د. إيهاب أبو رحمه .
بدون أدنى شك جميعنا لنا أصدقاء من كافه الأطياف و الاختلافات السياسية ,و كونى لا أنتمى إلى أي الاحزاب السياسية ولا أجد أي مشكله في معرفه ثقافات الأخرين و أن اختلفت مع الأفكار بل و العقائد في بعض الأحيان ,فالاختلاف يثرى الحياه بالأفكار و يثريها بحلول لكل المشكلات التي قد تواجهنا فيها .
وحيث أنى بالطبع لدى قناعه تامه بعدم إطلاق اللفظة في المجمل فأنا ضد إطلاق لفظ إرهابي على كل من كان ينتمى لجماعه الإخوان حتى يثبت العكس فكلهم بشر و البشر دائما على اختلاف حتى و إن توحدوا في فكره أو عقيده ,و كم من إخوانجى تعاملنا معه و نعرفه من زمن بعيد و لم نرى إرهابه و كما أن الدولة نفسها سمحت لهم بالظهور على السطح رسميا فكيف لنا و في رمشه عين أن نسميهم جميعا بالإرهابين .
و نظراً لأنى لا أنتمى لأحزاب سياسيه فهذا يعطيني الحق في أن أرى من بعيد و أنتقد ما أشاء من بعيد فلست مرتبطاً بفكره أو مبدأ حزبي و لهذا فأنا أصنف نفسى في المنتصف لا أؤيد أحداً ضد أحد بل أشجع ما أراه في مصلحه البلاد و العباد وأنتقد كل ما فيه خراب و فساد بلادي التي اعشقها .
قد تكون جماعه الإخوان المسلمين هي جماعه خرج من تحت عباءتها جماعات تكفيريه أو ارهابيه و قد يكون فيها من نفذ عمليات إرهابيه من قبل وقد يكون إلى الأن و لكن بالطبع ليسوا جميعا هكذا و أنا على قناعه تامه أنه من يثبت ضده أي جرائم من أي نوع فعلينا معاقبته دون أدنى شك و لكن شريطه تطبيق العدالة على الجميع و كل من أخطأ .
حوارى كان مع صديق ينتمى لهم قلباً و قالباً لم اعهد عنه إلا الصدق و الأدب و الاحترام و مساعده الأخرين حتى المختلفين معه فكريا وما أكثرهم و لأنى دائما لدى الشجاعة في انتقاد الاخرين و تقبل انتقاد الأخرين لأفكاري مادامت لم تتخطى حدود الأدب و الاحترام المتبادل فدائما و أبدا الانفتاح على أفكار الاخرين يفيد الطرفين فدائما ما كنت أنتقد أفكاره و مبادئ جماعته.
لست من مؤيدي أفكار جماعه الإخوان أبداً فطالما انتقدت حكومتهم ابان فتره حكمهم التي لم تستمر كثيراً و مع هذا لست مؤيداً أبداً لما يحدث من حكومة هذه الأيام خصوصاً في اجراءات التقشف و محاولاتهم تحميلها للفقراء و البسطاء , فإن كان هناك لابد من فرضها فلا بد و أن تكون البداية من أعلى الهرم و كل على قدر استطاعته لا أن تكون بصوره عشوائية .
في الفترة التالية لفض اعتصام رابعه و نحن جلوس في مقهى مع مجموعه من الأصدقاء , كانت البداية, حوارنا عن اعتصام رابعه العدوية و عن مدى تعلمهم من أخطاء الماضي في الفترة التالية لثوره يناير و عن اكتشافه لأخطاء من قاده الجماعة أو لا؟ , فارتسمت عليه ملامح الحزن و هو يتذكر ما حدث في فض اعتصام رابعه و فقدانه لأخ و بعض من الأصدقاء و الأهل معرباً في نفس الوقت على قناعته التامة بضرورة الاعتصام في وقتها ,قائلاً بعدم وجود أخطاء نظراً لأن القرارات جميعها تأتى بمبدأ الشورى المعمول به في جماعه الإخوان و عليه فلا شك أنها على صواب مؤكداً في الوقت نفسه أن قناعتهم بقادتهم أبديه طالما ارتضوا الانضمام لهذه الجماعة منذ البداية ثم أكمل حديثه و مازالت ملامح الحزن على وجهه الصادق دائماً و المبتسم دائما قبل هذا الحديث أنه و بافتراض حدوث أخطاء فبكل تأكيد كانت نابعه من التفكير في الصالح العام و أن مخالفتهم لشركاء الثورة في كثير من المواقف ماهي إلا نابعه من خوفهم على الصالح العام نظرً لكونهم الأكثر نضجاً و معرفهً بخبايا الأمور السياسية على حسب رأيه .
و ما أن جاء الرد على إمكانيه حدوث مصالحه مع الدولة و توافقات مع الأطراف الحاكمة أخيراً حتى رأيت الحذر على وجهه معلناً أنه لو وجد قاده الجماعة المصالحة في مصلحه الجماعة و الوطن فلن يرفض أبداً و سيعتبر كل من مات من ذويه في سبيل الله مادامت مصلحه الوطن هي الهدف .
في حقيقه الأمر تعجبت كثيراً و أنا استمع إلى هذا الحوار, فهل الاقتناع و الولاء للقادة يفرض على أفراد هذه الجماعة إلى قبول قراراتهم لهذا الحد؟؟ و هل هذا بهدف العودة إلى الحياه السياسية من جديد أم أنه بهدف مصالحه عامه من أجل مصالح البلاد و العباد ؟؟ رغم أنى أرفض فكره إزاحة العقل جانباً و استخدام عقل الاخرين و لكن لماذا لا نستفيد من مثل هذه التبعية من أجل مصلحه مصر بلدنا الحبيب؟؟؟؟؟؟
بالقطع عارضتهم كما أعارض مطبلاتيه هذا العصر من يرقصون تهليلاً بسبب و بدون سبب وهم أكثر الناس ثراءً و غناً يتحدثون عن الشعب وهم لا يرون حياته ولا يستطيعون أن يتحملوا و لو لأيام ما يعانيه هذا الشعب , ولما لا فتجارتهم الكلام وفقط و وهم لا يختلفون في التبعية عن أتباع الإخوان فجميعهم يضع عقله في أجازه حتى حين ,لكن إذا كانت مصلحه مصر في التوحد فلابد لنا أن ننسى الخلافات و الأن ولابد وأن نعلم أن الجميع أخطأ ولا يصح أبداً الاستمرار في نفس الخطأ.
تذكرت هذا الحوار و أنا أتابع ما وصلت إليه حاله البلاد من الانقسام و الاختلاف الذى أدت إلى قطيعه بين أفراد الأسرة الواحدة و أفراد نفس الشعب الذى يعيش على أرض واحده و يتنفس نفس الهواء و نحن في مشكلات اقتصاديه لا تخفى على أحد تحتاج تضافر جهود الجميع من أجل أن نخرج من عنق الزجاجة التي ضاقت على شعب مصر و قد تؤدى إلى الانفجار الحتمي مالم نتحد جميعاً و يتنازل كل طرف ولو بالقليل من أجل أن تبقى مصر و لا يعانى شعبها الذى طالما ذاق الألم فلابد و أن نتفق على مصلحه مصر أولاً و إلا سيخسر الجميع ولا بد من محاسبه المخطئ من جميع الأطراف فبالعدالة تقوى الأمم ولا تضعف والعدل هو أساس الملك .
أعلم تماماً ما قد أواجهه من نقد من معترضى الفكره و المصالحه من مؤيدى الطرفين دائما دون معارضه و نقاش, أتباع الإخوان و أتباع النظام الحالى و لكن حب مصر يسيطر على و خوفى عليها هو ما دفعنى إلى إخراج ما فى عقلى و قلبى من أجل عوده مصر قويه أبيه من جديد و بأيدى المصريين.
مصر في لحظه فارقه لا تحتاج إلى انقسام ولابد لنا و أن نعترف بأن أتباع الإخوان لهم تأثير مباشر فالكثير منهم رجال اقتصاد و تجاره ولابد للجميع أن يتحد و يعود للخلف خطوتين حتى نحقق المصالحة التي على أثرها سنحقق لمصر الاستقرار
ولابد للجميع من التنازل والأن إلا فيما يخص بالدماء فمن تسبب بإراقة الدماء لابد و أن يحاسب عنها .
و ليعلم الجميع أن تلك الدعوات المجهولة لما يسمى بثوره الجياع في شهر نوفمبر المقبل والتي مع الأسف يروج لها الإعلام و يثير الذعر منها على شاشاته ليل نهار ,إن حدثت فلن يكون فيها إلا خراب مصر فستكون كالنار التي تأكل الهشيم و الذى سيبتلع الأخضر و اليابس في مصر و الجميع سيعانى من تبعاتها غنى كان أو فقير لذا وجب علينا التوحد و ألا سنفقد وطننا العزيز علينا جميعاً.
مصر بها مقومات دوله عظمى و لكن و فقط تنتظر الوقوف جانبها بكل صدق و عدل وحب و
مصر أغلى من الأشخاص و أغلى من المصالح الشخصية فهي باقيه وكلنا إلى زوال فإن لم نحافظ عليها فلا قيمه لنا بعدها فحقا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء.