تحصرنا دائرة الذهن حول معتقد واهم بأن التشخيص و العلاج يقتصر على الجوانب الطبية و الدوائية فقط و لكم مجال الصحة النفسية اوسع من ان تحويه هذة الدائرة فهو مجال للاسرار الخفية التى تدهش العقل و احد هذة الاسرار هو العلاج النفسى بالفن التشكيلى بمختلف مظاهره
اخصائية نفسية
ا.ماريا ميشيل
mareya2000@hotmail.com

2

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.