م استشارى / فريدى جرجس داود
تكررت مشكلة السيول فى مدينة راس غارب لانها تقع فى منطقة منخفضة على ساحل البحر الأحمر وهذه المنطقة تعتبر أخر وادى طويل ممتد بين جبال الهضبة الشرقية ، وعندما تهطل أمطار السيول كل خريف فيندفع الماء من أعلى قمم الجبال إلى الوادى المنخفض هذا الوادى أيضا يعتبر مسار للطريق الاسفلتى الجديد الواصل بين راس غارب و المنيا مدينة راس غارب تقع فى آخر وادى بدايته بين الجبال للهضبة الشرقية و يمر فيه طريق اسفلت يبدو أنه يربط بالوادى المياه تتجمع بين الجبال و تصب فوق الطريق الاسفلت ثم تنحدر إلى المدينة
تقدر كمية المياه المنهمرة فى أيام السيول بحوالى 120 مليون متر مكعب قطعت طريق السويس الغردقة و اندفعت الى طرقات المدينة مكتسحة كل ما في طريقها من سيارات و ممتلكات حيث وصل ارتفاع المياه إلى متر و نصف فى بعض المناطق وسرعة المياه إلى 3 متر فى الثانية وجرفت معها كميات كبيرة من الرمال شكلت بها روبة ثقيلة و قدرت الحكومة الخسائر بحوالى 100 مليون جنيه
صورة من الفضاء توضح منطقة الجبال …و طريق راس غارب المنيا ….و اتجاه فيضانات المياه الى مدينة راس غارب
صورة من لطريق راس غارب – المنيا و الجبال مرتفعة على جانبيه التى تنحدر منها المياه
هناك حلين للمشكلة …حل قصير المدى و حل طويل المدى.. الحل القصير المدى السريع نحتاج لعمله الأن و بدون انتظار نظرا لامكانية تكرر المأساة من جديد فى خلال نوات شهر نوفمبر و ديسمبر
و الحل السريع بسيط و رخيص و لكنه فعال و نتيجته مضمونة فى الظروف الحالية وهو حفر قناة تصريف مؤقتة لها جانب مرتفع (سد من جانب واحد) تحيط بالمدينة من الشمال و الجنوب لتحويل مجرى السيول المندفعة لتصب فى البحر الاحمر عمق القناة المؤقتة يكون تقريبا من 6 متر الى 8 متر و عرضها من 10 الى 12 متر على كل جانب من جوانب المدينة الشماليه و الغربية و الجنوبية ويكون مستوى القناة منخفضا عن مستوى المدينة
و ارضيتها منحدرة الى البحر بحيث تجرى المياه اليها ثم تندفع الى البحر و لا داعى الان لتكسيتها بالخرسانة حتى لا يضيع الوقت و ممكن تكسيتها لاحقا
و مدينة غارب مدينة صغيرة عرضها لا يتعدى 4 كيلو متر فقط. لذلك فطول قناة التصريف الشمالية و الجنوبية بالنظر للصورة المرفقة يكون من 4 الى 5 كيلومتر لذلك فتكلفة اعمال الحفر المطلوب تعتبر صغيرة جدا بالنسبة للفائدة من الأخطار و الخسائر الجسيمة لو حدث و قدر الله فيضان اخر جديد.
و تقدير اعمال الحفر يكون من حوالى 200 الف متر مكعب تقريبا وهو حفر ارضى بسيط و غير عميق ممكن ان يتم باستخدام اللودر FRONT END LOADER او الحفار الكاتينة EXCAVATOR و هاتين المعدتين متوفرة عند كل المقاولين و عند مجالس المدن واللودر الواحد قادر على حفر 2000 متر مكعب فى الورديتين بذلك يكون يمكن انجاز القناتين باستخدام 10 لودرات فى اسبوع واحد او اقل وهو عدد بسيط جدا من الحفارات
و التكلفة هنا بسيطة جدا لا تقارن اطلاقا بحجم الخسائر فى الارواح و الممتلكات و المعدات و توقف الانتاج لمدينة باكملها…
اقتراح لقنوات التصريف المؤقتة للسيول المقترحة
مقطع فى قناة تصريف مؤقتة و حاجزمؤقت و كيفية حفرها
صورة لحفارات اثناء عمل حواجز سيول مؤقتة فى سوهاج
اما بالنسبة للحل البعيد المدى …… فهو الاستفادة بمياه السيول بتخزينها و الاستفادة منها فى الزراعة او تنقيتها و استخدامها فى الشرب …..لانها مياه امطار عذبة يمكن تنقيتها من الرمال و الشوائب ….بدلا من ضياعها فى البحر …و هو بالتالى مكسب من كل الاوجه WIN – WIN SITUATION
و الجدير بالذكر هو ان كمية المياه التى يهبها الله لنا كل سنة وقت السيول …..تقدر بحوالى 20 مليار مترمكعب فى الصحراء الغربية و الشرقية ….و هى تقريبا تعادل نصف حصة مصر السنوية من مياه النيل ….اى ان تخزينها و الاستفادة و لو بجزء منها يرفع نصيب المواطن المصري من المياه لاعلى من حدود فقر المياه ….. و الاستفادة من مياه السيول العذبة له اهمية خاصة و قيمة اقتصادية رهيبة بالاخض فى منطقة البحر الاحمر حيث ندرة المياه العذبة …. و تعتمد معظم فنادق البحر الاحمر على تكنولوجيا تحلية المياه بالتناضح العكسي RO DESAL لتوفير المياه اللازمة لها…و هى تكنولوجيا غاية فى التكلفة من حيث راس المال المطلوب و من حيث استهلاكها للطاقة الكهربائية او الكيماويات او الفلاتر الغشائية …و يصل تكلفة الطن الواحد من المياه المحلاة من 8 الى 10 جنيه …و ممكن ان يزيد هذا الرقم مع زيادة سعر العملة الصعبة اللازمة لشراء الاغشية الاوسموزية OSMOTIC MEMBRANES و الكيماويات المطلوبة لصيانتها و الحفاظ على كفاءة عملها…..
و تخزين مياه السيول يحتاج الى مجموعة من السدود الركامية ذات الميول الطبيعية و التكاسي الدبشية …..و ارتفاع السد يحدد سعة الخزان …..و بذلك ممكن ان يزيد الارتفاع مع زيادة الامكانيات المالية المتاحة …. و تتسبب السدود فى تكوين خزان ارضى من المياه امامها عند هطول الامطار …. ممكن ان يكون هذا الخزان مبطنا بالراتنجات البلاستيكية الرخيصة التكلفة لمنع تسرب المياه و فقدانها فى الارض ….و ان يغطى براتنجات بلاستيكية من اعلى لتقليل فقدان المياه فى الجو نتيجة للتبخير خاصة خاصة عند ظهور الشمس …… و عادة يكون تنفيذ السدود فى الاودية للاستفادة من الجبال الموجودة على الجانبين فى حجز المياه …..لتقليل التكلفة ….
صورة لسد للسيول ركامى ذو ميول طبيعية و تكسية خرسانية رقيقة السمك