الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الدكتور ايهاب أبو رحمة

حوار مع صديقي الإخوانجى .

د. إيهاب أبو رحمه .
بدون أدنى شك جميعنا لنا أصدقاء من كافه الأطياف و الاختلافات السياسية ,و كونى لا أنتمى إلى أي الاحزاب السياسية ولا أجد أي مشكله في معرفه ثقافات الأخرين و أن اختلفت مع الأفكار بل و العقائد في بعض الأحيان ,فالاختلاف يثرى الحياه بالأفكار و يثريها بحلول لكل المشكلات التي قد تواجهنا فيها .

وحيث أنى بالطبع لدى قناعه تامه بعدم إطلاق اللفظة في المجمل فأنا ضد إطلاق لفظ إرهابي على كل من كان ينتمى لجماعه الإخوان حتى يثبت العكس فكلهم بشر و البشر دائما على اختلاف حتى و إن توحدوا في فكره أو عقيده ,و كم من إخوانجى تعاملنا معه و نعرفه من زمن بعيد و لم نرى إرهابه و كما أن الدولة نفسها سمحت لهم بالظهور على السطح رسميا فكيف لنا و في رمشه عين أن نسميهم جميعا بالإرهابين .

و نظراً لأنى لا أنتمى لأحزاب سياسيه فهذا يعطيني الحق في أن أرى من بعيد و أنتقد ما أشاء من بعيد فلست مرتبطاً بفكره أو مبدأ حزبي و لهذا فأنا أصنف نفسى في المنتصف لا أؤيد أحداً ضد أحد بل أشجع ما أراه في مصلحه البلاد و العباد وأنتقد كل ما فيه خراب و فساد بلادي التي اعشقها .

قد تكون جماعه الإخوان المسلمين هي جماعه خرج من تحت عباءتها جماعات تكفيريه أو ارهابيه و قد يكون فيها من نفذ عمليات إرهابيه من قبل وقد يكون إلى الأن و لكن بالطبع ليسوا جميعا هكذا و أنا على قناعه تامه أنه من يثبت ضده أي جرائم من أي نوع فعلينا معاقبته دون أدنى شك و لكن شريطه تطبيق العدالة على الجميع و كل من أخطأ .

حوارى كان مع صديق ينتمى لهم قلباً و قالباً لم اعهد عنه إلا الصدق و الأدب و الاحترام و مساعده الأخرين حتى المختلفين معه فكريا وما أكثرهم و لأنى دائما لدى الشجاعة في انتقاد الاخرين و تقبل انتقاد الأخرين لأفكاري مادامت لم تتخطى حدود الأدب و الاحترام المتبادل فدائما و أبدا الانفتاح على أفكار الاخرين يفيد الطرفين فدائما ما كنت أنتقد أفكاره و مبادئ جماعته.

لست من مؤيدي أفكار جماعه الإخوان أبداً فطالما انتقدت حكومتهم ابان فتره حكمهم التي لم تستمر كثيراً و مع هذا لست مؤيداً أبداً لما يحدث من حكومة هذه الأيام خصوصاً في اجراءات التقشف و محاولاتهم تحميلها للفقراء و البسطاء , فإن كان هناك لابد من فرضها فلا بد و أن تكون البداية من أعلى الهرم و كل على قدر استطاعته لا أن تكون بصوره عشوائية .

في الفترة التالية لفض اعتصام رابعه و نحن جلوس في مقهى مع مجموعه من الأصدقاء , كانت البداية, حوارنا عن اعتصام رابعه العدوية و عن مدى تعلمهم من أخطاء الماضي في الفترة التالية لثوره يناير و عن اكتشافه لأخطاء من قاده الجماعة أو لا؟ , فارتسمت عليه ملامح الحزن و هو يتذكر ما حدث في فض اعتصام رابعه و فقدانه لأخ و بعض من الأصدقاء و الأهل معرباً في نفس الوقت على قناعته التامة بضرورة الاعتصام في وقتها ,قائلاً بعدم وجود أخطاء نظراً لأن القرارات جميعها تأتى بمبدأ الشورى المعمول به في جماعه الإخوان و عليه فلا شك أنها على صواب مؤكداً في الوقت نفسه أن قناعتهم بقادتهم أبديه طالما ارتضوا الانضمام لهذه الجماعة منذ البداية ثم أكمل حديثه و مازالت ملامح الحزن على وجهه الصادق دائماً و المبتسم دائما قبل هذا الحديث أنه و بافتراض حدوث أخطاء فبكل تأكيد كانت نابعه من التفكير في الصالح العام و أن مخالفتهم لشركاء الثورة في كثير من المواقف ماهي إلا نابعه من خوفهم على الصالح العام نظرً لكونهم الأكثر نضجاً و معرفهً بخبايا الأمور السياسية على حسب رأيه .

و ما أن جاء الرد على إمكانيه حدوث مصالحه مع الدولة و توافقات مع الأطراف الحاكمة أخيراً حتى رأيت الحذر على وجهه معلناً أنه لو وجد قاده الجماعة المصالحة في مصلحه الجماعة و الوطن فلن يرفض أبداً و سيعتبر كل من مات من ذويه في سبيل الله مادامت مصلحه الوطن هي الهدف .

في حقيقه الأمر تعجبت كثيراً و أنا استمع إلى هذا الحوار, فهل الاقتناع و الولاء للقادة يفرض على أفراد هذه الجماعة إلى قبول قراراتهم لهذا الحد؟؟ و هل هذا بهدف العودة إلى الحياه السياسية من جديد أم أنه بهدف مصالحه عامه من أجل مصالح البلاد و العباد ؟؟ رغم أنى أرفض فكره إزاحة العقل جانباً و استخدام عقل الاخرين و لكن لماذا لا نستفيد من مثل هذه التبعية من أجل مصلحه مصر بلدنا الحبيب؟؟؟؟؟؟
بالقطع عارضتهم كما أعارض مطبلاتيه هذا العصر من يرقصون تهليلاً بسبب و بدون سبب وهم أكثر الناس ثراءً و غناً يتحدثون عن الشعب وهم لا يرون حياته ولا يستطيعون أن يتحملوا و لو لأيام ما يعانيه هذا الشعب , ولما لا فتجارتهم الكلام وفقط و وهم لا يختلفون في التبعية عن أتباع الإخوان فجميعهم يضع عقله في أجازه حتى حين ,لكن إذا كانت مصلحه مصر في التوحد فلابد لنا أن ننسى الخلافات و الأن ولابد وأن نعلم أن الجميع أخطأ ولا يصح أبداً الاستمرار في نفس الخطأ.

تذكرت هذا الحوار و أنا أتابع ما وصلت إليه حاله البلاد من الانقسام و الاختلاف الذى أدت إلى قطيعه بين أفراد الأسرة الواحدة و أفراد نفس الشعب الذى يعيش على أرض واحده و يتنفس نفس الهواء و نحن في مشكلات اقتصاديه لا تخفى على أحد تحتاج تضافر جهود الجميع من أجل أن نخرج من عنق الزجاجة التي ضاقت على شعب مصر و قد تؤدى إلى الانفجار الحتمي مالم نتحد جميعاً و يتنازل كل طرف ولو بالقليل من أجل أن تبقى مصر و لا يعانى شعبها الذى طالما ذاق الألم فلابد و أن نتفق على مصلحه مصر أولاً و إلا سيخسر الجميع ولا بد من محاسبه المخطئ من جميع الأطراف فبالعدالة تقوى الأمم ولا تضعف والعدل هو أساس الملك .
أعلم تماماً ما قد أواجهه من نقد من معترضى الفكره و المصالحه من مؤيدى الطرفين دائما دون معارضه و نقاش, أتباع الإخوان و أتباع النظام الحالى و لكن حب مصر يسيطر على و خوفى عليها هو ما دفعنى إلى إخراج ما فى عقلى و قلبى من أجل عوده مصر قويه أبيه من جديد و بأيدى المصريين.
مصر في لحظه فارقه لا تحتاج إلى انقسام ولابد لنا و أن نعترف بأن أتباع الإخوان لهم تأثير مباشر فالكثير منهم رجال اقتصاد و تجاره ولابد للجميع أن يتحد و يعود للخلف خطوتين حتى نحقق المصالحة التي على أثرها سنحقق لمصر الاستقرار
ولابد للجميع من التنازل والأن إلا فيما يخص بالدماء فمن تسبب بإراقة الدماء لابد و أن يحاسب عنها .

و ليعلم الجميع أن تلك الدعوات المجهولة لما يسمى بثوره الجياع في شهر نوفمبر المقبل والتي مع الأسف يروج لها الإعلام و يثير الذعر منها على شاشاته ليل نهار ,إن حدثت فلن يكون فيها إلا خراب مصر فستكون كالنار التي تأكل الهشيم و الذى سيبتلع الأخضر و اليابس في مصر و الجميع سيعانى من تبعاتها غنى كان أو فقير لذا وجب علينا التوحد و ألا سنفقد وطننا العزيز علينا جميعاً.
مصر بها مقومات دوله عظمى و لكن و فقط تنتظر الوقوف جانبها بكل صدق و عدل وحب و
مصر أغلى من الأشخاص و أغلى من المصالح الشخصية فهي باقيه وكلنا إلى زوال فإن لم نحافظ عليها فلا قيمه لنا بعدها فحقا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.