كتب: محمد حماد
“تعويم الجنيه” مصطلح بات يتردد كثيرا في الآونة الأخيرة خاصة بعدما أسقط الدولار كل حصون الجنيه المصري حتى انهار، وأصبح التعويم هو الحل في وجهة نظر كثير من الاقتصاديين للأزمة في الوقت الذي يعتبره آخرون كارثة، فما هو تعويم الجنيه؟
1- يعني هذا المصطلح رفع يد البنك المركزي (المسئول عن السياسة النقدية للبلاد) عن العملة بشكل كلي ليتركها تتحرك بكامل حريتها حسب قانون العرض والطلب، وهو يحدث في حالة فقد البنك المركزي السيطرة بشكل كلي، واستنفد كافة ما يملكه من أدوات وهو مhحدث بالفعل صباح اليوم الخميس باصدرا تعليماته للبنوك بفتح التعاملات الدولارية ، بناء على قرار التعويم الصارد منذ قليل
2- ويحدث ذلك في الغالب عندما تكون هناك مقدمات لأزمة مالية كبيرة تعصف باقتصاد الدولة وربما تجبرها على الإفلاس، كما حدث في تايلاند منتصف عام 1997 كبداية للأزمة المالية الآسيوية المعروفة، إلا أن هذا السيناريو الكئيب بعيد بدرجة كبيرة عن الحالة الراهنة.
3- في 29 يناير 2003 ظهر مصطلح تعويم الجنيه لأول مرة، عندما أعلن رئيس الوزراء حينها عاطف عبيد تعويم الجنيه المصري، بعدها ارتفع سعر الدولار بنسبة اقتربت من 50 % حيث ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه من 3.70 جنيهات إلى 5.35 جنيه.
4- ولكن أول تعويم حقيقي للجنيه، قام به الرئيس السادات، عندما سمح بعودة البطاقات الاستيرادية للقطاع الخاص، وبدء حقبة الاقتراض من الغرب، التى تحولت بعد ذلك لما يسمى بـ “ديون نادى باريس”, لكن مع عدم قدرة السادات على تحرير الموازنة العامة “سنة 1977″ و عدم استمرار تدفق استثمارات الخليج والضعف الاقتصادى العام فى الثمانينات حدثت أزمات الدولار مرة أخرى, وتحرك الدولار رسميًا من 1.25 جنيها إلى حوالى 2.5، مما أدى لإفلاس كثيرين, حيث كان القطاع الخاص المصرى يقترض بالدولار من البنوك و يعمل بالجنيه”.
5- وللتعويم نوعان الأول ما يعرف “بالتعويم الحر” أى ترك سعر صرف العملة يتغير ويتحدد بحرية مع الزمن بحسب قوى السوق ، ويقتصر تدخل السلطات النقدية – البنك المركزى – على التأثير فى سرعة تغير سعر الصرف ، وليس الحد من ذلك التغير، ويُتَّبع هذا الشكل من تعويم العملات فى بعض البلدان الرأسمالية الصناعية المتقدمة مثل الدولار الأمريكى والجنيه الاسترلينى والفرنك السويسرى.
6- والنوع الثانى من التعويم هو التعويم المدار ويقصد به ترك سعر الصرف يتحدد وفقًا للعرض والطلب مع لجوء البنك المركزى إلى التدخل كلما دعت الحاجة إلى تعديل هذا السعر مقابل بقية العملات، وذلك استجابة لمجموعة من المؤشرات مثل مقدار الفجوة بين العرض والطلب فى سوق الصرف، ومستويات أسعار الصرف الفورية والآجلة، والتطورات فى أسواق سعر الصرف الموازية ويُتَّبع هذا الشكل من التعويم فى بعض البلدان الرأسمالية ومجموعة من البلدان النامية التى تربط سعر صرف عملتها بالدولار الأمريكى أو الجنيه الاسترلينى أو الفرنك الفرنسى (سابقًا) أو بسلَّةٍ من العملات وهو الأسلوب المتبع حاليا من قبل البنك المركزى المصرى .
7-وعن سعر الدولار في البنوك بعد التعويم ، قال الدكتور هشام ابراهيم، الخبير المصرفي، إن البنك المركزى اتخذ قرارًا بالتعويم الكامل للجنيه صباح اليوم الخميس، موضحا أن سعر الدولار داخل البنوك من المقرر أن يصل إلي 13 جنيها كسعر شراء من المواطنين، على أن يقوم بالبيع بنحو 14 جنيها .
خفض البنك المركزى المصرى سعر الجنيه أمام الدولار ليطرقه قائما على أليات العرض والطلب في السوق المحلي.
وأضاف ابراهيم لـ “مصر العربية” أن الخطوة الحالية التى اتخذها البنك المركزى صباح اليوم الخميس ستساعد في تجميع كافة الدولارات المتاحة في الأسواق منذ تعاملات أمس والتى رفضت الشركات تداولها عند مستوى الـ 12 جنيها .
8-وأوضح أن الفجوة الحالية في سعر الدولار والتى حددها البنك المركزى ستكون كبيرة في الفترة الراهنة لحين تجميع الدولارات المتاحة بالأسواق، لافتا إلي أن الفجوة ستنخفض مع مرور الوقت .
تعليق واحد
تعقيبات: اضطرابات عالمية تتسبب فى تغير كبير فى سعر الدولار وسط ترقب عالمى بشأن التجارة – جريدة الأهرام الجديد الكندية